مفهوم الله والاقانيم الثلاثة

بدء بواسطة matoka, فبراير 06, 2012, 06:53:38 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

مفهوم الله والاقانيم الثلاثة


" في البدء كان الكلمة والكلمة كان لدى الله والكلمة هو الله. كان في البدء لدى الله، به كان كل شيء وبدونه ما كان شيء مما كان"  (يوحنا 1:1- 3 )




عبدالاحد قلو


بهذه الآية الرائعة في تكوينها وفي عمقها الفلسفي واللاهوتي ايضا ، ابتدأ القديس يوحنا الحبيب بكتابة انجيله الذي وردت تلاوتها في قداس  الاحد الثاني من اسبوع الدنح من هذه السنة.  ان هذا الموضوع المرتبط بوحدانية الله والعلاقة بين الاقانيم الثلاثة التي يتطلب استيعابها وعلى مستوى تفكير البشر لابد من الاستعانة بأمثلة ونماذج نستطيع من خلالها ان نقرب للقاريء الكريم ماهيتها لأستيعاب الممكن منها ومن واقعنا الانساني . ويمكن تشبيه العلاقة التي تربط  الاقانيم الثلاثة ببعضها مع استقلالية كل كيان لحاله، بالمادة التي تتمثل بثلاث حالات التي هي الصلبة والسائلة والغازية وكل منها لها كيانها وشكلها ولكنهم تحويهم تسمية المادة جميعهم التي تظهر في الطبيعة بهذه الحالات الثلاثة . وعليه فأن الكلمة التي (هو المسيح)  والاب ايضا موجودان منذ الازل والروح القدس المتمثل بالمحبة الالهية بين الاب والابن الذي هو ازلي ايضا وبذلك يصبح الله جوهرا واحدا ظهر لنا بهذه الحالات الثلاثة، وهذا واضح في صلاة يسوع الكهنوتية في الانجيل بحسب يوحنا عندما قال يسوع لأبيه" لأنك احببتني قبل انشاء العالم ".
ونستطيع ايضا ان نشبه هذه العلاقة ايضا بالشمس التي هي واحدة ايضا بشكلها القرصي الدائري وحرارتها المنبعثة منها مع النور الساطع منها ايضا. وهذه الصفاة الثلاثة مندمجة مع بعضها لتكون لنا الشمس الباعثة لنا طاقة الحياة على هذه الارض. وهذا هو التشبيه الذي وصفه البطريرك طيماثاوس الاول في شرحه للثالوث في الحوارالذي جمعه مع الخليفة العباسي المهدي. ان وحدة الله ليست وحدة اجزاء مفصولة، لكنها وحدة اجزاء متميزة لان اشخاص اواقانيم الثالوث الاقدس الثلاثة متميزون ولكنهم ايضا متداخلون في وحدتهم للحالة التي لايمكن فصلهما لثلاث كيانات لكون كل اقنيم متكامل  في شخصه ومع الاقنومين الاخرين ايضا.
ان وجود الله والعلاقة بين الاب والابن والروح القدس التي تشكل وحدانية الله، لايمكن حصرها ضمن نطاق العقل البشري اي بمعنى لايمكننا استخدام معادلات او براهين رياضية لفهم هذه العلاقة، ولو امكن ذلك لأنتفت الحاجة الى وجود الله الذي نؤمن بأنه الروح الازلية الخالقة لهذا الكون (وبه كان كل شيء وبدونه ما كان شيء مما كان) هذا ما ورد في الآية الموجودة في مقدمة هذه المقالةاعلاه. هنالك نوع من التشبيه من الناحية العلمية بعلاقة الاب والابن ببعضهما وبالاخص في علم الرياضيات  بأن الجزء من المطلق او الذي لانهاية له، هو ايضا سيكون مطلق مالانهاية له ايضا. وعليه لأن المسيح الذي هو كلمة الله وروح منه بمعنى ان المسيح الذي هو الكلمة الابن الذي هو ايضا روح منه اي جزء من الروح المطلق، سيكون ايضا مطلق لانهاية له.
ان هذه العلاقة (الله في ثلاثة اقانيم) ندركها من خلال ايماننا  بوجود الله خالق الكون المنظم والمسير له وباعث الحياة لنا نحن البشر على هذا الكوكب السيار مع الكواكب والنجوم الاخرى السيارة كل وفي مساراتهم وبتنسيق وتنظيم وتوقيت توصلوا الى ذلك علمائنا عبر ردح من الزمن، مبينين لنا مجد الله.       
وان الاهم من ذلك هو الكتاب المقدس الذي بعثه الله الينا من خلال انبيائه الذين مهدوا الطريق لمجيء المسيح الذي شهد بوجود الله وبأقانيمه الثلاثة :" فأن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة، الاب والكلمة (الابن) والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد"  يوحنا( 5: 1-7). وكذلك عندما قال لتلاميذه بعد قيامته من الاموات :" فأذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم بأسم الاب والابن والروح القدس" ( متى 19: 28).
ولكي نشعر بهذا الوجود، نتلمس ذلك من خلال المحبة الالهية "الله محبة" (يوحنا 8:4) التي هي في طبيعة الله  الواحد المثلث الاقانيم الكاملة المستمرة فيما بينهم والتي انعكست هذه المحبة علينا، عندما بذل ابنه الوحيد فداءا بدمه ليخلصنا من شر الخطيئة ويكون ثمنا للمصالحة مع الله الذي يريدنا ان نتنعم بملكوت مجده .                     


عبدالاحد قلو



وصل الينا عبر بريد الموقع
Matty AL Mache