خيار المسيحيين بين الاحلام والواقع

بدء بواسطة متي اسو, أكتوبر 20, 2015, 07:28:43 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو

خيار المسيحيين بين الاحلام والواقع
يواجه المسيحيون في عموم العراق مستقبلا قاتما بعد ان استولى الاسلام السياسي بمليشياته المسلّحة على الساحة السياسية في العراق ، سواء كانت هذه المليشيات في الحكم او في المعارضة  ، وذلك لطبيعة الانتماء الديني والعقائدي للأسلام السياسي التي تدفعه الى نتيجة وموقف موحّد  ضد المسيحيين رغم اختلافهم المذهبي وما يرافقه من صراع دموي فيما بينهما .
في الحقيقة ، ان عملية استهداف المسيحيين تجري على قدم وساق في الدول الاسلامية قاطبة بطريقة ممنهجة تحت تحريض ورعاية " شيوخ المسلمين " حصرا ولا أحد غيرهم ، تصريحاتهم المستمرة وفتاويهم " بالصورة والصوت " ، وخطاباتهم التعبوية في جوامعهم التي تحوّل بعضها الى ترسانات من الاسلحة ومن الفكر الجهادي الشعبوي المدمر ... لنقرأ عما يحدث في  افغانستان وباكستان وفي ماليزيا واندونسيا .. وفي " بلاد  العرب اوطاني " ، في العراق وفي سوريا وفي مصر وفي ليبيا .
أما في سهل نينوى ... فهناك حديث من نوع آخر ، ومأساة لا يمكن تفاديها إلا بإزالة اسباب غرسها .
" الأقليات " التي ليس لها " اغلبية " تساندها  وتدعمها وتدافع عنها هي المسيحيين والأيزيديين والصابئة .
وهــــــــــــــــــــــؤلاء  مُـهـــــــــــــدّدون  في ارواحهـــــــــــــم وفي ممتلكاتهــــــــــــــم .
لنعود الى مشكلة " سهل نينوى " ونسأل انفسنا : ما هي احلام اهلها من المسيحيين المُهجّرين الآن ؟
العودة الى بلداتهم وقراهم ؟ الى بيوتهم وكنائسهم ومدارسهم وحياة الألفة مع بعضهم البعض ؟ ... ربما هذا الحلم ، حلم العودة ، سيصبح واقعا في العاجل او الآجل ... .. لكن ما بعـــــــــــــــد ذلك ؟ .... لكن ما بعـــــــــــــــد ذلك ؟... لكن ما بعـــــــــــــــد ذلك ؟
عودتهم الى ديارهم ستكون الى حين ... آجلا ام عاجلا ستؤخذ ديارهم منهم بـ " القوة او بالعافية " ...
وهنــــــــــــــــــــاك اكثـــــــــر من مخطط شيطانــــــــــــــي  لهذا الامر .
التغيير الديمغرافي حصل في البلدات المسيحيية رغما عنهم ... نعم ، رغما عنهم .. وان تصرّف البعض في بيع املاكه للغرباء والرحيل الى الخارج ، خاصة ضعفهم ( الغير مقبول ) امام المبالغ الكبيرة المعروضة من جهات مُمولّة ، لم تكن إلا حصيلة الاحباط والنظرة السوداء الى المستقبل نتيجة التغيير الديمغرافي الذي كان يسير ببطأ ، لكن بعزيمة واصرار لاجتثاثهم .
كيف سيقبل اي انسان العيش في بلدة كانت بالأمس في معظمها اقارب ، ثم وجد نفسه فجأة مهددا ليكون أقلية تخاف حتى من مزاولة شعائرها الدينية او الأطمئنان على عوائلها ؟
حلم المسيحي ليست في العودة الى دياره فقط  ، بل بالعودة  ببلدته الى ايام صفائها الخالية من الغرباء .
وإلا ستكون فرحته بالعودة  أشبه بـ " الفرحة التي ما دامت " لأ نها ستكون مؤقتة وسيعيش عملية الأجتثاث المؤلمة كالموت البطيء .
على المسيحيين ورجال دينهم ونوابهم واحزابهم ان يدافعوا عن وجودهم المُنتهك ظُلما ... يا كتابنا ، اني ادعوكم ، بل اتوسّل اليكم ، ان ينال هذا الامر محور إهتماماتكم .... ، وإذ تم إلغاء قرارات مجلس قيادة الثورة على عموم العراق في ما عدا محافظة نينوى التي التزمت حتى الآن بتطبيق مضمون قرارين سيئين هما القرار 111 لسنة 1995 والقرار 117 لسنة 2000, وهما يعنيان الاستمرار بإطفاء الأراضي الزراعية وتحويل صنفها إلى أراض سكنية وتوزيعها على مستفيدين من مناطق أخرى ومن غير المسيحيين.
على الجميع ان يعمل يدا واحدة يدا واحدة  لإجبار الحكومة على وضع خطة من خمس سنوات تُنهي فيها الاثار الي ترتبت على هذا التغيير السكاني الظالم  وذلك بتعويض الذين سكنوا " بالتغيير الديمغرافي " ومنحهم قطع سكنية في قراهم حسب  " مسقط الراس " مع تكاليف البناء .. لقد تم معالجة هذه المسألة في كركوك مثلا .
ان المادة (23/ثالثاً/ب) من الدستور تنص على ( يحضر التملك لأغراض التغيير السكاني ) .. هذا التغيير الذي  جلب معه الكثير من المشكلات الاجتماعية الخطيرة وصلت حد الأقتتال . المشاكل التي كان المواطنون في المنطقة ، بكافة اديانهم وطوائفهم ، في غنى عنها .
إن الوثائق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان وحقوق الأقليات القومية والدينية (كما يطلق عليها في تلك الوثائق الدولية) تدين عمليات التغيير الديمغرافي المتعمدة في مناطق القوميات وأتباع الديانات الأخرى في العالم
لذا وجب على المسيحيين فضح هذه الممارسات امام الرأي العالمي ، وإقامة شكوى في المحاكم الدولية المختصة في حالة تنصل او تردد الحكومة في رفع الغبن الذي يهدد الوجود المسيحي في العراق .
ما فائدة تصريحات المسؤولين في الحكومة او في بعض الاحزاب التي تتحدث عن اصالة المسيحيين في وطنهم  ، وعن الاعتزاز بوجودهم إن كانت الاعمال تدفعهم في الواقع الى التهجير وترك البلاد ؟ ...... هل " يأخذوننا على گد عقلنا " كما يقولون ، او كما يتصوّرون ؟
ان العمل مع الاخوة الصادقين من امثال " اصدقاء برطلة " وفي مقدمتهم الدكتور كاظم حبيب ضروري جدا جدا جدا ... لنترك مصالحنا الحزبية ، ولو مؤقتا ، في سبيل الدفاع عن كينونتنا .
ليكن هذا الموضوع " خبزنــــــــا اليومـــــــــي " الذي نطلبه من الله " كل يوم " في صلاتنا الربانية ...