تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

ثورة 14 تموز وما بعدها

بدء بواسطة متي اسو, يوليو 15, 2015, 03:39:44 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو

ثورة 14 تموز وما بعدها
لا نستطيع ان نقول ان ثورة تموز كانت نعمة
ولكننا نستطيع ان نقول بكل ثقة انها لم تكن نقمة
لو حكمت ثورة تموز وزعيمها عبد الكريم قاسم العراق لأكثر من ثلاثين سنة ( مثل صدام حسين ، جمال عبد الناصر ، معمر القذافي ، حافظ الاسد ، والى حد ما الثورة الجزائرية وحكومة سياد بري في الصومال ) ، أقول ، لو طال حكم ثورة تموز وآل العراق الى ما آل اليه من خراب نتيجة ذلك الحكم لما ترددنا في القول ان " ثورة تموز كانت نقمة " ... لكن العراق أخذ ينحدر نحو الخراب بعد الاجهاز على ثورة تموز ( وليس بعد قيام ثورة تموز ).
كانت تلك الفترة تمثل فترة الحركات التحررية في العالم ، في شرق أسيا ، في الشرق الاوسط ، في افريقيا ، وفي امريكا اللاتينية ... وكان من الطبيعي ان تحدث ثورة في العراق ، إن لم يكن في تموز ففي شهر آخر ، بزعامة عبد الكريم قاسم  ام بدونه ... خاصة إن علمنا ان عبد الكريم قاسم لم يؤسس حركة الضباط الاحرار للاطاحة بالملكية ، لكنه إنظمّ اليها .
الثورات المضادّة التي قادتها الرجعية ( دينية او قومية ) نجحت في الاجهاض على الثورات التحررية ... لكن النتيجة تباينت من دول الى اخرى ، ففي الدول العربية والاسلامية جاء الخطر الكبير من " أسلمة المجتمع " في ظل حكومات بعضها يوصف زورا بالعلمانية ، ان " أسلمة المجتمع " كان أخطر بكثير من الحكام الطغاة أنفسهم ، وما نراه يحصل الآن لهذه المجتمعات هي نتيجة حتمية لشعوب تشبعت حد التخمة بالأفكار الدينية التكفيرية المتطرفة ... في دول امريكا اللاتينية حدث العكس ... أستعادت الثورات وجهها الاصلي بكل يسر لأن التطرف الديني ( الاسلامي تحديدا ) لا وجود له في المنطقة . الجيش وحده إستطاع إنقاذ الجزائر ومصر ... لا نعلم ... ربما الى حين ....
في السنوات الاخيرة كثر الحديث عن إلقاء اللوم على ثورة تموز ( لأنها كانت فاتحة ... وفتحت الباب ...) ، والغاية من كل ذلك هو تحويل الأنظار عن المسبب الرئيسي في خراب العراق ، ذلك الذي أجهز على ثورة تموز..... واعتبار كل ما حدث  نتيجة حتمية لثورة تموز!!!!.. يا له من إعلام !!! ولا غوبلز...
لا شك ان الناس البسطاء واولئك المحبطين يلومون ثورة تموز نظرا للاوضاع المزرية التي جرفتهم وأحاطت بهم ... لا يستطيع احد ان يلومهم رغم ان الأمر ليس كذلك .
ان الصفات التي تميّز الراحل عبد الكريم قاسم هي الوطنية والنزاهة وحبه للعراقيين وخاصة الطبقات الفقيرة ( كانوا يدعونه ابو الفقراء ) تجعل من الرجل قائدا أمينا لتلك الفترة ... لم يستطع حتى اعدائه من النيل من صفاته تلك .
ربما أخطأ في " عفا الله عما سلف " ، لكننا لا نستطيع ان نلقي كل اللوم عليه في هذه المسألة ... فهل جاءت الثورة للقضاء على عهد يصادر الحريات ليقوم هو بنفس بمصادرتها ؟ .. اراد من الاحزاب السياسية ان تنضبط في ممارساتها السياسية ، لكن الحركات الرجعية والدينية والقومية أبت ... كانت مؤامرات تلو مؤامرات ، واليسار نفسه سقط في هفوات ....كان عهد جديد من ممارسة الحريات العامة ، ويبدو ان السياسيين كانت تنقصهم الخبرة ... رافق ذلك " إعلام غوبلز " : ان الزعيم يضرب الاحزاب ببعضها !!! دكتاتور يضرب الجميع !!! .... الغرب ساند هذه المؤامرات ... هنا أختلف جدا عن " اصحاب نظرية المؤامرة " ... المؤامرات كانت تُحاك من الداخل وتلقي تأييدا من الخارج وليس العكس .... لكن " إعلام غوبلز" يريدنا ان  نتغاضي عن الداخل وألقاء اللوم على الخارج فقط . وكما أسلفتُ سابقا وهي ان عبد الناصر الوطني ساهم هو الاخر في تأييد تلك التحركات التآمرية .
لا العراق ولا غيره من دول المنطقة يستطيع ان ينعم بالأستقرار والتنمية  إلا بعد يصحى الناس مجددا لقبر الايدولوجيات الدينية والقومية ويتجه نحو الدمقراطيات الحقة .....  وإن كان هذا لا يحتاج  الا على معجزة لن تحدث ، فإنه يحتاج الى وقت ليس بالقصير ...




farid

#1
الصديق متي المحترم
قراءه موضوعيه ورائعه للاحداث التي حدث في تلك الحقبه التاريخيه من تاريخ  العراق  خلال ثورة 14 تموز وبعدها وخاصة انك كنت معاصرا لتلك الفتره ..
لقد كتبت مساهمه في برطله كوم وعيرها من المواقع الالكترونيه ...وكان عنوان المساهمه
ألسؤال المهم هَلْ كانت ثورة 14 تموز نِعمة أم نقمة عَلى ألشعبِ ألعراقي ؟؟؟....
وحقيقة انك  اجبتَ على السؤال ان كانت نعمه او نقمه ...ولكن ان ثورة 14 تموز حالها حال كل الثورات التي حدث في تاريخ العالم حيت بدأتْ ثورةُ 14 تموز  تأكلُ أبنائها واحداً تلوى ألاخر...وحدث اصطفاف بين القوى التي تضررت من انجازات الثوره وكما ذكرت ان القوى الرجعيه بكافة تلاوينها  بقيادة عبدالسلام عارف ودخل على الخظ جمال عبدالناصر بكل غباءه وبين القوى التقدميه واليسار العراقي التي دعمت عبدالكريم قاسم ومنجزات ثورة 14 تموز ..وفي هذه الفتره استمر الصراع بين هذه القوى اذ اتخذ مسارا دمويا.....وتمّ تدبير عدة مؤمرات من قبل المعسكر الرجعي وكان اخرها نجاح انقلاب 8 شباط الدموي الذي ادى الى اعدام عبدالكريم قاسم ورفاقه بدم بارد وبكل وحشيه من قبل شريكه في ثورة 14 تموزعبدالسلام عارف والذي شمله عبدالكريم قاسم بشعاره عفا الله عن ما سلف ... والذي عفا عنه من حبل المشنقه ومن هنا بدأت مأسي العراق وبدأ عصر الظلام ولكن عبد السلام قتل في حادث سقوط طائرة الهليوكوبتر  وقيل ان الحادث  من تدبير شركائه البعثين واودّ ان اذكرك ان اغلب الضباط الاحرار الذين اشتركوا في ثورة 14 تموز  1958 قد تم تصفيتهم بالاغتيال  والاعدام من قبل شركائهم في الثوره.... وبعدها استمر مسلسل الدم الذي اغرق العراق ببحار من الدماء  وحروب عبثيه قادها نظام صدام الديكتاتوري  وما حدث بعد التغير عام 2003 على ايد حكام العراق الفاسدين واللصوص من الاحزاب الطائفيه للاسلام السياسي وادى الى خراب العراق وجعلوا من نصف الشعب العراقي شعب مهجر يعيش على المساعدات ..ولننتظر ما يحدث في قادم الايام ..

    فريد فرياقوس داود