العراقُ بَلدُ الفُسيفساء أَلجَميلّ .. هَل سَينتهي قَريبا ؟

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 05, 2016, 09:31:51 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

العراقُ بَلدُ الفُسيفساء أَلجَميلّ .. هَل سَينتهي قَريبا ؟     
   


برطلي . نت / بريد الموقع

فريد قرياقوس داود


قتل وتهجير وإباده جماعيه والاستلاء على الممتلكات وإختظاف وسبي النساء اصبحت هذه المفردات عناوين سوداء تلاحق المكونات الاصيله للشعب العراقي من مسيحيوالعراق الكلدان والاشورين والسريان والايزيديون والصابئه المندائيون وهم بناة حضارة وادي الرافدين واول من علموا البشريه الكتابه والعلوم والفنون اذ ان سنتين مرّتا على اكبر جريمة في عصرنا هي جرائم القتل والاباده الجماعيه والعمل على اقتلاعهم من جذورهم وذلك باجتياح مدنهم بجبل سنجار وسهل نينوى واخلاء مدينة الموصل من المسيحيين وهم الان يعيشون حالة من البؤس والحرمان في مخيمات لا تتوفر فيها ابسط متطلبات الحياة لهؤلاء البشر الذين نزحوا مجبرين  تاركيين بيوتهم واموالهم هاربين من بطش ارهابي داعش باحثين عن الامان وما زال الكثيرمن ابناء هذه المكونات يعيشون في المخيمات وفي حالة مزريه تَفتقدُ الى ابسط مقومات المعيشه اضافة الى سرقة محصصاتهم من قبل  الفاسدين وما زالت الكثير من مدن سهل نينوى محتلة من قبل ارهابي داعش ..
وهذه اول مره في التاريخ اصبحت الموصل ومدن سهل نينوى خاليه من سكانها المسيحيين بعد تهجيرهم وارتكاب جرائم القتل والاباده بحقهم ولاكثر من عامين والتي اغتصبت من قبل ارهابي داعش و ان حكام العراق الفاسدين والطائفيين من احزاب الاسلام السياسي والعالم المتمدن (اوربا وامريكا والامم المتحده ) يتفرجون على مأساتهم وان الكثير من هؤلاء المساكين هاجروا الى دول تركيا ولبنان والاردن وهم تحت رحمة الامم المتحده ينتظرون التوطين في الدول الاوربيه وكندا وامريكا واستراليا ولكن دون نتيجه سوى الانتظار المُملِ وخسارة مدخراتهم و يتمُّ اسغلالهم ابشع اسغلال من حكام الاردن ولبنان وتركيا والبعض من ضعاف النفوس ليزيدوا الالام على مأساتهم الانسانيه والبعض منهم اصبحوا طعاما ووجبات شهيه لاسماك القرش في البحر وهم في طريقهم للوصول الى الدول الاوربيه اضافة الى ابتزازهم من قبل مافيات النهريب .
كما وان المافيات الاجراميه التي تحتمي بالاحزاب الطائفيه للاسلام السياسي من حكام العراق هي الاخرى قامت بسلب والاستيلاء على ممتلكات المسيحيين والايزيدين وتصفيتهم جسديا طمعا في اموالهم وممتلاكاتهم في بغداد و طاردوا الصابئه المندائيون في بغداد ومدن جنوب العر اق تحت سمع وبصر حكام العراق حيث ان الكثير منهم انتقل للعيش في كردستان العر اق والتي توفر لهم الامان ...
ان لهذه المكونات لها امتدادت تاريخيه لاكثر من 5000 عام في ارض العراق والتي كان تسمى بسكان بلاد ما بين النهرين الذين اسسوا اجدادهم ارقى حضارة في العراق القديم
ولكن السؤال هل سيخلوا العراق من هذه المكونات الاصيله في العراق مثلما تمّ اخلاء اليهود العراقيين تماما والذين لهم ايضا امتدادت تاريخيه لاكثر من 2500 عام بعد ارتكاب جرائم بشعه بحقهم من قتل ونهب ممتلاكاتهم وتهجيرهم في عام 1941 والذي سمى بعام الفرهود من قبل الغوغاء بتشجيع من العناصر الشوفينيه واسقاط الجنسيه العراقيه في عام 1951 من قبل النظام الملكي حيث خَلا العراق منهم تماما ...وبذلك سيتحول العرق عما قريب ولاول مرة في التاريخ الى بلاد بلا سكان ما بين النهرين.خاليا من سكانه الاصلين ومن هذا الفسيفساء الذي كان يشكل النسيج الاجتماعي الجميل والذين تعايشوا لاكثر من الفي عام بالرغم من مرور العراق باضظرابات وقمع وفي فترات متعدده من تاريخه فان هذه المكوانات الاصليه صمدت بوجه التحديات ودورات العنف التي طالت وجودهم خلال تاريخهم الطويل ولكن في السنوات الاخيره بسبب بطش ارهابي داعش وحكام العراق الفاسدين وغياب القانون والامان والعنف الطائفي اصبحت اكثر عنفا ودموية لترتكب بحقهم جرائم القتل والاباده جماعيه واعتقد حتى  وان تحررّت مدنها  من ارهابي داعش سيكون مستقبلهم مجهولا في ظل التعايش القلق مع جيرانهم بسبب انتشار فكر وثقافة ارهابي داعش وتجذر الطائفيه في المجتمع العراقي اذ سيستمرالعنف الطائفي ضد هذه المكونات حتى بعد التخلص من ارهابي داعش مستهدفة وجودهم

     فريد قرياقوس داود
      5-7- 2016