تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

زوجة موزان تريد اشعال حرب أهلية

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, ديسمبر 24, 2011, 10:45:45 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

زوجة موزان تريد اشعال حرب أهلية !

الكاتب: محمد غازي الاخرس
24/12/2011


لست مولعا بالسياسة لكن دعوني أقول لكم شيئا: ما يجري هذه الأيام في العراق، بعد انسحاب الأميركان، مخاض خطير، مخاض يمكن أن يجعلنا واحدة من أعظم الدول في المنطقة أو ربما يردنا إلى أسفل سافلين. هم انسحبوا، نفذوا ما تعهدوا به فصرنا وأياهم مثل أي دولتين في العالم، متعاهدتين باتفاقية، وما أن حدث ذلك حتى تناوشنا نحن بعضنا بعضا وصرنا نتجادل بأصوات عالية.العالم الآن يتفرّج علينا ويترقّب، المحبّون ـ وما أقلهم ـ يضعون أيديهم على قلوبهم والكارهون ـ وما أكثرهم ـ يتمنون أن نطيح ببعض رفسا وخمشا وعضا.
الأجندات مختلفة والرؤى تصل حدّ الصدام، قتلانا في المقابر يأملون أن تبرد دماؤهم والقتلة في الشوارع يتجولون منتظرين بداية الليل ليجهزوا على الضحايا الجدد. اللحظة عجيبة بمخاوفها وآمالها وأحلامها، الوجوه مضطربة كأنها مقبلة على معركة والملامح لا تكاد تتبين في انفعالاتها بسبب الزحام. هل هو يوم الحشر يا ترى ؟
ماذا علينا أن نفعل لنجنب أنفسنا وأهلنا وأجيالنا المقبلة المصير الذي يتمناه لنا الكارهون والمتربصون من كلّ حدب وصوب ؟ ماذا علينا أن نقول ؟ هل تعلمون سادتي أن بإمكان كلمة أو بيت شعر، بإمكان هوسة عشائرية أو أغنية تُبثّ في الراديو، أن تكون مسؤولة عن حريق لا تنفع معه كل مطافئ العالم ؟ هل خطر في أذهانكم ذلك وأنتم "تدلون" بدلوكم في بئر الدم أو الماء أو الأسفنيك !
أقول هذا وأنا اطالع عشرات المقالات التي يكتبها زملاء لي منذ أيام وتنشر في هذه الجريدة أو تلك، في هذا الموقع أو ذاك وأغلبها يحاول النبش في جرح قديم ليجعله يسيل دما عبيطا، مرة بوعي وإرادة ومرة بفطارة وسذاجة، تارة تنفيذا لأجندة سياسية ضيقة وتارة مقابل أجر أبخس مما تظنون.
أتذكر حادثة كنت قرأتها في كتاب عشائري طريف؛ تخسر العشيرة التي يقودها موزان في معركة مع عشيرة أخرى ويرجع الرجال منكوسي الأعلام، يجلسون في المضيف ليتناقشوا في أسباب هزيمتهم، وفي هذه الأثناء تخرج زوجة الشيخ مأتزرة ومفرعة ثم تصرخ بصوت مجلجل ـ كافي من الهذر ومكالب الفنجان..العركة تريد لمع سيوف يا موزان ! فيحمّر وجه زوجها ويفزّ من قعدته الكسيفة ويقول ـ عد عيناج ! ويهزج كأنه بباي وقد ابتلع عبوة سبانخ ثم يدبّ الحماس في الرجال ويهزجون معه، ثم لا ينتظرون لحظة واحدة بل يهرعون لجيادهم ويهجمون بتهور رهيب على العشيرة الأخرى وينتصرون.
بعض الكتبة يذكرونني بتلك المرأة الملعونة فالخطاب متشابه حتى وأن جاء هذه المرة بلغة برّاقة وتحليلات يبدو فريدمان أمامها زعطوطا في علم السياسة. هؤلاء الكتبة هم أسّ بلائنا ووظيفتهم تكمن في صب البنزين على الحطب ونفخ الروح في رماد الطوائف، والكارثة أنهم حين يجدّ الجدُ وتصبح الحديدة حامية على "كولة أمي" يهربون من العراق هروب الغزالة من السبع، وإذ أقول السبع فأنني أعني ذلك المارد الطائفي الذي سيقف لنا في الدروب بخنجره المخبوء تحت العباءة حيث لن يفرق حينها بين هذا وذاك، علماني، متدين، ملتحي، جالطهه..حي الله.
أقول ؛ نعم، الأخطاء التي تسبب بها الأميركان أكثر من أن تعدّ، الدولة لم تبنَ بشكل سليم، الحكومة ليست مجموعة من الملائكة وهي أيضا ليست شلة شياطين، الأخطاء كثيرة ولا يوجد عاقل في العراق يمكن أن ينكرها. لكنّ هذه الأخطاء لا تبرر ما نقرأه ونسمعه على وقع خطى اللحظة الغامضة التي تدب ّبيننا.
تذكروا أولئك الذين سيحتفلون بفشلنا وسيكرعون نخب كراهيتنا مع أول اختلاط بين الحابل والنابل في مشهدنا. تذكروا الأمهات اللواتي لا زلن ينتظرن مغيب الشمس يوميا لينعين أبنائهن، تذكروا الجثث التي كنا نتهرب من رؤيتها يوميا، تذكروا الخوف والقسوة والعنف والدماء، تذكروا ذلك الموبايل الذي سمعته يرنّ في أحد التقارير بينما كانت الكاميرا تتجول في ركام جثث انفجار الجامعة المستنصرية، كان الموبايل يرنُّ في حقيبة إحداهن.
حين رأيت المشهد قلت للضحية الغارقة بدمها ـ ترى من كان يريد الاطمئنان عليك يا عزيزتي ؟
أنا شخصيا أريد الاطمئنان على بلدي، فهو مثل تلك الطالبة، خارج من الدرس الأصعب في تاريخه؛ الأميركان خرجوا ونحن دخلنا الصفّ لنتعلم، فلننصت جيدا لمخاوفنا ولنؤجل المزايدات والعنتريات إلى حين. مصلحة بلدنا فوق كل المصالح وحتى المبادئ..وتعسا لأمثال زوجة موزان.
http://www.alsabaah.com/ArticleShow.aspx?ID=18880#.TvWeDgYJEJo.facebook
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة