تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

قراءة في مقولة الرئيس أوباما

بدء بواسطة يوسف تيلجي, أبريل 22, 2016, 02:01:58 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف تيلجي

                                           قراءة في مقولة الرئيس أوباما
          " المنافسة بين السعوديين والإيرانيين هي التي ساعدت في إذكاء الحروب .. "

أستهلال :
أرى من قراءة المقولة أعلاه للرئيس أوباما ، أن نستطرد الى ما تمر به العلاقات الأميريكية السعودية من مرحلة حرجة خريفية الموسم !! .

المقدمة :
     أذا حييدنا الدور الأميركي ، كعامل مؤثر وفاعل في المنطقة ، فيبرز لنا دور " السعودية وأيران " ،  كأهم دورين يتصدران الأحداث ، زعامة وتاثيرا وتدخلا وقوة ، مع الاخذ بنظر الأعتبار تأثير الدور التركي ، من هنا تبرز أهمية مقولة الرئيس أوباما (*1) أعلاه ،  أنه للدولتين فعل كبير ومؤثر على مستوى الأحداث .. وأرى أنه لا بد من تقنين لهاذين الدورين من أجل أن تنعم بالسلم  و الأمن منطقة الشرق الأوسط !! .

القراءة :
أولا - هناك تسارع في وتيرة الأحداث في الشرق الأوسط ، والمحلل للأحداث لا بد له أن يربطهما بسلسلة من الوقائع أستقراءا من الماضي القريب ، بدءا من الأتفاقية النووية الأيرانية الاخيرة (*2) ، التي فسرتها السعودية على انها ضربة موجهة ضد المملكة ، بشكل مباشر ، أضافة الى مقولة أوباما - المشار أليها في أعلاه ، ثم تهديد / تحذير السعودية لأميركا الممثل ب ( ..إذا تم تمرير مشروع قانون في الكونغرس ، يسمح لأسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر وهجمات إرهابية أخرى ، بمقاضاة حكومات أجنبية ، ستقوم حكومة المملكة ببيع أصول تقدر بمليارات الدولارات في أمريكا .. ) ، ختاما بما حدث يوم 20.04.2016 في مطار الرياض ، حيث لم يستقبل الرئيس أوباما من قبل الملك سلمان بن عبد العزيز (*3) ، ولا حتى ولي عهده أو ولي ولي عهده ، بل استقبله الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض و وزير الخارجية عادل الجبير ، علما أن التلفزيون السعودي بث قبل قليل استقبال الملك سلمان لزعماء قمة الخليج ، بما فيهم وزيرا عمانيا ممثلا عن السلطان قابوس ! فهل لم يكن للملك وقتا متاحا مستطاعا لأستقبال رئيس دولة بحجم أميركا ! وهو يستقبل وزيرا عمانيا بنفسه  ! من جانب أخر .. قال مسؤول أمريكي إن " غياب الملك سلمان عن الاستقبال فور الوصول لم يُنظر إليها كإهانة " !!! .. شخصيا  أرى أن الأمر واضح بأنه مقصود ومبيت ، وهذا مؤشر ودليل على فقدان المملكة للحس الديبلوماسي وأولوية البروتوكولات .
2. سياسة المملكة في عهد الملك سلمان ونجله محمد ، من المؤكد و الواضح أنها تختلف أختلافا كليا عن سياسة  الملك عبدالله أو الملك فهد ، حيث أتسمت بنوع من قلة الحنكة والتسرع وتشكيل أحلاف جديدة مع غياب واضح للديبلوماسية في بعض المناسبات / كما حدث في أستقبال الرئيس أباما ! ، أضافة الى نهج مبدأ القوة أكثر من سياسة الحوار والتوافق . والمؤشرات كثيرة منها ما ذكر في أعلاه عامة ، وكمؤشرات أخرى على وتيرة التصعيد السعودي ، والتي تزامنت مع زيارة الرئيس أوباما للسعودية ، بروز تصريحات سعودية من أعلى المستويات تشير الى عدم عودة العلاقات مع اميركا كما كانت عليه في الأيام الخوالي ، منها تصريح .. (  تركي الفيصل ل CNN / 20.04.2016 : سوف يكون بين المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون إعادة تقييم لعلاقتنا مع الولايات المتحدة ، إلى أي مدى يمكننا أن نذهب في اعتمادنا على أمريكا ، وكم يمكننا أن نعتمد على ثبات توجهات القيادة الأمريكية ، وما الذي يمكن أن يجعل مصالحنا المشتركة تلتقي معاً ، هذه الأمور علينا أن نعيد تقييمها ، ولا أعتقد أنه علينا أن نتوقع من أي رئيس جديد لأمريكا العودة كما قلت إلى الأيام الخوالي حيث كانت الأمور مختلفة .. ) ، وتركي الفيصل هو أحد الذين ذكر أسمهم من قبل زكريا الموسوي / أحد عناصر تنظيم القاعدة ، بأنه له دور في أحداث 11 سيبتمبر ، (  فقد نشرت CNN في 17.04.2016 ، ان زكريا الموسوي ، تلقى أوامر من قائد القاعدة في أفغانستان عام 1998 أو 1999 لإنشاء قاعدة بيانات معلوماتية للجهات المانحة للمجموعة ، ومن بين الذين طلب إدراج أسمائهم في قاعدة البيانات كان الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودي السابق .. )  .
     وأذا رجعنا الى مقولة الرئيس أوباما الواردة كعنوان للمقال ، أرى أنها تشكل الصواب  / وكما ذكرت أذا تجنبنا الدور الأميريكي الفاعل في المنطقة .. وفيما يلي بعض الأضاءأت بشأنها :                                                                        1. تشكلت المنطقة عامة بقطبين رئيسيين وكما يلي : القطب الأول السعودية ، وبعض دول أتحاد التعاون الخليجي ، وجبهة التحالف الدولي الأسلامي السني المشكلة أخيرا من أكثر من 30 دولة ، تتقدمهم تركيا ، والكثير من المنظمات الجهادية والحركات الأسلامية الوهابية خاصة تلك العاملة جهاديا في سوريا والعراق  وليبيا .. ، القطب الثاني أيران ، يقف معها العراق و حزب الله اللبناني / كعضو فعال ومؤثر ،  وحوثيون اليمن  ومنظمات شيعية أخرى ، ودور روسي مساند بشكل واضح لأيران -  لأتفاقهما شبه الموحد على الموضوع السوري .                                                                                                           2 . وظهور هاذين القطبين برزا بهذا الشكل المؤثر والفعال ، كرد فعل ، خاصة بعد غياب الدور العراقي الفعال ، الذي كان مصدا وندا رئيسيا لأيران ، وبنفس الوقت  ، خاصة أن الدول العربية أنزوت  في زمن صعود العراق بأدوار شبه ثانوية / ومنها السعودية ! ، ففي حقبة صدام حسين ، ذو الكاريزما القيادية ، والذي قام بأدورا فعالة  في منطقة  الشرق الأوسط ، والتي ما لبثت أن أنهارت حقبته بسلسلة من القرارات الكارثية يقف في مقدمتها قضية الكويت ! ، ومع سقوطه تغيرت المنطقة كليا ، وبدأت حقبة من المتغيرات أسميت بالربيع العربي ! والتي كانت بالأحرى وبالا وبؤسا وسقما  على الدول العربية ، والتي  ستغير من جغرافية المنطقة كلها ! .
3 . منطقة الشرق الأوسط ، تحترق و تطفأ  ، تغرق وتعوم ، تهوي وتعلو ، بمدى توافق وتخالف وتقاطع وتوازن هاذين القطبين ، فهما المتحكمين بأمور ومقاليد القرار في المنطقة ، وما يجري من كوارث في سوريا والعراق واليمن .. هو حربا بالأنابة عن هذين القطبين السعودية وأيران .
4. السعودية حكومة ، ودورا وسياسة ونهجا ، ذا نفس ضيق ، تظهر رد فعلها أسرع من أيران وبشكل أنفعالي !  وكل ما ورد في أعلاه مؤشرت دالة تؤكد على ذلك ، أما أيران فهي  ذات النفس السياسي الطويل وذات الخبرة التفاوضية والديبلوماسية التاريخية مقارنة بالمملكة بالوضع الحالي ، ملك مريض ، عمره أكثر من 81 عاما و نجله ولي ولي العهد الثلاثيني المضطلع بأهم الملفات ، أضافة لوزارة الدفاع !! .. فيوجد تفاوت كبير بين الدولتين ، حكما وسياسة ، أضافة الى برودة وتوتر العلاقات الأميريكية السعودية ، المنعكس على وضع المملكة سلبيا ، كل ذلك وغيره يجعل من القطبين متضاددين متناقضين مختلفين دوما ! . وهذا الامر ينعكس على السلم و الأمن الشرق الأوسطي .
5. القطبين ومخلفاتهما السياسية والعسكرية تنعكس على مذهبية المنطقة " بين التشييع  و نشر الوهابية " ، حيث أن القطبين يقودان أضافة الى أدوارهما ، في سوريا والعراق واليمن .. ، والتي أنعكست كارثيا على الوضع العربي ، يقودان حربا مذهبية في المنطقة والعالم ! حيث تقوم أيران بنشر التشيع عربيا ، أما السعودية ، مجتازة الحدود العربية ، فهي تغذي التطرف الديني ، وتنشره عالميا ، وتحث على الجهاد وتموله من خلال المساجد والمؤسسات الدينية المنتشرة ، الممولة سعوديا . أضافة لكل هذا هناك مشاكل للشيعة داخل السعودية ، تفاقمت بعد أعدام الشيخ الشيعي نمر النمر ، وهناك مشاكل لشيعة البحرين التي تقف السعودية مع حكومة البحرين ضدها ، وبنفس الوقت تغذي أيران المعارضة الشيعية في البحرين . 
6. لابد من حالة توافقية وسطية بين القطبين اللدودين ، مع تقنين لفعلهما المؤثر للأحداث ، وذلك من أجل أيجاد بوصلة سلمية للقطبين تجعل من المنطقة أكثر أستقرارا ، مع أيجاد حل جذري للقضية السورية بعيدا عن التعنت السعودي غير المبرر تجاه حكم بشار الأسد ! ، مع وقف فوري للحرب اليمنية ، وأبعاد كلا من القطبين من التدخل بالشؤون الداخلية للدول المستقلة ، كالعراق وسوريا واليمن ولبنان .
الختام :
أولا - لا أرى في المستقبل القريب قبولا توافقيا على أقل تقدير بين القطبين ، وهذا الأمر سيزيد المنطقة أضطرابا و عنفا ، خاصة في العراق وسوريا واليمن وحتى لبنان ، وذلك لغياب الحكمة من رجال الحكم في كابينة القطبين ! مع أنفرادية في الأراء والخطط والقرارات  دون النظر لمصلحة منظومة الشرق الأوسط أمنيا وسياسيا .. ثانيا - أذا وضعنا الكوارث التي أصابت الدول التي أنكوت من جراء التناحر بين القطبين جانبا ! لنتساءل متى يستفيق القطبين من الأنغلاق التي يمر بهما بسبب أسلوب حكم العائلة المالكة السعودية و نمط ولاية الفقيه في أيران ! ، كل هذا من ناحية ، ثالثا - ومن ناحية أخرى أرى أن السعودية أنهت الربيع مع الولايات المتحدة / وهو ما عبر عنه تركي الفيصل ! ، وأصبحت في وضع تحتاج الى تأسيس تحالفات ستراتيجية جديدة  ، رابعا - أضافة الى أزمة مالية بدأت تظهر للأفق في المملكة من جراء ، ضخامة الأنفاق العسكري والتسليح الأميريكي للمملكة ، القروض والهبات الممنوحة للغير ، الدور التمويلي لنشر الوهابية وغير ذلك الكثير ، خامسا –  يجب أن يكون مبدأ التعايش هو وسيلة وغاية  للقطبين من أجل وضع أفضل للمنطقة ! . سادسا – أخر الحديث .. هل سينتهي التحالف السعودي الأميريكي ، وأن حصل ، هل سيكون بلا أي تبعات أو دون حساب !!! .
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
(*1) BBC  في 10.03.2016 : قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن "على السعودية وإيران أن تعلم مبدأ التعايش معا والتوصل إلى سبيل لتحقيق نوع من السلام ". وأضاف أوباما في مقابلة مع مجلة " ذا أتلانتك " الأمريكية أن " المنافسة بين السعوديين والإيرانيين التي ساعدت في إذكاء الحروب بالوكالة والفوضى في سوريا والعراق واليمن تتطلب منا أن نقول لأصدقائنا وكذلك للإيرانيين أنهم بحاجة للتوصل إلى طريقة فعالة للتعايش معا ". وقال الرئيس الامريكي " إن بعض حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وكذلك في أوروبا تواقون لجر الولايات المتحدة الى صراعات ، بعضها ليس له أهمية لمصالح بلاده " .
(*2) موقع DW الألكتروني : الاتفاق النووي - تقارب أميركي إيراني على حساب السعودية  ؟  يكرس دخول الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني حيز التنفيذ بتزامن مع تبادل للسجناء بين أميركا وإيران ، التقارب بين هذين البلدين على حساب السعودية الحليف التاريخي لواشنطن . لكن هل يمكن تحقيق تقارب مع طهران دون إثارة الرياض ؟
(*3) أتلانتا ، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) في 20.04.201 ، أثار عدم استقبال الملك سلمان بن عبدالعزيز ، الأربعاء ، للرئيس الأمريكي أوباما ، في مطار الرياض ، بعد استقبال العاهل السعودي زعماء القمة الخليجية ، في المطار ، موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي  . وقد دشن مغردون سعوديون وسم "#الملك_سلمان_يتجاهل_استقبال_اوباما"، معتبرين أن الملك عامل أوباما بازدراء ، في ظل برودة العلاقات بين الحليفين بسبب التوتر في المنطقة ، خاصة موقف الولايات المتحدة من إيران ، وذلك بعد قليل من بث التلفزيون السعودي استقبال الملك سلمان لزعماء قمة الخليج . في الوقت نفسه ، قال مسؤول أمريكي إن " غياب الملك سلمان عن الاستقبال فور الوصول لم يُنظر إليها كإهانة " ..
                                                               

متي اسو

ان النزاع بين السعودية وايران قائم على الطائفية الدينية ، فهما نظامان اسلاميان " يكفّر" احدهما الآخر .. لذا من الصعوبة ايجاد قاعدة مشتركة تُمّكن النظامين من التعايش السلمي لأن الصراع ليس صراعا سياسيا تقليديا .
المصيبة هي ان الطرفين إستطاعا " أسلمة " المجتمعات العربية بهدوء خبيث ، مستغلّين وضع شباب المنطقة المزري ، الشباب  الذي كان يعاني الاحباط في انظمة دكتاتورية ضيّعت مستقبلهم وكمّمت افواههم  فوجدوا حريتهم ومستقبلهم  في " الصحوة الاسلامية " !!
كانت الفرصة مؤاتية للنظامين أيضا في خلو الساحة العربية من اليسار المتنور الذي تم اغتياله على مر العقود الاخيرة .
كانت الفرصة مؤاتية لأن النظامين يملكان النقود الكافية لِذرّها في عيون المؤمنين الجدد .
دعنا نتشبّثُ قليلا بأهداب الـ " لَو " ... فنقول بخصوص الوضع في العراق مثلا .. " لو " لم تكن هناك احزاب اسلامية ( سنية وشيعية ) بهذه القوّة البشرية الهائلة ، " لو " لم تتفشى " الأسلمة " في العراق ... ما تأثير السعودية وايران على الوضع في العراق ؟ ... الجواب :  "صفر على الشمال " .... وقِس على ذلك في سوريا وفي لبنان وفي اليمن وفي معظم الاقطار العربية الاخرى ، قليلا ام كثيرا .
كان على السيد اوباما ان يكون اكثر صراحة فيقول : " اتركوا الغلو الديني فإنه يقودكم للهلاك " ، لكن الرجل معذور ... فسوف يصرخ حماة الاسلام : " ان الغرب يحاربننا في ديننا " .