الى امرأة مضروبة../د. تارا إبراهيم

بدء بواسطة برطلي دوت نت, ديسمبر 11, 2019, 08:17:35 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الى امرأة مضروبة..


برطلي نت/بريد الموقع
د. تارا إبراهيم
ترددت في كتابة هذه المقدمة ونشرها في يوم مناهضة العنف ضد المرأة التي في الحقيقة لا تعني لي شيئا كون مناهضة العنففي هذه البقعة من العالم التي تعتبر من أشرسها ضد المراة أمر شبه مستحيل..في هذا اليوم البائس، تزداد فيه الندوات والفعاليات والخطابات لدعم المرأة ..في مجتمع قبلي عشائري يتم فيه إضطهاد المرأة الضعيفة الهشة التي ليس لديها خيار آخر غير الخضوع للعادات والتقاليد البالية وفي الوقت نفسه، تحارب فيها المرأة القوية المتعلمة والمثقفة كون الرجل الشرقي لا يود أن تكون المرأة ندا له..فكيف اذا للمرأة ان تطالب بحقوقها؟ لانهاإن فعلت فهي في الحقيقة تثقل من أعبائها وتزيد من مسؤوولياتها، ففي كلتا الحالتين هي الخاسرة...
بعيدا عن الترهات التي ترددها المنظمات المدنية والحركات النسوية والناشطين في حقوق المرأة، هل هنالك شيء تم تحقيقه  في هذا المجال ؟ طبعا الموضوع عميق وحساس جدا وله أبعاد مختلفة يجب ان يتم دراستها فعليا وليس فقط نظريا...ولكن السبب الحقيقي الذي دفعني أن أكتب هذا المقال هو سماعي وبالصدفة لاغنية فرنسية لكاتبها ومغنيها (بيير بيريه) الناشط في حقوق الانسان والمرأة بالذات..فأغاني هذا الفنان مستلهمة من الواقع وكتبت كلها كقصائد تحرك المشاعرالانسانية..فكرت حينها ما هو دور الفنانين والذين يطلقون على أنفسهم فنانون ملتزمون بقضية المرأة ومعنيون بكل مشكلاتها، فالفن له دور كما السلاح..اخترت ان أترجم القصيدة الثانية بعد قصيدة "الصغيرة الكوردية" لهذا الفنان التي غناها بشكل رائع.
الى امرأة مضروبة..
حتىالموتبإسمالحبضُربت
يبدوأنهأمرشائع هذه الايام
وظيفةالمرأةليستبسهلة
عندماتكونزوجةرجل صعب
لكنالتي يدينها بتهمة الخيانة
لازالت تحب هذا الحطام
الذي يضربها بكل عنف

*         *          *
فيمركزشرطةالحي
امرأةمتورمةوزوج
يقفانأمام ضابط
يتنهد الضابطويقول "أنت مجددا؟!
زوجكالحاضر،سيدتيالعزيزة،
يدعيأنكتختلقينالمشكلات
لماذاتصنعين كل هذه الدراما؟
أنتلا تبدين  امرأة سيئة!"

*         *          *
زوجك يدعي أنك تقتصدين من
النسيجالذييخفيمنحنياتك
فيضربه لك هو فقط تهدئة لاستيائه
ارجعاإلىالسرير
كل المشكلات تحلعلىالوسادة
فالجيران لن يحتجوا
لمعرفتهم سبب صراخك و آهاتك...

*         *          *
لطالماأنالاعتداءحميد
الجروحالمفتوحةأوالكدمات،
بالنسبةلنانحن الشرطة
التعليماتليست الا قليلة..
إذاكتم انفاسكتحتاللحاف،
إذاخنقكبيديه،
يمكننافتحالتحقيق حينها،
على الاقل لن تموتي من اجل لا شيء!!

*         *          *
لجميعالنساءاللواتييتعرضنللضرب
ولجميع النساء اللواتي صمتن ويصمتن
اللواتي ضربنحتىالموتمنقبلأحمق قذر
أهديهذهالقصيدة