تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

دراسة علمية: احذروا الضباب!

بدء بواسطة Paules, مارس 29, 2012, 07:28:18 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

Paules


دراسة حديثة/ أميركا

يولّد الضباب غالباً جواً مخيفاً في أفلام الرعب مخفياً مخاطر شتى، من مخلوقات بشعة إلى لصوص وقتلة وغيرهم. ماذا عن حقيقته في العالم الفعلي؟ أظهرت دراسة أخيرة أن الضباب قد ينطوي على مخاطر تهدد الحياة. فقد اكتشف الباحثون أن الساحلي منه قد يحمل زئبقاً ساماً يضرّ بالنظام البيئي وصحة الإنسان.

تُطلق محطات الطاقة التي تعمل بالفحم الحجري وغيره من مواد صناعية، كالتي تُستخدم في تنقية الخام وتصنيع الورق، الزئبق في الجو. ويُعتبر الزئبق سماً عصبياً يصعب على الكائنات التي تلتهمه التخلص منه. لذلك، تزداد نسبة تركيزه في أجسام الحيوانات التي تحتل مراتب متقدمة في السلسلة الغذائية.


من أشكال الزئبق التي يمتصها الجسم بسرعة أحادي ميثيل الزئبق، ذرة مشحونة إيجابياً تتحد بسهولة مع البروتينات وتنتقل بسهولة عبر الجسم، عابرة حاجز الدم والدماغ. فتصل إلى الأخير وتخترق المشيمة لتبلغ الجنين في بطن أمه. قد يؤدي أحادي ميثيل الزئبق إلى إعاقة النمو العصبي للأجنة والأطفال، مقللاً من قدرة ذاكرتهم وانتباههم، فضلاً عن مهاراتهم اللغوية والحركية. أما في حالة البالغين، فيمكن لمن يتعرض لهذه المادة أن يحدث خللاً في البصر المحيطي، ويؤدي إلى شعور بالوخز في اليدين والقدمين، ويسبب أحياناً وهناً في العضلات ونقصاً في تنسيق الحركات.


يفترض معظم العلماء أن الزئبق الذي يدخل الجسم من الجو يأتي من قطرات ماء امتصت هذا العنصر من الهواء أو عبر «الترسيب الجاف» (dry deposition) الذي تلتصق خلاله الذرات المتبخرة بسطح مكشوف أو تتفاعل معه كيماوياً، وفق بيتر ويس-بنزياس، عالم كيمياء جوية في جامعة كاليفورنيا بسانتا كروز في الولايات المتحدة الأميركية. لكن التجارب الميدانية التي أجراها ويس-بنزياس وزملاؤه كشفت مصدراً جوياً إضافياً للزئبق، قد يكون بالغ الأهمية في بعض المناطق، خصوصاً الساحلية منها.

خمس عينات

استخدم الباحثون في أربعة مواقع في خليج مونتري ومحيطه في كاليفورنيا معدات تشفط كميات كبيرة من الهواء وتحتفظ بأي جزيء فيها. فعمدوا إلى جمع كميات كبيرة من نقط الماء في الضباب بين شهري يونيو وأغسطس عام 2011. وعثروا في العينات الخمس والعشرين التي حللوها كميات مركزة من أنواع الزئبق كافة وصلت كمعدل إلى 10.7 نانوغرامات في الليتر. أما معدلات أحادي ميثيل الزئبق، فبلغت كمعدل 3.4 نانوغرامات في الليتر، حسبما جاء في تقريرهم الذي نُشر الشهر الماضي في المجلة العلميةGeophysical Research Letters. وأشار ويس-بنزياس إلى أن معدل أحادي ميثيل الزئبق (علماً أن هذه المرة الأولى التي يُقاس فيها في الضباب) «أكبر بنحو خمسة أضعاف من أعلى نسبة لتركيز الزئبق سُجلت في مياه الأمطار». ثم استعان الباحثون ببيانات من دراسات سابقة، بما فيها دراسات أجرتها فرق أخرى، ليستخلصوا أن نحو 61% إلى 99% من أحادي ميثيل الزئبق المترسب في الأنظمة البيئية الساحلية حول مونتري على مدى سنة تأتي من الضباب.


ذكر ويس-بنزياس أن الاكتشافات الجديدة لا تقدّم سبلاً للحد من التعرض للزئبق في البيئات الساحلية، لكنها تزوّد العلماء بفهم أعمق عن الطرق التي يدخل من خلالها الزئبق الأنظمة البيئية. أضاف أن التجارب المستقبيلة ستشمل قياس معدلات الزئبق في كائنات في أسفل السلسلة الغذائية، مثل الحشرات التي تشرب ربما قطرات الضباب الملوثة بالزئبق التي علقت على النباتات الساحلية.


يذكر مارك مارفن-ديبسكوالي، عالم متخصص في علم البيئة الميكروبي في وكالة المسح الجيولوجي الأميركية في منتزه منلو في كاليفورنيا، متحدثاً عن عمل ويس-بنزياس وزملائه: «لا شك في أنه تقرير مثير للاهتمام»، ويضيف أن نسبة تركيز أحادي ميثيل الزئبق التي قاسها الفريق «تتخطى بأشواط ما قد يتوقعه العلماء».


يشير بعض الدراسات أيضاً أن الزئبق يدخل الجو فوق مياه السواحل عندما تحفز الرياح تدفق الماء إلى الأعلى من قعر البحر، حيت تولّد الميكروبات التي تعيش في الترسبات وتستهلك المواد العضوية الملوثة بالزئبق مركباً يُدعى ثاني ميثيل الزئبق. حين تبلغ المياه الملوثة السطح، يتبخر المركب ويتفكك في النهاية تحت تأثير التفاعلات الكيماوية التي تحفزها أشعة الشمس، ليتحوّل إلى مكونات عدة، من بينها أحادي ميثيل الزئبق.

لا يعرف العلماء ما إذا كانت هذه التفاعلات تحدث في الجو أو داخل قطرات الضباب، بحسب ويس-بنزياس. لكن في مطلق الأحوال، ينتهي المطاف بأحادي ميثيل الزئبق إلى القطارات، التي تحملها بعد ذلك الرياح إلى اليابسة.


يقول مارفن-ديبسكوالي: «إنها قصة مثيرة للاهتمام»، ويتابع مؤكداً أن هؤلاء الباحثين، إن أصابوا في تجاربهم، فسيحملون فرقاً أخرى على تطوير نماذج تحدد كمية الزئبق التي يحملها الضباب وتترسب في الأنظمة البيئية الساحلية في مناطق أخرى من العالم. ويختم: «لا شك في أن هذه المشكلة لا تقتصر على ساحل كاليفورنيا».


http://www.thirdpower.org/index.php?page=read&artid=88249

د.عبد الاحد متي دنحا

شكرا عزيزي بولص على المعلومات القيمة
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير