" التاريخ الأكاديمي هو تحقيق و ليس نقل و تحريف و تخريف للتاريخ!"/هنري بدروس كيفا

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يوليو 21, 2017, 04:45:45 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

" التاريخ الأكاديمي هو تحقيق و ليس نقل و تحريف و تخريف للتاريخ!"     
   

برطلي . نت / بريد الموقع

هنري بدروس كيفا


لقد وقع نظري حول مقال عنوانه " العربية والسريانية لغتان شقيقتان "
كتبه الدكتور رامي جورج توما . نحن لم نفهم كيف تكون اللغة السريانية
" شقيقة " للغة العربية و هي أقدم منها - على أقل تعديل - بأكثر من
١٠٠٠ سنة ! نعم ( ألف سنة ) !
أمر مؤسف أن جدا أن يدعي أحدهم أن اللغة العربية هي شقيقة
للغتنا الآرامية متحججا بما ذكره باحث يهودي مغامر منذ أكثر ٨٠ سنة
حول علاقة الآراميين بالعرب ! إنني لا أعتقد أن السيد رامي جورج توما
قد تنبه الى خطورة ما نقل عن إسرائيل ويلفنسون : سوف أنقل لكم
" نص " ويلفنسون و انتقد طروحاته الخرافية المزيفة على و عسى السيد توما يؤمن بتاريخنا الأكاديمي ...
يذكر السيد توما تحت عنوان " نسب العرب (قحطان وعدنان) والعبريين والآراميين " ما يلي :
" ان المستشرقين قد تاهو في تحديد المعنى الدقيق والصلة الوثيقة بين الاديان والشعوب ، ولم يفطنوا الى ان التعابير والتسميات للبشر كانت تتعلق بدورهم ونتقلاتهم ، منها كلمة (عبري) التي اطلقت على العرب الذين عبروا من الجزيرة العربية الى افريقيا .
يقول الدكتور ويلفنسون : ان بين كلمتي عربي وعبري ارتباط لغوي متين فهما مشتقتان من مصدر ثلاثي واحد هو ( عبر ) بمعنى قطع او اجتاز وهذا الفعل تبدل فاصبح ( عرب ) ، وفي اللغة العربية نفسها كثير من الكلمات المترادفة الدالة على معنى واحد وليس بينها اختلاف الا بترتيب الاحرف مثل يئس وايس ، ويقول ان الفعلين عبر وعرب يؤديان معنى واحد ويدلان على حياة البداوة الصحراوية التي لا تستقر في مكان بل ترحل من بقعة الى بقعة اخرى بإبلها وماشيتها للبحث عن الماء والمرعى.
وكلمة عبر تفيد في اللغة العربية التنقل والرحيل من مكان الى مكان ان التاريخ الحديث يؤكد العلاقة بين اللفظتين لكن المهم في طرح هكذا موضوع هو بحثه مفصلا ، خاصة بعد ان قمت بمقارنة كلمة ارام - التي اصلها اراب، في سياق هذه المقارنة بحيث يتبين بشكل واضح ان هذه الشعوب التاريخية الثلاثة شعب واحد ( وهم سكان جزيرة العرب و البلاد المحيطة بها ) وتم لنا فهم الغموض الذي اكتنف استعمال هذه الكلمات في التوراة ، فتارة يكون ابراهيم عبري ، وتارة يكون آرامي ( اربي=عربي). وهذه المقارنة تجعل الارامي هو نفسه العربي وهو نفسه العبري بعد انتقاله الى عبر البحر ، مهما حاول المؤرخون الفصل بينهم
يختلف عدد من العلماء في اسبقيت كل من هذه الشعوب ، ويعزون هذا الى ان الكتاب المقدس تارة يكون ارامي وتارة يكون عبري فابراهيم هو ارامي او عبري و موسى عبري .
الشعوب السامية في الاصل شعب واحد: أّذا من الحقائق التاريخية المقررة ان هذه الشعوب الثلاثة العرب و العبرييين و الاراميين في الاصل شعبا واحدا تاريخا ولغة ، فالتاريخ يقوال ان ابراهيم كان اراميا جنسا ولغة ووطنا ، وان العبرانيين كانوا احفاده ، اما العرب العدنانيين ( بالمفهوم الحديث ) فهم من ذرية اسماعيل بن ابراهيم اي انهم ايضا احفاده اما العرب القحطانيين فينسبون الى عابر الذي انقسم احفاده الى فصيلتين اقامت الاولى في ( اور كلدن ، حسب تقسيم المؤرخين التوراتيين ) وارتحلت الثانية الى بلاد العرب وهم بنو يقطان ( يقطن ، الفعل المضارع من معنى قطن -سكن - او بنو قحطان ، حسب المؤرخين العرب ، من لفظ قحط
مهما كان من امر فان جميع المؤرخين يدورون حول نفس النقطة ، منهم الدكتور اوليري الذي يقول ( الاراميون فرع من العرب ) ، وعلى ضوء هذا التحليل التاريخي يمكننا ان نؤكد ان الشعوب الثلاثة شعب واحد في الاصل انقسموا جغرافيا في مرحلة تاريخية معينة ، فسكن الاراميون في الشمال من مكة ( ام القرى ) والعرب في الجنوب منها والعبريين في الغرب منها في عبر البحر الاحمر في ارتريا واثيوبيا .
إن المقارنة اللفظية بين ( أرام ) و ( أرمن – ارمينيا ) تجعلنا نقول هذا ايضا عن الشعب الارمني ( المعروف بانه من اقدم الشعوب الهندية الاوروبية ) فنحول بالابدال اللفظي الميم الى باء ( ارمن =اربن - عربا ، بالتنوين )، فتكون بذلك اقدم شعوب الهندية الاوروبية المتفق على قدمها ، قد رحلت الى ارمينيا كقبيلة عربية ، و انها سكنت في العربية قبل رحيلها وكان آدم اول من انطقه الله بالعربية ( وعلمه الاسماء ) فانتشرت هذه الاسماء العربية في ارام و ارمينيا على حد سواء . لذلك فان ( اراب ) أو عرب وارمن اربان - عرباً هم في الاصل شعب واحد ايضا ، مما يجعل جميع الشعوب التي استوطنت بلاد ارمينيا و فارس و افغان ستان و باك ستان وصولا الى كل بلاد الشرق من اصل واحد ، و لا بد لنا من الذكر أن الفرزيين الذين ورد ذكرهم في التوراة هم الفارسيين ، و العمونيين هم العمانيين ، أما اليبوسيين فهم بني قحطان ( من مصدر يباس القحط ) ، وهم الذين أعطوا اسمهم الى يبوس ( اثيوبيا ) عند ارتحالهم اليها – لذلك نرى أن تاريخ العرب يجعل من القحطانيين سكان اليمن و اثيوبيا على حد سواء ".
أولا - إن أغلبية المستشرقين في القرن التاسع عشر لم يكونوا متخصصين في المواضيع التي عالجوها . و كثير من الأحيان كان
الباحثون في التاريخ يستشهدون ببراهين واهية ليؤكدوا نظريات غير
علمية : ارنست رينان الباحث المشهور قد إدعى أن الكلدان ينتمون
الى الأكراد !!!
إذا كان صحيحا أن المستشرقين كانوا " تائهين " قبل أن ينشر
الباحث ويلفنسون نظرياته الخاطئة في الثلاثينات من القرن العشرين , فإن على القارئ أن يعرف أن علم التاريخ قد تطور و أن لا أحد من
العلماء الأكادميين يقبل بنظريات ويلفنسون الكاذبة .
إن لفظة " عبر " تعني إجتاز و لكنها لم تطلق على العرب لأنهم
" عبروا " البحر الأحمر و وصلوا الى افريقيا !
قد تكون بعض الجماعات العربية قد إنتقلت الى مصر و السودان و الحبشة قبل الإسلام و لكن لم تطلق عليهم التسمية " العبرية " !
ثانيا - أقاويل ويلفنسون و تفسيراته الخاطئة :
" يقول الدكتور ويلفنسون : ان بين كلمتي عربي وعبري ارتباط لغوي متين فهما مشتقتان من مصدر ثلاثي واحد هو ( عبر ) بمعنى قطع او اجتاز وهذا الفعل تبدل فاصبح ( عرب ) ...".
ويلفنسون قد غامر في الإدعاء بأن عبر و عرب مشتقان من مصدر
ثلاثي واحد هو " عبر " ! هذا قمة الجهل في قواعد اللغة العربية !
و تلاعب مخجل في تاريخ الشرق القديم ! لا يوجد أي عالم محترم
قد " إدعى " إن فعل عبر قد تبدل و أصبح عرب !
إن فعل " عبر " موجود في اللغة الأكادية قبل اللغة العربية بأكثر
من ٢٠٠٠ سنة ! و هنالك منطقة جغرافية مشهورة " بلاد عبر النهر "
و هي سوريا القديمة و هي ترجمة لتسمية أكادية eber narim !
و النهر المقصود هو نهر الفرات و ليس البحر الأحمر !
و بكل تأكيد أن فعل عبر ( إجتاز ) لا يحمل معنى " عاش في منطقة
بدوية " هذا تفسير غير علمي !إن ترديد " ويقول ان الفعلين عبر وعرب يؤديان معنى واحد ويدلان على حياة البداوة الصحراوية التي لا تستقر في مكان..." لا يقبل به أي عالم لغوي عربي كان أم أعجمي !
ثالثا - هل كلمة ارام اصلها اراب ؟
كتب ويلفنسون ما يلي :
"خاصة بعد ان قمت بمقارنة كلمة ارام - التي اصلها اراب، في سياق هذه المقارنة بحيث يتبين بشكل واضح ان هذه الشعوب التاريخية الثلاثة شعب واحد "
و لا أعرف من أين نقل الدكتور توما هذا النص الغريب :
" ان اسم الاراميين لا تستقيم قراءته بشكل صحيح الا اذا استعملنا الابدال اللفظي بين الباء والميم الذي كان حاصلا عند احد الشعوب الشقيقة للاراميين في ذلك الزمن وهم ( الاشوريين ) فيصبح اسمهم ( الارابيين ) ، في عام 1100 ق. م. اكتسبت هذه القبائل اسمها من التسمية التي اطلقها عليها تغلات فيلاسر حيث ذكرهم هو وحلفاؤه في حملاته في منطقة اسماها ( مات اريمي )، مما جعل المؤرخين يطلقون عليها اسم بلاد الاراميين الاصلية، وبالابدال تصبح ( بات اريبي ) وهو ما معناه بلغة اهل البلاد ( بيت العرب- بيت عريبي) ولقد وصفهم تغلات فيلاسر بقوله (لقد زحفت الى وسط ( الاكلامي الاراميين )اعداء الاله (اشور) سيدي ) - واللفظ الصحيح لهذه الكلمات هو ( الاكلابي الارابيين- و هم العرب من بني كلاب..."
أ - " الابدال اللفظي " بدعة جديدة هدفها الواضح هو تعريب تاريخ الشرق عنوة : نعم يوجد إبدال لفظي في كثير من اللغات و لكن حرف
الميم في اسم آرام لا يبدل الى حرف باء و يصبح " اراب "!
ب - بيت اريمي في اللغة الأكادية تعني بلاد الآراميين و ليس بلاد
الأرابيين ! هذا تزوير فاضح لتاريخ الشرق و محاولة فاشلة للإدعاء
بوجود عربي في الشرق قبل مجيئ الإسلام !
ج - هنالك عشرات المؤرخين المتخصصين في تاريخ الشرق القديم الذين علقوا على كتابة الملك الأشوري تغلت فلأسر الأول1116- 1076 ق.م " لقد زحفت على الأحلامو الآراميين ..." و لكن لا
أحدا منهم قد ذكر أنهم عرب !
د - المضحك و المثير للسخرية هو أنهم يتلاعبون باسم الأحلامو
و بواسطة العصا السحرية ( الابدال اللفظي ) يتحول حرف " الحاء "
الى " كاف " و حرف " الميم " الى حرف " كاف "! و هكذا إسم
" الأحلامو الآراميين " يتحول الى " العرب من بني كلاب "!
الخاتمة
أنه من المؤسف أن نرى بعض الكتاب مثل الدكتور رامي جورج توما
يغامرون في نقل مقاطع تاريخية مشوهة لتاريخ الآراميين بدون أي
تحقيق فيها ! و المصيبة الكبرى هي أن القارئ سينخدع بلقب " دكتور"
و سيتوهم أن الكاتب هو متخصص في التاريخ و سيصدق هذه
الأكاذيب التي لا يقبلها أي إنسان عاقل !


موفق نيسكو

الأخ العزيز هنري بدريوس المحترم
شكراً على المقال ودعني اختلف معك قليلاً فالتاريخ والواقع هو حقيقة لا يبنى بالتعصب، وعلى الكاتب أن يكون منصفاً حتى لو كتب ضد من يخالفه في الدين  أو الثقافة، وأنت هنا تستعمل نفس أسلوب الآشوريين الحاليين أي السريان الشرقيين الذين سماهم الانكليز آشوريين في إلغاء جميع الشعوب ولغاتهم، وهذا يضر بمصداقية السريان، فالإنسان يجب أن يكتب الحقيقة ويبني تاريخه، وما قاله الدكتور رامي جورج صحيح وأنه استعمل لغتان شقيقتان، وأنا استعمل أختان تؤمان أي أكثر من شقيقتان، وولفنسون عالم قدير لا يشق له غبار، واعتقد ان أمر الهجوم والاستخفاف باللغة العربية، هو لان غالبية العرب هم مسلمين، وهو أمر يجب التفريق بينه.

1: اللغة الآرامية  قبل الميلاد والسريانية بعد الميلاد لغة عظيمة وقوية ومحل اعتزاز جميع الشعوب وليس السريان فقط، ولكن اللغة العربية أيضا لغة قوية جداً، وهذا أمر مطلق بين علماء العرب والسريان على حد سواء، وتعتبر اللغة العربية أنقى اللغات السامية بما فيها الآرامية (السريانية) أي أن العربية أنقى من الآرامية (السريانية) والسبب أن العرب كانوا يعيشون في الصحراء ولم يختلطوا بالأقوام البقية كاليونان والفرس وغيرهم، وقد استطاعت اللغة الآرامية قبل الميلاد اكتساح جميع اللغات، باستثناء العربية، وحتى بعد الميلاد وقبل مجي الإسلام استطاعت العربية اكتساح مناطق عديدة في الهلال الخصيب. ولولا دخول المسيحية واعتماد المسيحيين اللغة السريانية (سريانية الرها) ربما اكتسحت العربية الآرامية أكثر أسوةً بالصابئة والأنباط وغيرهم، ولكن الآراميون (السريان) بسبب اعتناقهم المسيحية كتبوا كل أدبهم الديني بالسريانية واعتنوا بها وطورها وهذا هو سبب بقاء السريانية قوية فيما بعد  لدرجة أن العربية اقتبست منها كثيراً من الألفاظ وقسم منها موجود في القران وخط القرآن هو خط سرياني، وكلمة عرب سريانية معناها سكان غرب الفرات، ولكن هذا لا يعني أن العرب سريان أو أن السريان عرب، كل قوم معروف بلغته، والقومية والهوية هي اللغة واللغة فقط. 

2: لم يتوصل الباحثون ولن يتوصلوا أي اللغات أقدم الآرامية أو العربية أو العبرية، والقول أن الارامية أو العبرية إلى حد أقل هو استنتاج لان مناطق وشعوب كثيرة مذكورة في العهد القديم، وعدم ذكر العرب في العهد القديم ليس معناه إن اللغة العربية لم تكن موجودة، مع العلم أن شلمنصر الثالث (858–824 ق.م.) ذكر العرب، وفي العهد القديم من الكتاب المقدس وردت ذكر العرب في أكثر من مكان ،سفر إرميا (3: 2) إشعيا (13: 20) إشعيا (21: 13–14) حزقيال (27: 21) علماً أن العرب الوحيدون المذكورون في العهد الجديد أعمال الرسل 2: والعرب آووا الرسول بولس ثلاث سنين،  وأقام دولتين مسيحيتين.

إن كل الشعوب هم أبناء آدم وحواء، والآراميين هم أبناء عمومة وأشقاء العرب وهذه حقيقة تاريخية لا تعيب السريان بشئ، فالعرب لم يأتوا من كوكب آخر، وأنت تؤيد وتقول الشعوب السامية في الأصل شعب واحد: أّذا من الحقائق التاريخية المقررة أن هذه الشعوب الثلاثة العرب و العبريين و الآراميين في الأصل شعبا واحدا تاريخا ولغة، وتقول إسماعيل ابن إبراهيم، وأن العهد القديم لا يعتبر كتاب تاريخ دقيق للشعوب رغم ان فيه مادة تاريخية ثرية، فكثير من المناطق والشعوب المذكورة في العهد القديم لم تكن موجودة حينها فمثلا بابل لم يكن اسمها بابل قبل حمورابي،وحتى بلاد آشور كان اسمها بلاد سوبارتو، وهناك اسماء مدن ذكرت على انها في زمن موسى، لكنها لم تكن موجودة  زمن موسى، اليهود كتبوا ما كان موجودا ومتدولاً من أسماء المناطق والشعوب في وقتهم، أي القرن السادس قبل الميلاد، مثل ما تكتب تاريخ فرنسا أو ايران اليوم في القرن الثاني الميلادي، ولكن وقتها لم تكن فرنسا بل بلاد الغال، وبلاد فارس، أو مثل ما يقول شخص وجدت كنائس قديمة في البحرين أو الكويت، لكن وقتها لم تكن هذه الاسماء،وأنت لا تفرق بين الانتماء ألاثني العرقي منسوب لشخص،  وبين فلانتماء الثقافي والهوية (القومية)، فالهوية والقومية هي اللغة فقط.

3: إن الشعب الأشوري القديم (لا اقصد الآشوريين الحاليين وهم سريان سماهم الانكليز وليس لهم علاقة بالقدماء) ليس شقيقاً للآراميين بل عدوهم، الأشوريون شعب سامي أكدي، وكل الشعوب السامية نزحت من الصحراء السورية غرب الفرات والجزيرة العربية الحالية (لم يكن اسمها عربية آنذاك)، هذا أمر أصبح مسلما به لدى الجميع مسيحيين قبل المسلمين، وسرياناً قبل العرب، واستعمال اللغات السامية ليس دقيقاً علميا، بل اللغات الجزرية.

4: لا وجود لشعب اسمه كلداني أصلاً اكثر من 73 سنة، ولا لغة كلدانية ولا آشورية في التاريخ، بل لغة أكدية (لا اقصد الكلدان  الحاليين وهم سريان سمتهم روما)، هناك دولة بابلية رقمها 11 تُسمى الدولة البابلية الأخيرة وهي أقصر الدول البابلية عمراً 73 سنة وبستة ملوك، فقط بإجماع المؤرخين على الاطلاق، وما قبلها بابلي وليس كلداني، ويقول شيخ المؤرخين طه باقر أن عمرها 43 سنة أي عصر نبوخذ نصر فقط، وهذه الدولة حكمتها عائلة آرامية هي عائلة نبوخذ نصر واليهود وبالذات النبي دانيال سموها كلدانية، وفي العهد القديم فقط، وهو اسم مهنة لعائلة اشتهرت بالسحر والتنجيم كالصابونجي أو القزاز، ولا يوجد نص واحد مطلقاً سمى نفسه من عائلة نبوخذ نصر الستة بالملك الكلداني، بل ملك أكد ويدافع عن أكد وشعب أكد ولغة شعب بابل ايام نبوخذ نصر هي الاكدية وليست الآرامية، لكن  الآرامية كانت لغة نبوخذ نصر وعائلته فقط، ولغة اليهود كانت الآرامية أيضا لان الآرامية كسحت العبرية منذ القرن الثامن قبل الميلاد، ولذلك كلم اليهود نبوخذ نصر بالآرامية، كمن يكلم ناس في بغداد أكراد أو يعرفون الكردية رئيس الدولة الكردي الحالي بالكردية، لكن لغة عامة الشعب هي العربية، واللغة الآرامية استطاعت اجتياح البلاط البابلي بعد نبوخذ نصر (سأكتب مقالاً موثقا).


الاستخفاف باللغة العربية استخفاف للحقيقة والتاريخ، العرب يعتبروا نموذجاً عالمياً في تقديس لغتهم والاعتزاز بها، وأكثر قوم في التاريخ على الإطلاق اهتموا وطوروا وكتبوا حول لغتهم، هم العرب، أي أكثر من السريان، اما في الشعر فحدث ولا حرج، وعدد العرب ملايين، ولكن لم يجروا شخص على أن يسمي اللغة العربية بغير اسمها أو يزور قاموس، (ربما لصدرت فتاوى به)، بينما أمتك السريانية التي عددها ربما لا يتجاوز عشيرة طي او شمر، ليس كل كنيسة تزور اسم لغتها فحسب، بل كل قرية تسمي لغتها باسم قريتها، وهناك اليوم قواميس باسم قاموس آزخ وطوراني..الخ، وإذا سالت احدهم لماذا؟، أجابك إغناء اللغة، والحقيقة هو إغماء اللغة.
اكتفي بهذا القدر واليك ما قاله العلامة توما أودو في قاموسه كنز اللغة السريانية، علماً أن هناك من قال اكثر كما في اللمعة الشهية وغيره.

وشكراً
موفق نيسكو[/size][/b]