تعقيباً على إجتماع البطريرك لويس ساكو بالنواب *الكلدان * على طاولة رئاسية مستدير

بدء بواسطة وسام موميكا, سبتمبر 27, 2018, 09:00:58 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

وسام موميكا

  تعقيباً على إجتماع البطريرك لويس ساكو بالنواب *الكلدان * على طاولة رئاسية مستديرة ! 






    وسام موميكا    

بَعد الدعوة التي وجَّهها البطريرك الكلداني لويس ساكو للقاء النواب الكلدان الفائزين بِأربعة مقاعد من أصل خَمسة مقاعد مُخصصة للكوتا المسيحية في برلمان العراق ٢٠١٨ ،  وبعد أن شابت هذه الإنتخابات نسبة كبيرة جداً من التزوير وإلغاء أجهزة العد الإلكترونية وصناديق الإقتراع ، وماشهدته أوضاع الكُتل والأحزاب العراقية والكوردستانية المختلفة من صِراعات فيما بينها على نتائج الإنتخابات البرلمانية المُزورة ، كما وأن تراجع نسبة الناخبين أو المصوتين في هذه الدورة قد أدى إلى حدوث حالة التزوير والتلاعب الكبير بالأصوات والتي أدانها وإستنكرها الشعب العراقي والمجتمع الدولي  .

أما أعضاء النواب الكلدان الفائزين بعضوية مجلس النواب عدا النائب الآثوري الوحيد عن قائمة الرافدين ، فالجميع يعلم جيداً بأن النواب الكلدان الأربعة لم يفوزوا بأصوات شعبهم وإنما فازوا بأصوات غريبة ودخيلة مُنحت لهم وهذهِ  الأصوات جائت من مناصري ومؤيدي الحزب الديمقراطي  الكوردستاني والتي فاز من خلالها مرشحي القوائم المدعومة كردياً ، كقائمة المجلس الشعبي (ك -س - آ) وقائمة الحزب الديمقراطي الكلداني (الكوردستاني ) والمتحالفين مَعهم من الأحزاب الكلدانية الأخرى  والمدعومة بقوة مِن قِبَل بطريرك الكنيسة الكلدانية "لويس ساكو" ، فَهذه القائمة كوردية بإمتياز وهذا ماأكده الإخوة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني  في تصريحات إعلامية ورسمية سابقة ،  أما الأصوات الأخرى التي جائت من العرب الشيعة والتي نَال النصيب الأكبر منها شيخ الكلدان *ريان * مؤسس (قائمة بابليون ) التابعة لتحالف * الفتح * الشيعية ، وهذا ماأفْصِحَ وأعلِن عنهُ بِشكل علني ورسمي مِن قِبَل بَعض زعماء وقادة  تحالف الفتح والحشد الشعبي !!

وبعد هذا التوضيح  نأتي الآن للتطرق  إلى موضوعنا الأهم حول تأثر البطريرك " لويس ساكو" بالمَنصب الكنسي وإستغلالهِ ومن ثم إستثمار هذا المنصب سياسياً وإقحام نفسهِ وكنيستهِ في أمور وقضايا سياسية بعيدة كل البعد عن العَمل الديني الكنسي . فإجتماع  يوم ٢٤ من الشهر الحالي مع النواب الكلدان والذي دَعا إليهِ البطريرك لويس ساكو  ، حقيقة لم يُفاجئُنا كثيراً هذا الإجتماع الذي جَمَع البطريرك الكلداني بِنوابهِ ، ولكن من الصورة الواضحة و المُعيبة والفاضحة التي أظهرت لنا إستئثار البطريرك *لويس ساكو* بالمَنصب الكنسي ، فالتصرفات " الغريبة والعجيبة " من جانِب سيادتهِ وقد تَعودنا عَليها ،فَهذهِ ليست المَرة الأولى ولا الأخيرة لسيادته وهو يَستفز شعبهِ ويَستهين بِعقولهم  ليُظهر من خلالها بأنه الهَميم والحَريص على حقوقهم ، علماً أن غالبية قُراه ومُدنهِ الكلدانية في *سهل الموصل* مُدمرة بِشكل كامل وقِسمٌ كبير من شعبهِ الكلداني مُهجَر خارج العراق والقسم الآخر المهجر داخل العراق يَستعد للهجرة خارج العراق إذا ماإستمر عليه الحال من سيء إلى أسوأ . ورُغَم ذلك فالبطريرك ساكو لا يَزال هاملاً لشعبهِ ، مستأثراً بِمنصبهِ الديني والكنسي ولاهثاً وراء المَناصب والمَكاسب السياسية المَقيتة والزائلة ، وذلك كما يُبين لنا المَشهَد السياسي الحالي ومن خلال إجتماع سيادتهِ بالنواب الكلدان على طاولة رئاسية مستديرة لاتُشير ولاتدل حتى على تواضع السيد المسيح و (طاولة العشاء الأخير ) .وهذا بالتأكيد سوف يُثير الكثير من التساؤلات و السُخط  بين أوساط المسيحيين عموماً وليس فقط الكلدان .
ومن جِهة أخرى فإن بطريرك الكنيسة الكلدانية الحالي وفي عِدة لقاءآت وتصريحات سابقة له  كان يُؤكد على شعارات فارغة ورنانة مثل الوحدة والتقارب بين جميع القوميات المسيحية وكنائسهم المختلفة وهذا ما  لا يُغني ولا يُسمِن أَحداً  ، كما وأن مِثل هذهِ الشعارات البَراقة ليست إلا مُحاولة يائِسة من جانب البطريرك لإظهار نَفسه للساسة العراقيين والكورد بأنهُ القائد والزعيم الديني والسياسي الأوحد لجميع مسيحيي العراق وأنه يَدعم جميع حقوق المسيحيين في هذا البلد !! ولانَعلم مالذي قَدمهُ وأَنجزهُ سيادتهُ لأبناء شعبهِ وكنيستهِ مِنذُ أَن تَسنَم مَنصب بطريرك الكنيسة الكلدانية ومروراً بِسنوات إستهدافِ وتَهجير المسيحيين حتى يومنا هذا !!... مع أن البطريرك ساكو لا يُمثل سِوى شعبهِ وكنيستهِ الكلدانية فقط ، وليس له أية سلطة أو قرار على كنائسنا السريانية الرسولية بِشقيها الكاثوليكي والأرثوذكسي .
كما هو معروف عن البطريرك لويس ساكو بأنهُ عُنصري و طائفي تجاه السريان *الآراميين* وخاصة رجال كنائسنا السريانية بشقيها الكاثوليكي والأرثوذكسي .. ولهذا نُحمله الجزء الأكبر من مؤامرة إلغاء إسم السريان من الدستور العراقي لكَونه ساهمَ في السابق وبِشكل غير مباشر في هذا المُخطط الغادر ، والدليل على ذلك عَدم تطرقه بتاتاً إلى القضية الرئيسية والأهم لشعبنا السرياني من خلال لقاءآته العديدة مع شخصيات سياسية ودينية وحكومية سواء كانت كوردستانية أو عراقية ، وإهماله لهذا الموضوع و الإمتناع عن مناقشة الإمكانيات والآليات الحقيقية لإعادة أحد الحقوق القومية والأساسية إلى السريان مُجدداً وإدراج إسمهم القومي والتاريخي في الدستور العراقي إسوة بالآخرين من العرب والكورد والتركمان وغيرهم ، وكما فيما لو بعد أن تَسبب  إلغائها بمؤامرة من نائب كلداني سابق ونائب آثوري كانوا أعضاء في لجنة صياغة الدستور العراقي المشؤوم ، ورغم ذلك فإننا نَسمع بين فترة وأخرى مطالبة غير حقيقية من جانب سيادة البطريرك ساكو بِتوحيد المسيحيين وكأنه يُمثل جميع المسيحيين في العراق مع أنه لا يمثل سوى نفسه وكنيسته !!!

فاليوم مازاد الطين بله هو قيام سيادة البطريرك بِتوجيه دعوة إلى النواب الكلدان الأربعة للإجتماع بِهم وعلى طاولة رئاسية مستديرة تشبه تلك الطاولات السياسية والحكومية عندما يجتمعون بأعضائهم ووزائهم ، فَمن المُعيب  على رجل دين مسيحي وبهذا المَنصب الكنسي الرفيع أن يُخالف تعاليم السيد المسيح ويُناقض نَفسه عندما يدعوا  سياسيين ونواب كلدان للإجتماع بِهم  ، علماً أن إثنين من هؤلاء النواب  الأربعة الكلدان والذين إجتمع بِهم البطريرك ساكو ، حيث كان بالأمس القريب يَعمل على تَسقيطهم وقد حاربَهم في عَملهم السياسي والإنتخابي . وهؤلاء النواب هُم نواب "قائمة بابليون " والجميع يَعلم جيداً كيف كان سيادة البطريرك ساكو وبطريركيته يُحاربون ويُسَقِطون حركة بابليون وقائمتها الذي كنت أحد مُؤسسيها ومُرشحيها في عام ٢٠١٤ ، كما أنه تَم إستهداف وتَسقيط رئيس حركة بابليون (ريان الكلداني ) ووصِفَ بأبشع الكلمات في  البيانات السابقة والصادرة عن بطريركية بابل على الكلدان ، كما هو واضح من خلال أحد الروابط أدناه !!!؟
والسؤال هنا يَطرح نَفسه ، هل كان البطريرك لويس ساكو ومَن حَوله يَتوقعون يوماً من الأيام أَن تحدث مُفاجأة ويَحصل أتباع الشيخ ريان الكلداني وحركته بابليون على مقاعد برلمانية ومَناصب حكومية؟!
وأيضاً كي نُعيد إلى الأذهان ما كان قَد وصل به حال البطريركية الكلدانية بإعلان براءتهم من تصريحات الشيخ ريان الكلداني  إبان معارك تحرير الموصل من داعش الإرهابي !
وإننا اليوم كَمسيحيين نَمُر بِمرحلة حَرجة وخطيرة تتطلب منا جميعاً التكاتُف للوقوف بِحزم ضِد من يزايدون ويتاجرون بمآسي جميع المسيحيين في العراق ، ويجب على الإخوة الكلدان بالتحديد أن يطالبوا بطركهم بَتحديد موقفهِ الواضح والصريح من المَشيخة الكلدانية  والذي كان قد صدر توضيحاً حول هذا الموضوع وتبرئة نفسه وكنيسته الكلدانية من تصريحات الشيخ ريان الكلداني السابقة ووعوده بالإنتقام من أهل الموصل المسلمين كما ورد في أحد الرابط أدناه !!
والآن كما يبدو أن البطريرك لويس ساكو بأت يَعي جيداً بأن الأمر أصبح واقع حال ولايمكن التهرب منه ومن الضرورة الجلوس والتحاور مع ريان شيخ الكلدان و نواب بابليون من أجل تحقيق حُلم الزعامة السياسية التي كان ولايزال يَسعى يَطمح إليه البطريرك لويس ساكو وخصوصاً بَعد نَيلهِ رتبة الكاردينال من بابا الفاتيكان ، ولانَعلم على ماذا إستند بابا الفاتيكان في مَنح هذه الدرجة والرتبة الكاردينالية للبطريرك الكلداني لويس ساكو ! ..هل لمواقفه المعروفة و المعادية للكنائس الأخرى والتي كان له الدور الأكبر في تَشتيتها وإبعادها عن مشروع الوحدة الكنسية المشرقية وخير دليل على كلامي هو إنسحاب البطريرك ساكو من (مجلس رؤساء الطوائف المسيحية في العراق ) بِحجج خجولة وغير مقنعة !!

أما من جانب آخر ورُغم إختلافي الكبير مع دُعاة الآشورية الجُدد ، هناك موقف يُحسب للنائب عن قائمة الرافدين السيد " عما نوئيل خوشابا " ، فهذا الموقف التاريخي الشجاع يَجب علينا أَن نَذكره للتاريخ ، لأن الرجل إمتنع عَن تلبية دعوة رجل الدين والسياسة البطريرك لويس ساكو لحضور الإجتماع الذي جمعه بالنواب الكلدان . وكما يَظهر في الصورة المنشورة في أحد الروابط أدناه ، والتي من خلالها كما يبدو بأن البطريرك ساكو يريد إظهار نَفسه بأنه القائد والزعيم السياسي الأوحد و المُنقذ لجميع المسيحيين إسوة بمرجعية الإخوة الشيعة في النجف والمتمثلة بالسيد *علي السيستاني * ، ولكن مرجعية الإخوة الشيعة في النجف تختلف عن مرجعية الكنيسة الكلدانية لأنها لم تقوم يوماً بالدعوة للإجتماع بالنواب البرلمانيين الشيعة  !!
وحقيقة هذهِ تعتبر مُصيبة كبيرة حَلت على عموم المسيحيين في العراق وليس فقط على الإخوة الكلدان ، لأن شعبنا المسيحي في الظروف الحالية ليس بِحاجة إلى قادة وزعماء جُدُد ويكفيه ما حَل عليه من مَصائب وكوارث منذ عام ٢٠٠٣ وإلى يومنا هذا بِسبب الطائفية وصراع المناصب بين قادة وزعماء غالبية الأحزاب السياسية والدينية الإسلامية التي تَعاقبت على الحُكم في العراق  .
إذن نَستَنتج من التصرفات والتصريحات  السابقة والحالية للبطريرك لويس ساكو والدعوة لعقد إجتماع سياسي بالنواب الكلدان قبل أيام  بأن البطريركية الكلدانية تَمضي نحو إعلان (البطريركية الكلدانية) مرجعية دينية عليا إسوة ب (مرجعية الشيعة في النجف )  !!!...فجميع المؤشرات السابقة والحالية تَدل على أن البطريرك لويس ساكو يَسعى ويحاول جاهداً إستغلال وإستثمار مَنصبه الجَديد للهيمنة على القرار السياسي للنواب الكلدان الجُدُد مع عِلمهِ ودرايتهِ مُسبقاً بأن هؤلاء النواب الأربعة لايَملكون إرادة وقرار حر و مُستقل ، بالإضافة إلى ذلك إنعدام الخِبرة السياسية لدى هؤلاء النواب الكلدان الجُدُد ، ولكن لايزال البطريرك يحاول ويسعى بِشتى الطُرق لِفَرض إرادتهِ و سيطرتهِ على النواب الكلدان الجُدد في داخل قبة البرلمان العراقي الحالي .


وبالرُغم من لحِق بالسريان الآراميين في العراق من غُبُن وظُلم وتَهميش وإقصاء من العمل السياسي وحرمانهم من إختيار مُمثليه الحقيقيين  وعلى مدى سنوات ، فَسوف يبقى السريان الآراميون رقماً صعباً في المعادلة السياسية والقومية كوننا أصلاء البلد ونملك الأرض و اللغة والثقافة والحضارة والتاريخ وهذا ما لايمكن إنكارهُ وإخفائهِ بِغربال مهترىء ، فالتاريخ أَثبت لنا بأن السريان الآراميين ورُغم ماعانوه من ظُلم وإضطهاد ومَجازر إرتكبت بحقهم في تركيا وسوريا والعراق  ، وهذا ما زادهُم إصرار و صلابة  للثَبات على إيمانهم الكنسي القويم وبِمبادِئهم القومية الصحيحة .
وأقولها بِصراحة أنه من المُوسف والمُعيب على رؤساء كنائسنا السريانية بِشقيها الكاثوليكي والأرثوذكسي السكوت وملازمة الصَمت حول مايحصل من مهزلة يقودها بطريرك الكلدان الحالي ونوابه الأربعة ، وبناءاً على ذلك نُطالب بطاركة ومطارنة كنائسنا السريانية  بالتدخل الفوري لإنقاذ مايمكن إنقاذه من ما تبقى لشعبنا والحفاظ على حقوقه القومية في العراق ، وخاصة في هذهِ المرحلة السياسية الحَرجة والحساسة من تاريخ البلد ،  فالسكوت عَن مِثل هذهِ التصرفات والمواقف المعادية والمُتكررة يُعد من جانِبنا خيانة عُظمى للكنيسة السريانية وللمبادىء القومية وتعارض تَطلعات الشعب السرياني الآرامي  ويكفينا ظُلم الأحزاب السياسية والدينية الإسلامية في العراق  .


وشكراً

 
    الروابط ذات الصلة بالمقال :   

ا   لبطريرك ساكو يلتقي مع نواب "الكوتا" المسيحيين ويدعوهم لتشكيل كتلة موحدة مع النواب الصابئة والايزيديين  

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=905035.0

    توضيح من إعلام البطريركية حول من يدّعي المشيخة للكلدان    


http://saint-adday.com/?p=4659

ا   لبطريركية تستنكر تصريحات السيد ريان سالم الكلداني حول الانتقامات من أهالي الموصل  


https://saint-adday.com/?p=16448


ا    لنائب عمانوئيل خوشابا: لسنا ملزمين بأجتماع البطريرك ساكو   

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=904997.0

    كتلة بابليون ترحب باجتماع البطريركية الكلدانية    ‎

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=905032.0



Wisammomika
سرياني آرامي

ادريس ججوكا

تاريخيا و كما في تاريخ الكنائس ايضا * كلنا سريان ~ مغاربة و مشارقة ~ اراميون * و هذا نص تاريخ الكنائس كما اورده الموءرخ المطران اسحق ساكا| النائب البطريركي العام في كتابه * السريان ايمان و حضارة *| الجزء الاول و كالاتي :
الرئاسة في الكنيسة المسيحية عامة :
نشاءت في المسيحية كراسي اسقفية عديدة في المسكونة غير ان الكنيسة ميزت باءرشاد الروح القدس ثلاثة منها كانت في عواصم الامبراطورية الرومانية
انطاكية
رومية
الاسكندرية
و في القرن الرابع تاءسست مدينة القسطنطينية فجعلت هي الاخرئ عاصمة للامبراطورية الرومانية كما تقرر جعل مركزها الاسقفي كرسيا رابعا .
الرئاسة في الكنيسة السريانية الانطاكية :
كانت الكنيسة السريانية قديما علئ قسمين باءعتبار موقعها الجغرافي ف الاولئ تحت حكم الروم و تشمل علئ :
{بلاد سوريا و فلسطين و اسيا الصغرئ و يعرف اهلها *بالسريان
المغاربة * يراءسها الاسقف الانطاكي تحت حكم البطريرك الانطاكي}
و الثانية تحت حكم الفرس و تشتمل علئ :
{ما بين النهرين و تركستان و فارس و الهند و يسمئ اهلها * بالسريان المشارقة * و يتولئ ادارتهم الروحية اسقف عام دعي جاثليقا و مفريانا و كان يستمد رسامته و تاءييده من البطريرك الانطاكي و يخضع له . !



ادريس ججوكا

بضوء مقترح الباحث غبطة البطريرك  مار لويس ساكو {كاردينال الان}. كتب  * الدكتور أسعد صوما أسعد | باحث متخصص في تاريخ السريان ولغتهم وحضارتهم * التالي :                                                                                                                                     

الدكتور أسعد صوما أسعد
باحث متخصص في تاريخ السريان ولغتهم وحضارتهم
ستوكهولم / السويد

لماذا كان أجداد الكلدان والآثوريين يصرحون بانهم سريان وآراميين

الجزء الأول

مقدمة:

طرَحَ غبطة البطريرك الكلداني مار لويس ساكو مؤخراً مشروع ايجاد تسمية واحدة موحِدة للكلدان والسريان والاثوريين في العراق مقترحاً ثلاثة خيارات لانتقاء احدها وهي: الاسم الآرامي، أو تسمية سورايا، او الاسم الثلاثي المركب.

استغرب الكثيرون من ابناء شعبنا، وهم الغالبية، وأخذهم العجب من وجود التسمية الآرامية بين مقترحات غبطة البطريرك. اقول ان هؤلاء الاخوة معهم كل الحق في اندهاشهم من التسمية الآرامية التي ربما لم يسمعوا بها سابقا،َ أو لم يعرفوا عنها الا الشيء اليسير. ان اندهاشهم من هذا المقترح ليس بسبب عدم وجود هذه التسمية، انما بسبب عدم معرفتهم بها وبحقيقة وجودها المستمر واستعمالها الدائم في الادب السرياني دون انقطاع.

ان الكثيرين من ابناء شعبنا، وحتى المتعلمين منهم، لا يعرفون عن محتوى كتب اجداهم وتراثهم المدون إلا النزر اليسير، ولا يعرفون ماذا كتب اجدادهم عن انفسهم وعن انتمائهم، لذلك يعتقدون "بان التسمية الآرامية غريبة عن شعبنا".

لقد قمتُ بكتابة هذه المقال كجواب بسيط للعنوان اعلاه، لأشرح فيه لماذا كان اجداد الكلدان والاثوريين يقولون عن أنفسهم سريان وآراميين في كتاباتهم المدونة باللغة السريانية الفصحى التي انتجوها على مدى العصور.

الجواب باختصار الكلام، لو جمعنا كل الكتابات التي دًوِنت باللغة السريانية الفصحى، منذ القرن الثاني الميلادي ولغاية نهاية القرن التاسع عشر، وقمنا بتفتيشها صفحة صفحة لنعلم ماذا كان كتّاب شعبنا على مر العصور يسمون شعبهم ولغتهم، لتوصلنا الى امر واضح جدا وهو ان ان النخبة المثقفة من ابناء شعبنا على مر العصور كانوا يسمون شعبنا بالسرياني ܣܘܪ̈ܝܝܐ "سوريايى" ويسمون لغتنا باللغة السريانية ܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ "لشانا سوريايا"، كما انهم كتبوا بانهم ينحدرون من الآراميين ܐܪ̈ܡܝܐ "آرامايى". لذلك نرى في كتابات الكثيرين من كُتَّاب شعبنا القدماء التعابير: "الاراميون هم السريان" ܣܘܪ̈ܝܝܐ ܗ̇ܢܘܢ ܐܪ̈ܡܝܐ؛ "السريان اي الاراميين" ܣܘܪ̈ܝܝܐ ܐܘܟܝܬ ܐܪ̈ܡܝܐ؛ "السريان الاراميون" ܣܘܪ̈ܝܝܐ ܐܪ̈ܡܝܐ؛ "نحن السريان الآراميون" ܚܢܢ ܣܘܪ̈ܝܝܐ ܐܪ̈ܡܝܐ؛ "اللغة السريانية الآرامية" ܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܐܪܡܝܐ "لشانا سوريايا آرامايا"؛ "اللغة السريانية اي الآرامية" ܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܐܘܟܝܬ ܐܪܡܝܐ؛ وغيرها من التعابير التي تربط الاسمين السرياني والآرامي معاً كاسم اثني لهذا الشعب الذي حمَّلته الايام الصعبة عدة اسماء اخرى فأثقلت كاهله، واصبحت عبئاً على وحدته المنشودة اليوم.

لذا، ان تسمية "سريان" ليست ملك "طائفة السريان" الحالية فقط، بل هي ملك جميع طوائف ومكونات هذا الشعب كالكلدان والاثوريين والموارنة والملكيين، وربما كان اجداد هؤلاء اكثر سريانية من باقي السريان. لكن ظروف مجرى التاريخ التي تتحرك باستمرار، والتي لا يمكن ان يتحكم بها الانسان كما يشاء، هي التي تنتج الظواهر وتغير الامور وتبدل الاحوال والاسماء، فنتعجبُ من بعضها، ونذم بعضها، ونفتخر ببعضها الاخر.

فاذا كان بعض الاخوة لا يعرفون هذه الحقيقة البديهية "كوننا جميعاً سريان"، فهذه مشكلتهم الشخصية مع المعرفة، ولدّتها لهم الظروف المتقلبة والاحوال المتبدلة. لكن اجدادهم لم يكن لديهم هكذا مشكلة بخصوص اسمهم السرياني، لانهم كانوا يعرفون بانهم سريان قومياً وحضارياً، وكتبوا في مؤلفاتهم بانهم سريان. ان الحل البسيط لمشكلة هؤلاء الاخوة من الكلدان والاشوريين الذين فعلاً لا يعرفون بانهم "سريان"، يكمن في الرجوع الى كتب اجدادهم السريانية (وحتى العربية) ليقرأوا ويروا ان اجدادهم قالوا دائما عن انفسهم بانهم "سريان" ولغتهم سريانية وتراثهم سرياني وهويتهم القومية سريانية، كما انهم وضعوا اسمهم الآرامي جنبا الى جنب اسمهم السرياني. فاذا كان اجدادي واجدادك واجداده قالوا عن نفسهم "سريان" و "آراميين" فلماذا نخجل انا انت من هذا الانتماء، ولماذا نحاول ان نغلّط اجدادنا ونقاطعهم ونتمرد عليهم وعلى هويتهم التي كانت مبعث فخرهم؟ لمصلحة من هي ثورة الجهل هذه التي يقودها البعض ضد كتابات الاجداد والاباء وانتمائهم السرياني؟

عندما يسال الشخص الكلداني أو الاشوري بقوله كيف يكون هذا وأنا منذ ان ولدتُ وكبرتُ اعرف بانني "كلداني" او "اشوري" او "ماروني"؟ اقول له، نعم انتَ محق ايها الاخ الحبيب. ان سؤالك بمكانه. لكن لا تعتقد ابداً بان "ما لا تعرفه ليس موجوداً"، ولا تعتقد ابداً بان "ما تعرفه هو عين الحقيقة قبل ان تتحرى عن الحقيقة"؛ وتيقن بان "ما تعرفه هو اقل بكثير مما لا تعرفه". فدعنا نستفيد من خبرات ومعارف بعضنا البعض وان نسلط الانوار على ما لا نعرفه لتزداد معرفتنا به، "ولا ترفض ابدا الامر الذي لا تعرفه، ولا تكرهه"، "لأن ما تجهله قد يكون هو الحقيقة الضائعة منك أو المحجوبة عنك"، لكن ابدأ اولاً بالبحث للتعرف على ما لا تعرفه، وعندما تجده وتتعرف عليه، خذ قرارك حينها برفضه او بقبوله. لكن إن قبلته فيجب ان تعلم لماذا قبلته، وان رفضته فيجب ايضا ان تعلم لماذا رفضته.

سنحاول في الاجزاء القادمة ان نغوص في بعض جوانب التاريخ لنقرأه معاً، ونستشف منه كيف جرى التحول من المراحل القديمة الى المرحلة السريانية في المنطقة البابلية في وسط العراق والكلدانية في جنوبه والاشورية في شماله بعد سقوط دولهم الشهيرة. وسنسلط الضوء على صفحات التاريخ السريانية التي يجهلها الكثير من ابناء شعبنا، لنرى كيف ان اجداد شعبنا العراقي كانوا يقولون عن نفسهم بانهم "سريان" و "آراميين" بفخر واعتزاز على مدى القرون.

انتهى هذا الجزء الذي هو مقدمة الموضوع ويتبع الجزء الثاني قريباَ                                                         

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/Assad_Sauma_Assad/37.htm