تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

الحامض حلو والعملة المهربة

بدء بواسطة Hikmat Aboosh, ديسمبر 06, 2015, 03:14:20 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

Hikmat Aboosh

لم تكن كلمتا(الحامض حلو)غريبتان عن الأذن العراقية حين كانت تسمعها من الفنان المبدع فاضل عواد وهو يؤدي اغنيته الشهيرة (لاخبر) ولكن الغريب ان يبدأ الدكتور هيثم الجبوري عضو اللجنة المالية البرلمانية حديثه بهما وهو يشير الى اساليب الفاسدين واللصوص في تهريب العملة عندما قال ان احدهم :اشترى(الحامض حلو) ب(28) مليون دولار اي مايقارب ال(31) مليار دينار عراقي وليس هذا فقط بل ان حقيبة التجار المزيفين السوداء كانت مليئة بالصكوك الطيارة حيث اشتروا من السكر كميات تكفي لتحلية مياه دجلة والفرات وجعلها (شيرة)واشتروا من حديد التسليح مايكفي لتسقيف العراق كله بكتلة من الكونكريت من زاخو حتى الفاو ومن التلفازات مايكفي لان يكون في كل بيت عراقي جهازان او ثلاثة منه ودعك عن (الدشاديش).ان ماتتميز به هذه الصكوك هو غزارة المواد المشتراة وغزارة أثمانها بالدولارات وأكد حدوث هذا (الفلتان)في التجارة المزيفة النائب عبد الكريم عفتان عضو لجنة النزاعة البرلمانية يوم(23)تشرين الثاني الجاري على قناة البغدادية عندما كشف ان مواد كثيرة اشترتها شركات متعددة بملايين الدولارات من اكسسوارات وثياب وابواب خشبية وسكر وحديد تسليح وآثاث وغيرها من مواد متعددة وعندما سال عن حقيقة السندات والصكوك المستعملة أجاب :ان80ـ85%منها مزورة وقد سبق النائبين نواب آخرون حذروا من ان عمليات تهريب العملة الصعبة (الدولارات)تجري بهذه الطرق الملتوية منهم النائب مسعود حيدر العضو الاخر في اللجنة المالية البرلمانية والنائب المستقل محمد الطائي وقالا :ان مصارف كثيرة تقوم بتهريب العملة ومنها الهدى واربيل والشرق الاوسط وان مصرف الهدى قام بتحويل مايساوي6،455مليار دولار الى اردن وهو مايقارب موازنة الاردن السنوية وهذا التهريب هو أحد أسباب العجز الذي تعانيه الموازنة العراقية لعام2016والذي يقدر بأكثر من اثنان وعشرين ترليون دينار ومن اجل سد هذا العجز فستلجأ الحكومة العراقية الى اقتراض6مليارات دولار من قطراو البنك الدولي او المصرف الدولي .ولكن ماكشفه النائب عادل نوري الناطق باسم لجنة النزاهة البرلمانية ان عمليات تهريب الدولارات لم تنته لحد الان رغم الكشف الفاضح لمصارفها واشخاصها عندما قال يوم الاربعاء25تشرين الثاني الجاري في قناة البغدادية ايضا :من ان مسؤولآ كبيرآ في حكومة العبادي الحالية قام خلال 2014بسحب (467)مليار دينار بصكوك مزورة ولم يحاسب او يلقى القبض عليه بحجة مجهولية محل اقامته.ان كل هذه الحقائق الدامغة تؤكد لنا ثبات اهدارالمئات من مليارات الدولارات التي تكلم عنها كل من بهاء الاعرجي وعادل عبد المهدي والدكتورة ماجدة التميمي وغيرهم الكثير من المسؤولين الكبار ،وهنا نسأل ماذا يعني كل هذا؟والجواب انه يعني ان تقوم الجهات الرسمية المعنية بواجباتها بشكل حازم وسريع والا فان العراق ستصاب ميزانيته بخواء حقيقي ويصبح عاجزا عن القيام بواجباته الاساسية كدولة وخاصة ونحن نواجه ظروفا عصيبة وتحديا مصيريا هو تحدي الدولة النازية الجديدة (داعش) وتحدي (دواعش الداخل) الذين رغم عدائهم للجماهير فهم يرتدون الاقنعة الطائفية والاثنية المزيفة فالجهات المسؤولة وفي طليعتها الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء الذي عليه ان يترك التردد وينحاز الى جانب الشعب المظلوم وأبنائه المتظاهرين الذين لايطالبون الا باصلاح حقيقي وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة ضد الفاسدين واللصوص الذين أوصلوا العراق الى حافة هاوية عميقة لاخلاص منها .ان الجهات المسؤولة كلها عليها ان تشمر عن سواعدها في البرلمان ولجانه ،النزاهة والمالية والاقتصاد والاستثمار وغيرها اضافة الى المحكمة الاتحادية والادعاد العام  والرقابة المالية وهيئة النزاهة من اجل انهاء حالات الفساد والسرقة والقضاء عليها في كل اشكالها واعادة الاموال المسروقة وتقديم اللصوص والفاسدين الى القضاء لينالوا جزائهم العادل وفي الجانب الاخر البدء بارساء أسس حكم ديمقراطي حقيقي يحظى بتاييد كل الشعب.

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة