حول فيضانات الأمطار و غرق الشوارع البيوت

بدء بواسطة حكمت عبوش, يناير 03, 2013, 03:19:23 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

حكمت عبوش

حول فيضانات الأمطار و غرق الشوارع البيوت
                                   والرقم القياسي في الفساد


                              حكمت عبوش

عندما ينظر الإنسان إلى مشاهد الشوارع و البيوت الغريقة في بغداد و البصرة و الديوانية و ديالى و نينوى والزبير و سامراء و غيرها من المحافظات و المدن العراقية و التي تعطلت فيها حركة السير بسبب الأمطار الغزيرة يبدو للناظر و كأنه يشاهد فلما من افلام اللامعقول أو كأنه أمام منظر من مناظر مدينة البندقية الايطالية و لكن سرعان ما تنتقل الكاميرا إلى مآسي واقعية مريرة، إلى معاناة حقيقية لبشر يسكنون أشباه البيوت و قد هدمتها هذه الأمطار فباتت أشبه ما تكون بساحة معركة خلفها القصف الشديد فظهرت النساء و الأطفال و الرجال و هم بحالة بائسة وسط المياه يستنجدون و يطلبون المساعدة و هم يحلفون بعدم إعادة انتخاب من اوصلهم الى هذه الحالة المزرية والذين انتخبوهم سابقا. نقول هذا و نحن نعرف إن المسؤول عن تصريف مياه الأمطار و المجاري و تبليط الشوارع على أساس سليم و توفير البيوت لعموم الناس و خاصة الفقراء معدومي الإمكانيات المادية هي الدولة و خاصة بما لدينا من موارد مالية ضخمة حيث توصف ميزانيتنا منذ عام 2007 بالانفجارية و المواطنون العراقيون الذين هم دون خط الفقر و معهم الذين هم على حافة الفقر و الكثير منهم يعيش في سكن متهالك التي تحتويها الاحياء الهامشية في المدن الكبيرة و تحتويها القرى و الارياف و الذين يشكلون نسبة عالية من العراقيين تفرح عندما تسمع بكلمة الانفجارية و تعتقدها مزيدا من المشاريع و الاعمار و البيوت و التقدم في الصناعة و الزراعة و كل مجالات المعيشة، تعتقدها عبورا إلى الجانب الآخر من الحياة مملوءة بالخير و النور و التحضر و لكن المرئي أمامنا هو غير هذا تماما و بات محسوسا امام كل الناس و يصيبها بالإحباط  و قد وضع السيد كامل الزيدي رئيس مجلس محافظة بغداد-عنما سؤل في قناة الحرة يوم 28/12/2012 - اللوم على السيد نعيم عبعوب المدير البلدي في امانة العاصمة بعدم فتحه مجاري المياه في قناة الجيش فطالب مجلس المحافظة مجلس النواب بمعاقبة السيد عبعوب و لكن السيد عبعوب رد على السيد الزيدي في نفس الوقت و قال: ان فتحات هذه المجاري في قناة الجيش لم تفتح بسبب تدخل و اعتراض بعض المتنفذين  فبقيت مسدودة و لم يتم صرف المياه و حدث الفيضان و هذا يظهر ان الفساد ينتشر في كل مكان رغم بدء استفحاله منذ 10 سنوات و رغم تحديد زمن لاستئصاله في زمن سابق و هذا يجعل كلام الدكتور هادي المالكي سكرتير الحزب الليبرالي العراقي في ندوة على الحرة يوم 13/12/2012-صائبا- و هو يقول : من السهل على الحكومة القضاء على الفساد، إن لم يكن في ستة شهور ففي سنة و لكن عدم وجود الإرادة السياسية عندها و عدم نضج القوى السياسية المتنفذة بل عدم نضج الفكر السياسي لديها هو الذي أطال أمد الفساد و أمد معاناة الناس المريرة منه و هنا علينا ان نقول بمرارة انه لم يبق لدينا سوى ان نتنافس مع – الدول الاكثر فسادا – في العالم على المركز الاول في الفساد و تسجيل اسم دولتنا بالخط العريض في موسوعة جينيس للارقام القياسية ونتحدى اية دولة اخرى في ان تبز بفسادها الفساد المستشري في ربوع دولتنا المتربعة الطافية بتبخترعلى بحيرتي النفط والامطار معا .


   كتب المقال يوم 30/12/2012