ما الاهم الحقوق ام التسميات ؟ / عابد عزيز ملاخا

[برطلي دوت نت]

ما الاهم الحقوق ام التسميات ؟   

   
       عابد عزيز ملاخا





تقرير: عابد عزيز ملاخا


تطورت نغمة التفرقة، فيما بيننا نحن الكلدوآشوريين السريان (سوراي)، الى نبذ حتى المشاريع التي تهم وتخدم شعبنا في الوطن، وتقف سداً منيعاً امام الهجرة المقيتة التي ابتلى بها شعبنا منذ قرون عديدة، نتيجة التفرقة التي اعتبر شعبنا من ضحاياها بامتياز، كالقمع والاضطهاد والتميز والإقصاء.

ان المشروع الذي طرحته منظمات واحزاب شعبنا في الوطن، لاستحداث محافظة في سهل نينوى، التي تضم بلدات وقرى شعبنا الكلدوآشوري السرياني، والاثنيات الاخرى كاليزيدية والشبك والأكراد، انها لفكرة جديرة باللاهتمام وضرورة تعقيبها الى ان تصل الى الكمال. ولكن أقولها بمرارة، البعض من ابناء شعبنا يرفض الفكرة بحجة انعزال المسيحيين عن باقي ابناء الشعب العراقي.

ان هذا التفكير ملغي من اساسه حيث ان بلدات وقرى شعبنا تتواصل مع بلدات الأخوة الشبك واليزيدية والاكراد. وان فكرة محافظة في سهل نينوى ستكون بالشراكة مع كل هذه الأطياف التي تعيش ضمن جغرافية المنطقة. هل انعزل الشعب الكردي عن باقي اطياف الشعب العراقي بعد تطبيق نظام الاقاليم في كردستان؟

ان الكردي موجود في البصرة - والناصرية وديالى والرمادي. انها حجج واهية القصد منها الاعتراض فقط على منظمات شعبنا الذين قدموا مشروع محافظة... وأود ان اقول للمعارضين... كفانا التغريد خارج السرب، هلموا نتكاتف لما هو نافع ومفيد لشعبنا... هل يستطيع احد ان يثبت انه كلداني صرف او آشوري صرف. بعد سقوط الدولة الكلدانية عام 539 ق.م. وقبلها الاشورية 612 ق. م. وما تمخض عنها من اضطهاد وترحيل اثناء حكم شابور الثاني في القرن الرابع الميلادي، وبعض الخلفاء في القرن الثامن الميلادي وبعدهم المغول في القرن الثالث عشر بحيث اصبحت مناطق جنوب شرق تركيا والمناطق الشمالية الجبلية من بلادنا، ملاذا آمنا لكونها حصانة طبيعية عاصية، التجأ اليها ابناء شعبنا، فاختلط شعبنا السورايا متجانسا على كافة الاصعدة تاريخيا ولغويا ودينيا وثقافياً، حيث آصرهم المصير المشترك الذي طالهم دون تميز. اذاً لماذا نحن نميز بعضاً عن بعض. انها بدع لا معنى لها سوى النيل من ثقافة وتاريخ شعبنا. ان في عروق كل كلداني دم آشوري، وفي عروق كل آشوري دم كلداني، ولا تستطيع تمييز بينهم بسبب الاختلاط الاجتماعي والتناسب والتظاهر فيما بينهم عبر قرون عديدة.

ان الفرس والمغول والأتراك لم يستطيعوا قلع هذه الامة من جذورها... اذا لما لا نصبح يداً واحدة لتحقيق مشروع المحافظة التي سيكون لها ميزانية خاصة كباقي المحافظات العراقية، ويتم تعيين الاف الموظفين الإداريين من ابناء بلداتها وقراها في شتى الاختصاصات الادارية والطبية والفنية بالاضافة الى الميزانية الممنوحة للمحافظة في اقامة مشاريع استثمارية وتنموية التي سيستفيد منها ابناء منطقة سهل نينوى محرومة من هذه الخدمات. اذاً لنعمل ونقتدي بالأسلاف الذين أوجدوا العلم والفن والثقافة وعلوم التنجيم في بلادنا ما بين النهرين. اننا نحمل ميراثاً ثرياً، أدى الى تغيير مجريات التاريخ والحضارة...

وشعبنا من وراء القصد.

بريد الموقع