أردوغان/ " نعم " لبداية النهاية !!! /*عبدالجبارنوري

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 03, 2017, 09:50:07 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

أردوغان/ " نعم " لبداية النهاية !!!       
   

برطلي . نت / بريد الموقع

*عبدالجبارنوري



الأستفتاء يوم الأحد الماضي 16-4-2017 فاز فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في التعديلات الدستورية بفارقٍ ضئيل حيث تقدم معسكر " نعم " على معسكر " لا " بفارق 25-1 مليون صوت وأظهرت النتائج وفق وكالة الأناضول التركية نسبة التأييد للتعديلات الدستوري بلغت 32 /51 % فيما بلغت نسبة الرفض 68/ 48 % وذلك بعد فرز 40/ 98% من الأصوات المدعوة للأدلاء والبالغة 3/55 مليون ناخب ، بالتأكيد أنّها صلاحيات غير مسبوقة ومعززة ومشرعنة حسب نتائج الأستفتاء الحكومي المزعوم ، وأنتهى الجدال المستمر منذ 200 عام ، والمزمع تنفيذها عام 2019 والذي حدد تحول الدولة التركية من نظام برلماني إلى نظام رئاسي ، مع تمتع رئيس الدولة بصلاحياتٍ واسعة ٍ جداً ، ألغاء صلاحيات رئيس الوزراء مع ذهاب صلاحياتهِ لرئيس البلاد  من حصة رئيس الدولة تعيين الوزراء وكبار رموز الدولة ، حصر فيتو ( الطواريء ) بيد رئيس الدولة بدون الرجوع للبرلمان ، ويحق لهُ أعلان أنتخابات مبكرة للرئيس والبرلمان ، زيادة عدد النواب مع خفض شرط العمر . أطالة حكم الرئيس إلى 2029 .
ولاحظتُ في تعليقات الكثير من داعمي أردوغان هذه النقاط : 1- الكثير ممن يصفقون لداعش من سياسي الدعشنة هم من المحتفلين والمرحبين بهذا الفوز الغث . 2- يهاجمون الديمقراطيين والمدنيين بضراوة وشماتة بدون رد منطقي . 3- وكلما أنتشرت علامات النزعة الدكتاتورية والسلطوية لأردوغان أرتفع ( بوّق ) أعلامهم : ما دام في رؤساء العرب دكتاتوريين فلم لا يكون أردوغان دكتاتوراً ً؟ . 4 – أن هذا الفوز جاء من الريف التركي الساذج والولاء لعثمةالماضي ، بينما كانت المدن الكبيرة كأسطنبول وأنقرة وأزمير والمدن الأخرى عارض سكانها تلك التعديلات الشخصية المفصّلة على مقاس إردوغان .
يظهر أن هذا الرجل مشبع حد النخاع بشوفينية العثمنة المتزمتة من موروثات أسلافه سلاطين أيام زمان ، بدأ مسيرتهُ السياسية مع المتشدد الأصولي الداعشي " عبدالله غول " وشاركهُ في تأسيس الحزب الأخواني " التنمية والعدالة " الذي هو الوجه الثاني لعملة داعش المزيّفة ، فكان أنقلاب يوليو 2016 الورقة الرابحة لأردوغان بل فرصة العمر ليمسك البلاد بيدٍ من حديد في تنظيف الدولة والجيش وتجريدهما من الولاء التأريخي لعلمانية كمال أتاتورك ، لذا طبق حصاراً مفرطا وبميكافيلية شديدة ليشمل معارضيه وخصومهُ السياسيين وتمشيط الميادين السياسية والأعلامية والبرلمانية والحزبية والعسكرية والأمنية والأقتصادية والتعليمية والقضائية ، فتشبه بهتلر وموسوليني وصدام ونيرون روما وفرعون مصر وفرنكو أسبانيا وباتيستا كوبا الذين جعلوا من الأستبداد والطغيان مساراً ونهجاً لبقائهم ، وبهذا النهج الأردوغاني يعتبر توجيه أكبر أهانة للمؤسسة العسكرية منذ مئة عام وسوف يثأر لكرامته المهانة عاجلا أم آجلا.
تداعيات وتجليات الأستفتاء/*من نزعات الدكتاتوريين التسرع وعدم الحساب للمستقبل القريب والبعيد مقترنة أحياناً بالهلوسة والهذيان ليمسك بصناديق الأقتراع بيد والتصفية والتطعير التعسفي بيد آخر والضرب الغير مسموح تحت الحزام – خاصة بعد الأنقلاب العسكري المزعوم- لكي ينتزع الشرعنة وبأية طريقة كانت وحتى في ظروف تركيا اليوم المليئة بالتعقيدات .**أنقسام تركيا على نفسها طوعاً لنتائج الأستفتاء إلى علمانيين في الحضر التركي حسب علمانية أتاتورك الأوربية وتابعين بدون رأي في الريف التركي وهم بالأصل متدينين ومتأثرين بتقاليد ذكوريّة أبويّة .***زادت في تعقيد العلاقات مع الأكراد وبصراعات سياسية مزمنة حادة تأريخياً . ****فشله في تصفير العلاقات مع دول الجوار لا بل أدخل تركيا في بؤرة أزمات العراق وسوريا ومصر لتلوثه بداء العظمة سايكولوجياً بعد الفوز المرْ .** * تأثر العلاقات التركية الدولية وخاصة الألمانية والهولندية والأتحاد الأوربي بردود أفعال متباينة سريعة وعلى نار هادئة والتروي في أعادة فلترة تلك العلاقات ووقف المفاوضات الساعية لدخول تركيا للأتحاد الأوربي.***. تقدم معسكر نعم المؤيد للتعديل الدستوري سوف يوّسع من صلاحيات أردوغان فهو مشروع خلافة للمسلمين تحت حكم السلطان أدوغان . ** * وكانت نتيجة الأستفتاء: هي فوبيا أردوغان من الديمقراطية وحقوق الأنسان والقساوة المفرطة على الشعب التركي يجعل من أصوات المعارضة أن تحكم عليه بأنهُ ليس تركيا!!!. ***وأن الملايين من الأتراك صوتوا من أجل دعم الديمقراطية في تركيا بالرغم من الأجراءات التعسفية والأعتقالات والتضيق على الصحافة .***وأن الفارق الضئيل في الأستفتاء يعني أن الشعب التركي (حي) وأن هناك من يقول للسلطان أردوغان " لا ".***أعتراضات حزب الشعوب الديمقراطية الكردي طعن بنزاهة الأنتخابات ، وهم بصراعات سياسية تأريخية متأزمة تنتظر الحل وليس التعقيد .***طعون المعارضة التركية وأتهام الحكومة بالتزوير والتدليس وتقديم شكوى ألى المحكمة المختصة برقابة الأنتخابات. *** ضياع أمل تركيا في الأنظمام للأتحاد الأوربي وألى الأبد حيث كتبت صحيفة ( هوفينفتون) الألمانية كتب في عمودها ( كلوكنز ) في يوم أعلان النتائج : أن باب الأنظمام أوصد بشكلٍ نهائي ، والمساعدات المالية لمرحلة قبل الأنظمام تعد الآن في حكم الملغاة ، وأن أعضاء الأتحاد يطرحون سؤالا:كيف يمكن أن نورّد معدات التسليح ؟ لمثل هذا البلد الذي لا يمكن التنبؤ بسياسته داخلياً وخارجياً.
أخيراً/ أن العديد من الخبراء السياسيين والأستراتيجيين منهم الأكاديميين الأتراك ، والذي نقرأهُ في سياسة وأقتصاد تركيا والتركيبة السايكولوجية المضطربة والسادية والمتشددة الراديكالية { أن الجمهورية التركية قد أقتربت من نهايتها من حيث نظام الحكم والمباديء التي تقوم عليها ، وأن يوم 16 أبريل هو بداية النهاية كونه يوم شُرّع فيه لحكم الفرد ، معتبراً أن هدف حكومة حزب العدالة والتنمية في البلاد هو تصفية الحساب مع مباديء الجمهورية التركية التي تأسست عام 1923 ------
*كاتب ومحلل سياسي عراقي مغترب