مسيحيو العراق يبعثون رسالة أمل فـي عيدهم

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 12, 2012, 07:54:08 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مسيحيو العراق يبعثون رسالة أمل فـي عيدهم


11-04-2012 | (صوت العراق) -
عن: نيويورك تايمز

تحاط كنيسة القديس يوسف للكلدان، وسط بغداد، بعدة نقاط تفتيش للجيش العراقي وبحواجز كونكريتية تمنع السيارات من الاقتراب إلى المدخل. في الساعة التاسعة صباحا وقبل اشتداد الحر، يتسلل مئات المصلين ببطء عبر النقاط الأمنية العديدة من اجل الاحتفال بعيد القيامة.

تقول سناء نمر، 58 سنة صيدلانية قضت كل عمرها في العاصمة العراقية بغداد "دخولنا الى الكنيسة يشبه الدخول الى معسكر. انه عيد القيامة التاسع منذ عام 2003 "، انها تستذكر السنوات التي شهدت انزلاق العراق إلى الفوضى، وهجرة مئات الآلاف من المسيحيين الى خارج البلاد.
من بين كافة الهجمات التي تعرّض لها المسيحيون منذ الاجتياح الأميركي للعراق في 2003، هناك هجوم بارز لا يمكن ان ينسى. ففي 31 من تشرين الأول عام 2010 اقتحم مسلحون كنيسة (سيدة النجاة) في بغداد واحتجزوا عشرات الرهائن. في ذلك اليوم فقد اكثر من 52 شخصا حياتهم بعد ان حاولت القوات الأمنية تحرير أولئك الرهائن، كما فجّر بعض المهاجمين أنفسهم. تقول السيدة نمر بأنها تشعر "أن شيئا خطيرا سيحدث " كلما ذهبت إلى الكنيسة. لقد ترك ذلك الهجوم أثرا نفسيا في المجتمع المسيحي في البلاد. يقول القس سعد سيروب حنا، الذي يقيم القداس هذا العام في كنيسة القديس يوسف "في كل مرة نقول لأنفسنا بان الوضع سيستقر، ونمضي قدما، لكن شيئا ما يحدث ويمنعنا من المواصلة. لهذا السبب يغادر العديد من المسيحيين الى الأردن او لبنان او تركيا والى أوربا وأميركا". مع ذلك فمازال هناك شعور بان الأمور تتحسن نسبيا الآن وهي أفضل مما كانت عليه في السنوات الماضية. يقول يونادم كنا، النائب المسيحي في البرلمان العراقي، ان المسلحين الذين كانوا يستهدفون المسيحيين قد فقدوا اداة مهمة من أدوات التعبئة بعد انسحاب القوات العسكرية الاميركية الى خارج المدن عام 2009 كانوا يقولون إنهم يقاتلون المحتلين". وأضاف بان الوضع قد تحسّن على مدى العام الماضي مما أدى الى الانسحاب الكامل للقوات الأميركية.
بالإضافة إلى الهجمات الإرهابية، فان المسيحيين يشتكون أيضا من التعصب. يقول كنا إن القيم الإسلامية المحافظة قد تسربت إلى داخل النسيج الاجتماعي للمجتمع العراقي. وأضاف أن أصحاب محال بيع الكحول والنساء اللواتي لا يرتدين الزي الإسلامي، يتعرضون للترهيب. وذكرت السيدة نمر أن المعلمين يطالبون بعض طلبة المدارس من المسيحيين بحفظ آيات من القرآن،" إنهم لا يحبون أي شخص يختلف عنهم، ولا يتسامحون مع غير المسلمين من مسيحيين وغيرهم".
خلال قداس العيد، شبّه القس حنا ألم المسيح على الصليب بمعاناة المجتمع المسيحي في العراق، حيث يقول سيكون هناك أمل وقيامة بعد الألم. لكنه في الوقت ذاته يتحدث من الواقع، ويبدي قلقه من أن العراق سيتم إفراغه من المسيحيين في المستقبل القريب. أكثر من 1200 عائلة كانت ترتاد الكنيسة قبل الاجتياح الأميركي، إلا أن هذا العدد قد انخفض إلى ما يقارب 300 خلال تسعة أعوام فقط "هذه هي الحقيقة". أكثر المشاكل التي يواجهها المسيحيون هي المشاكل ذاتها التي يواجهها بقية أبناء العراق، فبالإضافة إلى الكنائس تسببت المتفجرات بتخريب الأسواق والمساجد والمدارس وأقسام الشرطة والمباني الحكومية، وتأثرت جميع فصائل المجتمع العراقي كثيرا بسبب أعمال العنف هذه. في كل مكان في البلاد يشتكي العراقيون من سوء الخدمات والبطالة وعدم الاستقرار والفساد. يبدو أن الفرصة تلعب دورا حاسما في بقاء العراقيين – سواء أكانوا مسيحيين أم غيرهم– في البلاد او رحيلهم عنه. تقول السيدة نمر إنها تعرف الكثير من الناس الذين يحاولون الرحيل الى خارج العراق، اما هي فانها ستبقى ولن ترحل "مازالت لدي صيدليتي، وزوجي يعمل أيضا. نحن نساهم في بناء العراق، لذلك لا نفكر حاليا بالرحيل".
ترجمة عبدالخالق علي - المدى





Read more: http://www.sotaliraq.com/mobile-news.php?id=51451#ixzz1rhVI78gI