مشاكســة طــــرد الرؤسـاء والبرلمانييـن/مال اللــه فــرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 11, 2018, 12:50:30 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكســة
طــــرد
الرؤسـاء والبرلمانييـن     
   


برطلي . نت / بريد الموقع
 
مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com



مثلما تنذر مواسم الشتاء غالبا بفيضانات عاتية ، كذلك امست الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في عصرنا الراهن مواسما خصبة لامطار كثيفة من الدعايات الانتخابية  تغرق مساحات المدن والشوارع والجسور والبنايات والأسواق في البلدان المعنية باعتى طوفانات الكذب والدجل والخداع من قبل المرشحين الفاسدين وصورهم ، حيث تنهال مليارات الوعود الوردية والذهبية والماسية عبر الخطابات والتصريحات والبيانات والندوات والتجمعات التي تمثل موادا ومردودات مادية دسمة لاصحاب اجهزة الاعلام المختلفة والتي لو نفذ 10% منها لامست افقر الدول التي تمتهن التسول ربما تفوق سويسرا والنمسا والدانمارك ،بمستوى الرفاهية الاقتصادية والسعادة الاجتماعية التي يمكن ان تحققها عملية ترجمة هذه النسبة من الوعود الانتخابيةالورقية على الارض بانجازات وافعال حقيقية ، فضلا عن ان عملية توظيف 10% من اموال الدعايات الانتخابية سواء الشخصية منها ام من الاموال العامة في ميادين التنمية الوطنية ستؤدي ربما ، نظرا لضخامتها الى القضاء على البطالة والفقر والامية والتسول والتشرد لاسيما في البلدان النائمة والغائمة والمتسولة والمتوسلة والمنهوبة والمسلوبة والجائعة والخانعة ، لكنها بدل ذلك تنفق على صور المرشحين الذين يتفنن غالبيتهم برسم ابتسامات عريضة على وجوههم وكأنه يسخر بها من بلاهة بعض الناخبين السذج الذين قد تخدعهم تلك الابتسامات المصطنعة وما تخفيه وراءها من وعود كاذبة في حين يدرك الناخبون الاذكياء ان اولئك المرشحين الفاسدين اصحاب الابتسامات العريضة لا يضحكون  لهم وترحيبا بهم لكنهم يضحكون عليهم لان اعادة انتخابهم وفوزهم سيعني مواصلة فسادهم ومواصلة هدر المال العام على مصالحهم الشخصية ، وبذلك تتحمل ميزانيات مثل هذه الدول البلهاء بحكوماتها الشمطاء المزيد من العجز بسبب كوارث نهب المال العام باساليب مختلفة  من قبل المرشحين الفاسدين لتمويل حملاتهم الانتخابية على حساب مصالح وحقوق الفقراء والمعدمين والمتعففين والمسحوقين.
الى ذلك ما تزال مواسم الحملات الانتخابية في دول العالم الثالث والخامس والعاشر بحظها العاثر تمثل واحدة من اضخم العروض المسرحية قاطبة التي تعرض في الهواء الطلق امام انظار الرأي العام وعلى الارض مباشرة وهي تجسد اعتى انواع الدجل والخداع السياسي عبر ممثلين فاشلين يحاولون تسويق اضخم قيم النفاق واستغباء الفقراء والمعدمين وسكان اكواخ الطين والصفيح والعشوائيات بمسرحياتهم (الانسانية) المضحكة المبكية في ستراتيجياتهم المفضوحة حول الانجازات والمكاسب (التاريخية) التي سيعملون على تحقيقها لاستعطاف المعدمين وجرهم نحو صناديق الاقتراع.
فهذا الناخب (المترف) مثلا يحمل اكياس البطاطا ليوزعها على المعدمين واخر يوزع البطانيات والمدافئ وثالث يحمل اطفال سكان الاكواخ بمنتهى (الانسانية) ليطبع على جباههم قبلاته(الحانية) التي ربما يكون بعضها اقسى وامر من قبلة (يهوذا) بعد ان سرق جزءا من حقوقهم ومن حصصهم من المال العام سواء عبر مشاريعه الوهمية ام عبر صفقاته الفاسدة ، وآخر يحاول استقطاب المراهقين باجهزة الموبايلات وكارتاتها ، في حين تكون حصص بعض رؤساء العشائر والمتنفذين في تلك الدولاكبر من ذلك بكثير تتخطى السيارات الى الارصدة في البنوك والتحويلات الخارجية والاتفاقات على حصص معينة في الصفقات المشبرهة ، اما الاتفاقات الضخمة بين بعض السياسيين الكبار ورؤساء الكتل والاحزاب والتحالفات في هذه الدولة وتلك فانها قد تتجاوز كل هذه المردودات والمنح والاموال التقليدية (المتواضعة) عبر رسم ستراتيجيات تقاسم السلطة والمال العام وربما رهن الاوطان والمصالح والثروات الوطنية لدى جهات دولية او اقليمية خدمة للمصالح (الوطنية) ، دون ان يسأل بعض هؤلاء المرشحين (النزهــاء) انفسهم اين كانوا خلال الاربع سنوات الماضية ولماذا لم يكلفوا انفسهم زيارة هؤلاء المعدمين سكان اكواخ الصفيح والطين ولو لمرة واحدة لتفقد احتياجاتهم والمساهمة في حل جزء ولو يسير من معاناتهم ، ويبدو ان انسانية هؤلاء المرشحين (الاصــلاء) لا تتفجر وتعرب عن نفسها هكذا وبهذه الصور (الملائكية) الا خلال الايام التي تسبق الانتخابات ، بل ان بعضهم ربما قام (ببرمجة) انسانيته وشحنها طوال الاربع سنوات لتكون جاهزة خلال ايام الدعايات الانتخابية فقط.
وبذلك فان تساؤلا مشروعا يطرح نفسه ، ان مرشحا او تحالفا في هذه الدولة او تلك يبعثر على دعاياته الانتخابية عشرات وربما مئات الملايين  من الدولارات ، كم يتوقع ان يجني من ورائها في حالة فوزه رئاسيا ام برلمانيا سواء بالطرق القانونية ام بأساليب الاستحواذ (اللصوصية) عبر الصفقات المشبوهة والفاسدة والحصص والنسب والمغانم والاساليب الاخرى المشروعة منها والممنوعة مستغلا مظلة (الحصانة) الرئاسية او البرلمانية؟؟؟
عليه، ونظرا لتكرار هذه المسرحيات (الوطنية) برومانسيتها الشفافة وبمشاهدها (الانسانية الرفيعة) في جميع المواسم الانتخابية وفي معظم الدول النائمه والساهمه والمتجهمه والغائمه وما تسببه من هدر للمال العام وزيادة معاناة الفقراء والمعدمين ومنح الحصانات للفاسدين والجهلاء والمتاجرين بمعاناة ومصالح وحقوق المسحوقين ، فانني اضع اقتراحا متواضعا ، وربما (عمليا) ، لكنه قد يكون بنظر البعض (خبيثا) او (مشاكسا) امامالمجتمع الدولي  وفقا لاعتبار ان العملية الانتخابية انما تمثل في ابسط قيمها واهدافها ومعانيها (عقدا) بين الشعوب والمرشحين سواء للرئاسة ام لعضوية البرلمان ، يستند الى هدفين اساسيين ، الاول مسؤولية الشعب في ان ينتخب من يراه  لتنفيذ الشعارات والالتزامات والاهداف التي اعلن عنها المرشح المعني ، والثاني مسؤولية المرشح في حالة فوزه في ان يلتزم بتنفيذ ما دعا اليه نصا لقاء الامتيازات التي سيمنحها الشعب له.
وبذلك ، فان الاقتراح يدعو المجتمع الدولي الى التحرك لوضع حد لمهزلة سرقة الشعوب وايقاف عرض هذه (المسرحيات) الفاسدة من خلال تشكيل لجنة دولية مختصة لها صلاحيات مجلس الامن ، مهمتها توثيق وعود وشعارات وبرامج كل المرشحين سواء للانتخابات الرئاسية ام البرلمانية في جميع الدول وتصديقها قضائيا والزام المرشحين بتنفيذها ، ومن ثم اجراء كشف دولي بعد انتهاء الدورة الانتخابية على ما تم تنفيذه من قبل الرؤساء والبرلمانيين ومنح كلا منهم من الرواتب والمخصصات وفق نسبةما قام بتنفيذه  فعليا من برنامجه الانتخابي واسترجاع الباقي لخزانة الدولة المعنية ، اما الرؤساء والسياسيين والبرلمانيين الذين تكون نسب انجازاتهم  (صفـــرا) فيتم استرجاع كامل ما استلموه من رواتب ومخصصات وبدلات حماية وسكن وسفر وعلاج وايفاد وسحب حصاناتهم  وطردهم من مواقعهم  بعد الاخذ بنظر الاعتبار المعوقات القانونية والمبررات التي حالت دون تحقيق فقرات ووعود البرامج الانتخابية  للمعنيين والتي ربما تكون  فوق  صلاحياتهم، هكذا نبني تجارب انتخابية نزيهة ورصينة وفعالة وحيوية ، ونشيد اوطانا مرفهة وشعوبا سعيدة.
بيد ان السؤال الحيوي الاهم الذي يطرح نفسه ، هل يعمد المجتمع الدولي الاقدام على هكذا اجراء قانوني عملي حازم يحفظ للدول كرامتها وللشعوب حقوقها ، ام ان للمصالح السياسية والاقتصادية للدول الكبرى التي تعيش على تناقضات ومشاكل واحتياجات وفوضى الدول الصغرى والمتخلفة رأي اخر ؟؟؟