تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

الشعب الاعزل

بدء بواسطة متي اسو, مارس 10, 2015, 11:42:08 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو

الشعب الأعزل

الشعب المسيحي في الدول العربية والاسلامية شعب " أعزل " بكل ما في معنى الكلمة من مرارة .
البيئة والظروف التي أحاطت به منذ القدم جعلته وحيدا وأعزلا .. تأقلم افراده بمرور الزمن وخلقوا وضعا في مخيلتهم يُمكّنهم من العيش في حالة من التغاضي مكتفين بما يجود به الزمن احيانا ليشعروا بالسعادة ، لذا نراهم يهتمون بالحفلات و " القعدات " كي يستمروا في حلمهم اللذيذ وهو إن الحياة عادلة وممتعة .... لاننكر ان ظهور الحركات التقدمية والاشتراكية واللبرالية على نحو واسع في هذه البلدان في وقت ما  كان كفيلا  ان يجعل الشعور المسيحي بالعدالة والسعادة امرا واقعيا ، لا ننسى ايضا بروز الطبقة المثقفة وما نتج عنها من اختلاط أخوي خال من الطائفية والعنصرية كان كفيلا هو الآخر بجعل التعايش طبيعيا وجميلا .
لكن كان هناك دائما من يترصّد ويتربص ويخطط للقضاء على مثل هذه الحركات ، وفعلا تم القضاء عليها وأصبحت الساحة خالية ومهيأة لأسلمة المجتع وظهور حركات قومية بطعم الرجعية والاسلامية .
العامل الخارجي : لم تكن هناك قوة خارجية ، من روسيا مرورا بأوربا وانتهاءً بأمريكا ، مستعدة للوقوف مع الشعب المسيحي في مسلسل المحن وخطر الابادة التي كان يواجهها على نحو دوري ... من مذابح الارمن والآشوريين والسريان التي بدأت في العصر الحديث من منتصف القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا ... تركوه  يواجه قدره المحتوم " وحيدا وأعزلا " بلا رحمة ... لا مصلحة لهم مع شعب إختار لنفسه ان يكون " أعزلا " وغير مؤثر . عدد الاخوة التركمان كان اقل بكثير من عدد المسيحيين ، لكن صوتهم كان مؤثرا ومسموعا بخلاف المسيحيين ، لم تخفي تركيا مساندتها وتحذيراتها وأحيانا تهديداتها لمصلحة الاخوة التركمان .                                                                       
   فقط فرنسا وقفت بجانب المسيحيين في لبنان الذين كانوا على رأس قائمة الاستهداف من الاخوة الاعداء ، لذا كان وضعهم جيدا الى حد ما
          الى قرب انتهاء الحرب الاهلية . كانت السعودية مع مثيلاتها قد قررت كسر شوكة المسيحيين في لبنان ، أجرت عقوداً بمليارات الدولارات
          مع فرنسا لتحييدها ، وأوكلت المهمة لسوريا بثمن وتحقبق مصالح  ، غزت سوريا الأسد  لبنان عام 1976 والاسطول الفرنسي يتفرج أو يدير
بوجهه نحو الجهة المعاكسة ، بعدها هاجر الكثير من المسيحيين اللبنانين الى الخارج ليتحولوا الى أقلية ضعيفة .
انظروا كيف تتصرف السعودية ... لكسر شوكة المسيحيين في لبنان إستعانت بسوريا دون ان تقول آنذاك ان سوريا " بعثية او علوية " .
الان اصبحت سوريا " علوية " ينبغي إسقاطها !!!.
لن يكون ذلك نهاية المطاف ، ففي جعبة الاسلاميين الكثير والكثير .
قد ينبري احد الاخوة المُصاب " بشعارالوطنية " وليس " بالشعور الوطني "  الحقيقي ليزايد كالعادة ويقول : هل نستقوي بالخارج ؟
   الجواب هو :  ان مصطلح " الاستقواء بالخارج " أوجده الاسلاميون والعروبيون لتخويننا عند المطالبة بحقنا وانت تردده ، ثم ما البديل ؟
            لماذا يهب  جميع العرب والدول الاسلامية لنصرة فلسطين المحتلة ولا أحد ينصرنا ؟ ، لماذا يطلبون من امريكا والغرب التدخل لحمايتهم
            من بعضهم ؟
            لماذا ألحّوا على أمريكا للتدخل وضرب يوغسلافية من اجل مسلمي بوسنة ؟ ( رغم ان بوسنة كانت لها مليشيات اسلامية تطالب بالاستقلال
            بخلاف المسيحيين ) ألم يكن ذلك استقواءً بالخارج ؟... يتدخلون في جميع انحاء المعمورة لنصرة المسلمين ( أظالمين كانوا أم مظلومين ) وينكرون
          هذا الحق لمسيحيي الشرق .
           المسيحي الشرقي مهدد دائما بالتخوين . مذابح الابادة وقعت زورا  لنفس التهمة لتبرير الاجرام  الديني الذي لا يماثله إجرام آخر
.
          الكنيسة : كان موقف رجال الدين بمختلف طوائفهم سلبيا ، إقتصر عملهم على الخدمة الروحية فقط ( وهذا شيء عظيم في المسيحية ) ، لكن
        تحولت الخدمة الى نوع من الخدمة الوظيفية ، كان اهتمامهم بقدسية الطائفة اكثر من قدسية المسيح نفسه ، أصبح الشغل الشاغل احتواء الطائفة الاخرى
        وتنمية كنيسة الطائفة عدديا وليس روحيا  ، الهمس بما يشوّه الطائفة الاخرى مزقّ تكاتفنا وتوحيدنا ، لم يستطيعوا حد ألآن توحيد اعيادنا ومذاهبنا ،
        عنما تدقق في إختلاف المذاهب ستجد ان الامر سخيف وباطل ، قام به رجال إدّعوا الفلسفة والقداسة الذاتية ، رغم ان المسيح له كل المجد ، 
       وكذلك بولص الرسول حذّر من الادعاء الشخصي على حساب ايمان والوهية المسيح ... الى متى ننتظر وانتم  غير مبالين ، ومشغولين فقط
       بكنيسة   الطائفة وتمشية امورها اكثر من انشغالكم  بايمان المسيح الذي يسكنها ووحدة أبنائه ؟ .
      خلقتم منّا  شعبا ممزقا ، كل ينزوي في شرنقة طائفته وينظر الى الآخر بتوجس . إخترنا ان نكون شعبا " أعزلا " من سلاح وحدتنا . ما زاد في
      الطين بلّة ظهور الاختلاف القومي !! ! . 
        . أصبحنا ادوات لنغذي الطائفة والقومية دون ان ندري ، أشبه بعبيد لرجل دين او قومي متعصب  دون ان نعي ، في بعض
    الاحيان يقودنا الحماس الزائد لنصبح اكثر تطرفا منهم ليزيدوا في غيّهم !!!... إخترنا العزلة لأنفسنا ولا من معين .
     كان يجب ان نكون شعبا واحدا تسوده محبة المسيح ، هذه الوحدة تُسلّحنا بسلاح سيكون أمضى من اي سلاح آخر ..
      حان الوقت لنسلح أنفسنا بسلاح الوحدة أولا ، لنجعل من مصيبتنا سببا لوحدتنا ، وعلى الكنيسة ان تقوم بهذه الخطوة ، لأنها لا تفعل شيئا من اجل
     مؤمنيها لا في الداخل ولا في الخارج .... هناك بعض التصريحات وبعض الاجتماعات ، بعد ان وقع الفأس في الرأس لا أجدها كافية . الشعب
    المسيحي   ينتظر همّتكم . كونوا مثل ذلك القس في إحدى روايات " نيكوس كانتزاكس " الذي كان يعمل ويحرس ليل نهار وهو يراقب أخبار
   " الجراد العثماني " الذي اعتزم ان يحتل قريته ، في الوقت المناسب قاد شعب قريته بعد ان حملوا عظام اجدادهم في أكياس معهم ليناضل من اجلهم في
    مكان آخر. كان هناك قساوسة ينظرون اليه والى ما كان يفعله والى ملابسه الرثة بإحتقار !!!! .. ماذا تعلّمنا من المسيح ؟
   انها فرصة ملحّة للوحدة ، فرصة نحققها اليوم وليس غداً .
   المثقفون : معظمهم ، للأسف الشديد ، اكثر سوءاً  ، مشغولون بترديد شعارات لا تغني ولا تسمن من جوع . يحرص على ما ينطق به اكثر من حرصه
على مصلحة المسيحيين الذين ينتمي اليهم ، يفعل ذلك لينال حظوة ويكون مقبولا من الآخرين فقط ،علّه يحصل على شيء  ما او يحتفظ بالذي ناله ، شعارات
حزبه التي تصب في مصلحته أهم من مصلحة كل المسيحيين .

نادرا ما ترى كاتبا مسيحيا لا يغوص في التيار  العام مرددا نفس الشعارات التي يرددها معظم العراقيين المتورطين بالقتال الدائر في العراق أو متورطين
بقتل وارهاب المسيحيين .... إن خالفتهم زعلوا ، وإن رحّب بعض الاخوان بما تكتبه سكتوا .
   ... للحقيقة والتاريخ ، هناك من بين المسلمين من يكتب بحق المسيحيين والاقليات أفضل كثيرا من معظم مثقفينا .


.