تهديدات إيران بغلق هرمز "ستشل" اقتصاد العراق ودعوات لإيجاد بدائل لتصدير النفط

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 18, 2012, 08:04:52 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

تهديدات إيران بغلق هرمز "ستشل" اقتصاد العراق ودعوات لإيجاد بدائل لتصدير النفط


أحدى حاملات الطائرات الأميركية المنتشرة في منطقة الخليج العربي

السومرية نيوز/ بغداد
لن يكون العراق بعيدا عن التأثيرات السلبية للتوتر بين الولايات المتحدة الامريكية وإيران على خلفية تهديد الاخيرة بإغلاق مضيق هرمز أو بوابة الخليج العربي.. فمخاوف المسؤولين والسياسيين العراقيين من تضرر الاقتصاد العراقي ستكون مبررة لاسيما ان 70% من صادرات العراق النفطية تمر عبر مضيق هرمز، وقد  لا تقف المخاوف عن حدود الاقتصاد فبالنسبة لمراقبين قد تتحول الأرض العراقية إلى ميدان مواجهة بين واشنطن وطهران التي هددت بقتل الأميركيين في العراق وضرب مصالحهم إذا ما تعرضت إلى اي ضرر بفعل عدائي اميركي.  لكن على الرغم من سلبية التوقعات هذه فإن بعض المسؤولين يعتبرون أن هذا التوتر قد يتيح فرصة للعراق بلعب دور الوساطة بين الدولتين العدوتين، بما يعيد له دوره الريادي.

العراق سيتضرر اقله بنسبة 70 % من الأزمة
وتعتبر كتلة الأحرار النيابية التابعة للتيار الصدري أن العراق يمكن ان يلعب دورا مهما في تخفيف حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بما يعيد له دوره الريادي في المنطقة، خاصة بعد نجاح الوساطة التي قام بها في موضوع أحداث سوريا، وتؤكد الكتلة أن العراق وفي حال لم يلعب هذا الدور فإنه سيكون أكبر الخاسرين من إغلاق مضيق هرمز في حال مضت إيران بتهديداتها.

ويقول النائب عن كتلة الاحرار علي التميمي في حديث لـ"السومرية نيوز" ان "تداعيات ازمة مضيق هرمز اذا ما حدثت ستكون كبيرة على الاقتصاد العراقي على اعتبار انه يصدر 70% من نفطه عبر المضيق"، مبينا ان "تزامن هذه الازمة مع التوتر الحاصل بين العراق وتركيا يتطلب وجود تحرك جدي من الحكومة لإيجاد بدائل لتصدير النفط".

ولا يبدو الكرد بعيدين عن توقع الأسواء في حال تطورت مسالة التهديدات الإيرانية للمصالح الاميركية في المنطقة إذ يعتبرون أن الاقتصاد العراقي قد يصاب بالشلل بسبب اعتماده على تصدير النفط بالأساس.

وتقول النائبة عن ائتلاف الكتل الكردستاني اشواق الجاف في حديث لـ"السومرية نيوز" إن الاضرار التي قد يصاب بها الشعب العراق من اي ازمة في الخليج "ستكون كبيرة"، وتبين ان "تسعين بالمئة من الاقتصاد العراقي سيصاب بالشلل خاصة بسبب اعتماد العراق على تصدير النفط".

وتعتبر الجاف ان الحكومة "مطالبة بوقفة جدية لتطوير القطاعات الاقتصادية في الزراعة والصناعة لمنع انهيار الاقتصاد العراقي اذا ما حصلت ازمة قد تعرقل تصدير النفط".

دور عراقي وسيط بين الدولتين العدوتين ولكن..
ويرى النائب عن كتلة الاحرار علي التميمي ان "الفرصة سانحة أمام الحكومة العراقية للقيام بدور فاعل في حل الازمة الحالية بين طهران وواشنطن كما في السنوات السابقة"، ويعتبر أن "نجاح العراق في التوسط من أجل قضية سورية وتدخله لدى الجامعة العربية لحلها خير دليل على قدرة العراق".

وكان رئيس الحكومة العراقية  نوري المالكي قد استضاف في العام 2007 عدة جلسات للتفاوض بين الولايات المتحدة الامريكية وإيران وحضرها دبلوماسيون على مستوى السفراء إذ مثل واشنطن سفير في بغداد انذاك ريان كروكر ومثل ايران سفيرها انذاك حسن كاظمي قمي، ولكن تلك المفاوضات لم تخرج بنتائج ايجابية.

ويلفت التميمي إلى ان مثل هذا التوجه لحلحلة الامور بين طهران وواشنطن "سيخدم العملية السياسية في العراق ويصب ايضا في خدمة المواطن العراقي الذي ينتظر الكثير من السياسيين لحل ازماته اليومية".

لكن بالنسبة للكرد فإن الاهتمام بالمشاكل الداخلية التي تعصف بالبلاد اهم من الوساطات التي يراد من العراق أن يلعبها في المنطقة.

وتقول النائبة الكردية أشوق الجاف ان "على السلطتين التشريعية والتنفيذية الاهتمام بقوت الشعب العراقي وترك الانشغال بالمشاكل في المنطقة"، منتقدة التوجه نحو الاهتمام بلعب دور في المنطقة "على حساب الشعب العراقي".

العراقية: بغداد لا تستطيع التوسط بسبب مشاكلها الداخلية
وترى القائمة العراقية ان الحكومة الحالية لا تستطيع لعب دور الوسيط بين واشنطن وطهران على الرغم من امتلاك رئيس الحكومة نوري المالكي لعلاقات جديدة مع الطرفين.

وتقول النائبة عن العراقية وحدة الجميلي في حديث لـ"السومرية نيوز" ان الوضع المضطرب الذي يعيشه العراق حاليا يستحيل معه قيام العراق بدور الوسيط بين الامريكان والإيرانيين او لعب اي دور اقليمي آخر وتبين ان "واشنطن حاولت ارجاع العراق الى مكانته الاقليمية لكن مشاكله الداخلية منعت هذا الأمر

وتضيف الجميلي ان "امريكا تسعى لإبقاء المالكي في منصبه بحكم علاقاته الجيدة مع الايرانيين لكن هذا الامر لا يتيح للعراق التوسط بسبب ازماته الداخلية"، وتشير الى ان "الاتهامات للعراق بأنه جزء من اللعبة الايرانية في المنطقة يمنعه من قيام بأي دور إقليمي

وهو ما ينفيه النائب عن ائتلاف دولة القانون هيثم الجبوري، ويؤكد ان "العراق بإمكانه التوسط بين ايران والولايات المتحدة لكونه يتمتع بعلاقات طبية مع الطرفين"، لكنه يشرط الوساطة بأن تقدم عبر طلب رسمي من العراق للدولتين المعنيتين".

ائتلاف المالكي: ايران لا تستطيع اغلاق هرمز ولكن علينا ايجاد بدائل
ويبدو ائتلاف رئيس الحكومة نوري المالكي مطمئنا من عدم قدرة إيران على إغلاق مضيق هرمز، إلا انه يعترف بان على الحكومة التي يرأسها إيجاد بدائل لتصدير النفط خاصة مع ازدياد احتمالات نشوب حرب في الخليج.

ويقول النائب عن ائتلاف دولة القانون هيثم الجبوري في حديث لـ"السومرية نيوز" ان من الصعوبة على ايران او اي دولة اخرى غلق مضيق هرمز لان المضيق لا يتبع طهران فقط بل هناك عدة دول متشاطئة عليه"، ويضيف أن "تهديدات ايران بإغلاق المضيق باتت أمرا معتادا ويأتي بعد كل توتر العلاقات بين واشنطن وطهران".

إلا أن الجبوري يعترف بانه بعض النظر عن احتمال نشوب خلال اميركي أيراني عند مضيق هرمز أو عدمه، فإن "على العراق البحث عن بدائل جديدة لتصدير نفطه لمنع تأثره بشكل سلبي اذا ما حصل توتر في المنطقة وأغلق مضيق هرمز"، داعيا الحكومة الى تنشيط صادراته النفطية "عبر دول الجوار" للحد الادنى من الاضرار التي قد تحدث.

وكانت الرئاسة الايرانية حذرت في 27 كانون الأول الماضي 2011 من أن فرض عقوبات على صادرات النفط الإيرانية بسبب برنامجها النووي سيؤدي لوقف مرور النفط عبر مضيق هرمز في الخليج، وألحقت تهديداتها بمناورات بحرية في المضيق نفسه استمرت اياماً عدة.

وزارة النفط نحتاج الى بعض الوقت لإيجاد بدائل وسنتأثر مرحليا
وتعترف وزارة النفط العراقية بأن صادراتها ستتأثر بشكل كبير في حال اندلاع مواجهة بين الولايات المتحدة وإيران في منطقة مضيق هرمز، إلا أنها تؤكد ان هذا التأثر لن يدوم طويلا بسبب توجهها نحو استحداث خطوط تصدير جديدة.

ويقول مدير قسم الشؤون القانونية والتجارية في دائرة العقود بوزارة النفط صباح كاظم الساعدي ان "المنطقة كلها ستتأثر اقتصاديا في حال نفذت ايران تهديداتها والعراق على راس القائمة لأنه يعتمد على 95 بالمائة في ميزانيته على تصدير النفط الخام".

إلا ان الساعدي يلفت في الوقت نفسه لـ"السومرية نيوز" إلى ان "تأثر العراق بالتهديدات لن يستمر طويلا بسببب توجهه لاستحداث بدائل جديدة للتصدير"، ويوضح ان "البدائل لمضيق هرمز حاليا هي الخط التركي اضافة لمشروع مد انبوبين للنفط الخام الى سوريا وهذه المشروع يحتاج الى وقت طويل، إضافة إلى الانبوب السعودي الذي لا تزال الرياض ترفض السماح للعراق بتصدير النفط عبره".

مراقبون: العراق أكبر المتضررين من أي ضربة عسكرية لإيران
ويصف مراقبون التهديدات الايرانية بأنها نابعة من الخناق الاقتصادي والسياسي الذي تحاول الاويات المتحدة تضييقه عليها، وفي الوقت الذي يستبعدون فيه ان تتحول التهديدات إلى فعل عسكري يؤكدون ان العراق سيكون أكبر المتضررين وليس اقتصاديا فحسب إنما امنيا وسياسيا.

ويقول المحلل السياسي سعدي الحديثي في حديث لـ"السومرية نيوز" ان "تشديد العقوبات على ايران بحيث وصلت الى وارداتها النفطية اصاب الاقتصاد الايراني في العصب الاساسي له ولهذا نجد هذه التهديدات من قبيل غلق مضيق هرمز والقيام بخطوات اخرى للحد من تأثيرها"، مبينا ان هذه التهديدات هي "محاولة لاستباق عقوبات جديدة قد يفرضها الاتحاد الاوروبي خلال الايام المقبلة وقد لا تتطور إلى فعل عسكري قريب".

إلا ان الحديثي يعتبر أن الخيار العسكري في موضوع سيبقى قائما وقد يحدث في خلال سنة او سنتين خصوصا بسبب الظروف التي تعيشها المنطقة، لافتا في الوقت نفسه إلى ان "واشنطن ستستمر بأسلوب الضغط السياسي والاقتصادي وخنق ايران داخليا وإثارة الاوضاع الداخلية المتأزمة داخل ايران فيما يتعلق بموضوع الاقليات والقوميات".

ويؤكد الحديثي ان العراق سيكون الدولة "الاكثر تضررا أمنيا وسياسيا" من سيناريو العمل العسكري بين ايران وأمريكا "لان المصالح متداخلة"، ويتابع بالقول "وباعتقادي حتى سحب القوات الامريكية قد يكون على خلفية منع ايران من استهداف اهداف سهلة للقوات الامريكية في العراق"، مشيرا الى ان "ضرب ايران قد يخلق ازمة داخلية  خطيرة في العراق بين المؤيدين لإيران والمعارضين لسياستها".

ومضيق هرمز هو أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن ويقع في منطقة الخليج العربي فاصلاً ما بين مياه الخليج العربي من جهة ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخري فهو المنفذ البحري الوحيد للعراق والكويت والبحرين وقطر وتطل عليه من الشمال إيران محافظة بندر عباس ومن الجنوب سلطنة عمان محافظة مسندم التي تشرف على حركة الملاحة البحرية فيه باعتبار أن ممر السفن يأتي ضمن مياهها الإقليمية وعرضه 50 كيلومتراً وعمقه 60 متراً، ويعبره ما بين ثلث و40% من النفط المنقول بحراً في العالم.

وينبع الخلاف الدولي مع إيران على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل، ومضي إيران به من غير الاكتراث بالاعتراضات الدولية عليه، إذ أكد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية نشر في تشرين الثاني من العام 2011 إن إيران ركبت أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو الموجودة في قلب جبل بقاعدة عسكرية سابقة وإن المواد النووية نقلت إلى هناك مما فسره المجتمع الدولي على أنه توجه لبدء التخصيب في هذا الموقع، خاصة وان ايران تمكنت من تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 20% وهي نسبة تقول دول غربية إنها أكثر مما تحتاجه الطاقة النووية السلمية.

وتقابل الطموح الإيراني النووي مخاوف تبديها الولايات المتحدة وإسرائيل التي تعتبر أن تسلح إيران نوويا المسلحة يمثل تهديدا لوجودها وتلوح بضربة لمنشآتها، فيما تهدد إيران بان ردها على أي عمل عسكري من الولايات المتحدة او اسرائيل سيكون "مؤلما".