مازن الحمداني ..نافذة للأمل في الناصرية/حسين باجي الغزي

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يوليو 06, 2017, 07:40:58 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مازن الحمداني ..نافذة للأمل في الناصرية     
   


برطلي . نت / بريد الموقع

حسين باجي الغزي


في هزيع الليل الاخير..وانا أغط في نوم عميق بعد نشرة اخبار تلفازيه بائسة ملؤها العنف والقتل والتشريد.. رن هاتفي فقفزت مذعورا..ظنا مني ان خطبا او أمرا قد حصل بعد هذه المشاهد التراجيدية ..كان الصوت ضعيفا وواهنا وهو لسيدة مصابه من كربلاء تسأل عن مبادرة اطلقها صيدلي في الناصرية بعنوان (أمل ) لتامين أدوية السرطان المفقودة وتدعوا له بالخير والرحمة لوالدية.
في بلد أنهكته الحروب ومخلفات الاسلحة التي اطلقت او وقعت على هذه الارض الطاهرة بسبب حمق وعنجهيته السلطويين واشتداد الازمات وغي وفساد الساسة والحوكميين .مع تردي الواقع الصحي والبيئي ازداد عدد مصابي مرض السرطان في ذي قار فقد سجل المركز المتخصص بالأورام السرطانية والعلاج الاشعاعي والكيمياوي 1100 حاله عام 2014 وبمعدل زيادة يصل الى 500 حالة سنويا .
هذا الواقع المزري والمتردي في مدينة تبلغ نسبة الفقر فيها الى 37% لم يحرك الضمير المجتمعي والإنساني لدى البعض وسجلت حالات مأساوية فيها لهؤلاء المرضى لاتقل ويلا وألما من ضحايا هيروشيما وناجازاكي.وهم يعانون من ضيق اليد وعسر الحال وغلاء الادوية وشحتها ..فرفعوا ايديهم للسماء سائلين الرب المتعالي ان يسخر لهم بابا من ابواب الرجاء والامل على يد عبادة الصالحين ..ودعوا الله مخلصين أن يخلصهم من كذب الطبقة الارستقراطية وعللهم بالمباهاة والرياء وهم يرون عشرات المساجد والجوامع تبنى في مدينتهم مع غياب التراحم والتعاضد والموأخاة والعطف على الفقير التى اوصى بها رب البرية ونبية الاكرم الامين.وهم لايعلمون حقا أنها مابنيت إلا للفخر والمباهات والتهرب من التحاسب الضريبي في سنة سيئة سنها نظام صدام المقبور .
مازن الحمداني الصيدلي المتواضع سليل عائلة عريقة ومحترمة اطلق مبادرة خيرية لتامين ادوية مرض السرطان المفقودة في المستشفيات وتوفيرها مجانا للمرضى داخل المحافظة وأسماها ( امل ) وقدم مبلغا كبيرا كفاتحة خير وساهم بجمع التبرعات وبمؤازرة أبناء الناصرية ومن ابناء العراق الخيرين لتكون هذه الادوية متاحة امام المرضى داخل المحافظة بدلا من اضطرارهم للسفر والعلاج في الخارج .
هذه البادرة الطيبة حفزت ذو القلوب الرحيمة العراقيون الاصلاء الذين عرفوا بالشيمة والنخوة والشهامة ليتلقى بعد ذلك استجابة كبيرة من قبل العديد من المواطنين حتى وصل مجموع التبرعات بعد وقت قصير الى 20 مليون دينار عراقي كمرحلة اولى حيث توسعت هذه المبادرة الى ابعد من ذلك 'أذ عرض عدد من الاطباء في الولايات المتحدة واستراليا جلب كوادر طبية لفحص المرضى وتقديم الاستشارات الطبية مجانا..فيما التزمت بعض المستشفيات الخاصة وجهات طبية عراقية الصمت واكتفت بالتفرج ..بعد ان حنثت بقسم أبأقراط وتحولت الى دكاكين للمراباة وجنى المال من الالام ومعاناة العراقيين الفقراء .
.هذة الخطوات تلتها خطوة التنسيق مع دائرة صحة ذي قار ومركز علاج امراض السرطان في المحافظة ، لشراء نوعين من العلاجات المفقودة في المحافظة وتسليمها بشكل رسمي الى مستودعات دائرة الصحة لتوزع على مراكز العلاج الحكومية المتخصصة .وإعلان كمياتها وأنواعها عبر شبكات التواصل لتكون تحت النور خوفا من خفافيش الفساد.
مازن وأمثاله من ابناء العراق الخيرون هم البقية الصالحة من ابناء هذه الامة الخيرة الذين يتجددون كل يوم بفتح نوافذ وطاقات للأمل وسط هذا الركام وسحب الظلام ..وأمثال مازن سيخلدهم التاريخ كفاتحين لدروب الرحمة والإنسانية والتي ان خلت منهم الحياة فعلى الدنيا العفى .ففي هذا الوطن دوما هناك كوة من النور في اخر النفق دوما يستشرف منها الفقراء الامل والمحبة والخير .فالعراق مهبط أنبياء الرحمة ورسل الانسانية ..وأن كبا العراق فسينهض مجددا (كطائر الفينيق ) ويطير من بين الرماد ..ليعانق الشمس التى اراد الظلاميون طمسها في بلدي الحبيب .
وبإجماع الخيرين فان مبادرة مازن لاتقل عن الفعل الجهادي في سبيل الله ولا تقل عن بناء العشرات من دور العبادة التي ارادها الله مصدرا والهاما لحب الانسان أخية الانسان .
بوركت وسلمت يا مازن وأنت تمسح بيد من بلسم على جراح اللالاف من المرضى عبر مبادرة ترتقي الى فعل العظماء والصالحين و(خير الناس من نفع الناس ).وسيكتب أسمك الطاهربماء الذهب في صفحة تاريخ الناصرية الابيض كأحد رجالاتها الطيبون وهي مدينة (الشعرة البيضاء في شارب التاريخ ).