تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

المستقبل الغامض للعراق

بدء بواسطة متي اسو, أغسطس 16, 2014, 08:25:05 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو

المستقبل الغامض للعراق




العنوان كئيب جدا في وقت يتطلع المُضطهدون في العراق وكذلك القلة الطيبة القليلة الباقية من العراقيين الى بصيص من الامل ينعش آمالهم في تأمين حياة اطفالهم ليس إلا .
المشكلة الرئيسية ليست فقط بالاشخاص الذين يقودون هذا البلد ، وانما بانتماءاتهم الى احزاب دينية فاعلة . الاحزاب الدينية تكون في النتيجة طائفية وهذا جوهر المشكلة . في احيان كثيرة يتحدث كلا الطرفين على لسان شيوخ ومرجعيات اوشيوخ عشائر وثيقي الصلة بهذه الشيوخ والمرجعيات ... فكيف تُحل المعضلة ؟.
في الجانب السني فريق قوي جدا حرص منذ اليوم الاول من غزو العراق على افشال العملية السياسية حتى لو أدى ذلك الى احراق العراق ، شعاره المعلن هو مقاومة الاحتلال ، لكن هدفه الاول هو العودة الى الحكم بأي ثمن ، واني على ثقة لو ان الاحتلال أبقى عليه على سدة الحكم واكتفى فقط بإزاحة صدام لكان الوضع مختلفا جدا. في سرِّه تهلل هذا الفريق لما قامت به المليشيات الشيعية ، بل في احيان استفزها لتفعل ذلك ، وبذلك حقق النتيجة المرجوة وهي حشد الجماهيرالسنية الى جانبه.
هذا الفريق كان يستضيف الارهابيين من الخارج ، مرة قاعدة ومرة داعش ، علاوة على تشكيل احزاب دينية طائفية مجاهدة تريد فرض الشريعة. ما فعلته هذه الفئات الارهابية مع الاقليات في العراق كان موضع استحسان صامت من جانبه لأن ذلك يربك الوضع ويزيد النقمة على العملية السياسية ويمهد لعودته الى الحكم ، نستطيع ان نلمس ذلك في مجمل العمليات الجهادية التي كانت تستهدف في المقام الاول ، ولا تزال ، حشود من اناس ابرياء في الاسواق العامة او في الباصات او مراكز تجمع العمال.
في الجانب السني ايضا فريق وجد نفسه متورطا بأحداث فُرضت عليه فرضاَ . لم يكن مرتاحا كثيرا من النظام السابق ثم وجد نفسه مهمشا الى حد الاذلال في حكومة طائفية ، لم يكن له خيارا سوى الاصطفاف مع الفريق الاول ( الذي حرص دائما على اخفاء نواياه الحقيقية) ، لكن هذا الفريق كان ولا يزال مترددا ، ينظر بعين الأسى الى حاله لكن يسوءه ان يخوض حربا طائفية ومن ثم تقسيم العراق.
كان يجب على الدولة تشجيع الفريق الثاني هذا ، وزرع ثقة حقيقية فيهم ومشاركتهم السلطة مشاركة فعلية لتقطع الطريق على الفريق الاول بغية إنجاح العملية السياسية . فهمت امريكا هذا الوضع وكان تشكيل الصحوات بداية فاعلة ، لكن حكومة السيد المالكي خرّبت كل شيء مع هذا الفريق ، هنا برز نجم الفريق الاول ثانية وامسك بزمام الامور بيد من حديد، ثم خطط لاحداث تكللت بدخول داعش .
في الجانب الشيعي ايضا فريق متشدد كان يريد تسليمه العراق وخروج امريكا من العراق خلال شهر او شهرين ، كانت مهمته الرئيسية تخريب العملية السياسية وتشكيل حكومة تخضع لولاية الفقيه . كانت تقام يوميا حشود ( مليونية) هدفها استعراض العضلات واخافة الجانب الآخر وفي نفس الوقت انماء الحشد الطائفي ، وكانت مفخخات الجانب الآخر تسعدهم عندما تحصد الجماهير الفقيرة لان ذلك كان ضروريا للحشد الطائفي . ثم اصبح شعاره " ما ننطيها ، ما ننطيها "
. كان الفريق الاول من الجانب السني وهذا الفريق من الجانب الشيعي متفقان تماما على افشال العملية السياسية في العراق رغم  انهما يتقاتلان وان مقاصدهما متقاطعة . ولا استبعد ان تساعد ايران كلا الطرفين في مهمتهما خاصة ان الطرف السني في ذلك الوقت كان يأتيه الدعم من سوريا حليفة ايران ، اما دور كل من السعودية وقطر فغني عن التعريف . ان ترويع المسيحيين والصابئة  وعمليات القتل والتهجيرفي الجنوب وفي بغداد كانت من ضمن الخطة الدينية التخريبية هذه .
اصرّ هذا الفريق على اجراء الانتخابات في العراق وهو يعلم علم اليقين بأن الحشد الطائفي في صالحه ، ويعلم بأن معظم الجانب السني سيقاطع الانتخابات وبذلك يخلو له الجو تماما . كان مصرا وهدّد بالعصيان المدني ، للاسف ايد المرجع السيستاني ذلك في حينه . تصور حالة العراق : اهل السنة منخرطون في المقاومة والشيعة في عصيان مدني ...هل توجد وسائل لافشال العملية السياسية افضع من ذلك ؟.
في الجانب الشيعي ايضا فريق هو الآخر متورط بمجريات الاحداث ، فريق كان يحلم ان يتخلص من حكم صدام حسين وإذا به تحت سلطة طائفية اهم مزاياها الفساد الاداري والمالي. كان من الممكن تشجيع هذا الفريق ليكون صوتا قويا مؤثرا ، لكن المتشددين من الفريقين حرصوا دا ئما على تغليب الحس الطائفي . الحاكم هنا يلعب دورا يمكن ان يكون ايجابيا جدا لكن السيد المالكي لم يفعله .
هناك امل ضعيف وهو ، ان ملّ العراقيون من قتل بعضهم البعض ، واذا وجد ممسكي خيوط الارهاب ( من الصوبين) بان لا فائدة تُرجى من مواصلة القتال ، بل ان النار اقتربت كثيرا من عتبات ديارهم سيكفوا ، وربما تحولوا الى سياسيين  لا يختلفون كثيرا من الموجود الحالي .
فهل ستنأى الحكومة المقبلة بنفسها عن الطائفية الدينية كي نرى قبسا ولو في الافق البعيد؟
صعب جدا ان اقول لاعزائي المهجرين اصبروا ، في محنتهم تكون كلمة " الصبر" خاوية لا طعم لها ، مع ذلك لا استطيع ان اجد غيرها ، اقول اصبروا في المسيح يسوع الذي هو امل لكل المحتاجين ولكل المتعبين ولكل الاطياف المسيحية وغير المسيحية . ما حصل للاخوة الايزيديين يفطر القلب ، في ادناه رابط تغيرفيه طفلة دينها بالموعظة والكلمة الحسنة . اقول للاعزاء الشبك وكل الاقليات ، هذا درس ربما اراده الله لنا كي نعرف كيف ان نعيش مع بعضنا البعض بسلام ودون اطماع زائلة .
اقول للاخوة السياسيين من ابناء شعبنا وخاصىة " القوميين " منهم الذين شقوا الصف المسيحي ، ماذا فعلتم لشعبنا كل هذه السنوات ؟ وهل كان الداعش السني او الداعش الشيعي يسأل المسيحي ما قوميته او مذهبه قبل قتله ؟ .
المثقفون صامتون صمت القبور ، إلا قلة قليلة جدا .
خوفكم على امنكم افقدكم امنكم .

http://www.liveleak.com/view?i=c5f_1408138112