دار مار الياس لرعاية المسنّين في حلب واحة في جحيم الحرب الانقسام السياسي انسحب إ

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 06, 2013, 09:50:44 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

دار مار الياس لرعاية المسنّين في حلب واحة في جحيم الحرب
الانقسام السياسي انسحب إليهم بين متعاطف مع المتمردين ومناهض لهم



بقايا كنيسة في سوريا استهدفها متشددون

/ايلاف

رغم حرمان دار مار الياس لرعاية المسنين في وسط حلب من الكهرباء والهاتف منذ ستة أشهر، إلا أنها ما زالت واحة أمان في مدينة كبيرة عصفت بها حرب مدمّرة. وإذ يضمر بعض سكانه الحقد على المتمردين، الذين أدخلوا الحرب إلى مدينتهم، يعمد مسنون إلى كيل المديح للقائد حطاب الزعيم المحلي للجيش السوري الحر الذي يزورهم باستمرار.

--------------------------------------------------------------------------------

حلب: يعمد المسيحييون في هذه المدينة وبعض المحسنين الأثرياء ومتمردون إلى تقديم مواد غذائية وأدوية إلى المسنين العشرة في دار مارالياس في حلب يوميًا.

يتألف دار مار الياس، الذي تأسس في 1963، من عشرين غرفة، تحوط برواق خلف باب من الحديد الأسود، في شارع ضيق يتناثر فيه الحطام والخرطوش الفارغ. وهي تقع على بعد أمتار من خط الجبهة بين الجيش والمتمردين، الذين يخوضون حرب عصابات في المدن منذ الصيف.

قالت الأخت صونيا (75 عامًا) الام الرئيسة لهذه المؤسسة "نستقبل المتروكين والمحتاجين". وأضافت إن الدار "واحة للاستفادة من الحياة". وذكرت إيفان وهبة (66 عامًا)، التي انضمت إلى الدار قبل تسع سنوات، لأنها عجزت عن دفع إيجار منزلها "إذا ما شعرنا بالجوع فثمة دائمًا شيء نأكله".

وقال ميشال الأوبري (53 عامًا) الذي لجأ إلى دار مار الياس مع زوجته صاربي ماغاريان، عندما أصابت قذيفة منزلهما "نحن مجموعة صغيرة، لكننا نشكل كتلة ونتساعد. وهذا ما يجعلنا أقوياء".

يقوم طبيب أحيانًا بزيارة الدار "وثمة مستوصف صغير قريب"، كما قالت الأخت ماري. وأضافت "إذا ما احتجنا إلى الأدوية أو التحاليل، تدفع الطائفة المسيحية كل التكاليف الطبية". وغالبًا ما يلتقي نزلاء الدار لتجاذب أطراف الحديث حول فنجان من القهوة في الغرفتين المشتركتين الوحيدتين اللتين تنعمان بالدفء المنبعث من مواقد الحطب في الدار.

لكن قرقعة آلة الحرب ليست بعيدة. وقالت الأخت ماري "نسمع إطلاق النار وأصوات الانفجارات على مدار الساعة. وعندما لا نسمع أصوت إطلاق النار يساورنا القلق". وقال ميشال الأوبري، الذي يؤكد أنه لا يغادر الدار إلا لشراء مواد غذائية، "تخيفنا كثيرًا القنابل والمعارك، وأحيانًا نسمعها قريبة جدًا من الدار. ساعتئذ يتعذر عليّ أن أخلد إلى النوم". وأضاف "قبل أيام كنت أمشي في الشارع فلامست رصاصة قناص قدمي".

لم تنج الدار نفسها من الحرب. فقد دمّرت قذيفتان سقطتا على المبنى المجاور، نوافذها وباب المدخل. وأوضحت الأخت ماري أنه "يقع حطام كل يوم في الباحة عندما تنفجر قذائف على مقربة" من الدار. وتعرب عن الأسف لتعذر حصولها على أخبار عمّا يحصل في بقية أنحاء البلاد. وقالت "نحن معزولون عن العالم".

على رغم المخاطر، تسهر هذه الأستاذة السابقة للغة الانكليزية بكل ما أوتيت من قوة ونشاط على المسنين في الدار. وتقول "عندما أنزل إلى الشارع أرى القناصة، وأقول لهم ألا يطلقوا النار عليّ".

قبل الحرب، كان المسنون يستقبلون ذويهم "لكن مع اندلاع المعارك، يخافون من المجيء لزيارتنا. ولا نستطيع تغيير الدار، ليس لدينا مكان آخر نذهب إليه. في أية حال، الحرب تشمل كل أنحاء حلب".

وإذ يضمر بعضهم الحقد على المتمردين، الذين أدخلوا الحرب إلى مدينتهم، يعمد مسنون إلى كيل المديح للقائد حطاب الزعيم المحلي للجيش السوري الحر الذي يزورهم باستمرار.

وقالت صاربي ماغاريان "يجلب لنا المتمردون الخبز الطازج يوميًا، يعاملوننا معاملة جيدة". وأكدت "هم مسلمون، ونحن مسيحيون، لكن يجب ألا يكون ديننا سببًا للانقسام. نحن جميعًا أخوة".

خلصت الأخت ماري إلى القول "نصلِّي كل يوم من أجل السلام. وعندما تقترب القذائف، نختبئ في الكنيسة، لأنها أكثر الأماكن أمانًا في الدار".