مؤامرات الجبوري وهدايا الكربولي ووصايا المالكي أطاحت بالعبيدي

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, سبتمبر 10, 2016, 07:05:42 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

مؤامرات الجبوري وهدايا الكربولي ووصايا المالكي أطاحت بالعبيدي


هارون محمد
إذا صح ما تتناقله الأوساط السياسية والنيابية في بغداد، عن صرف مكافآت مالية للنواب الـ142 الذين صوتوا على سحب الثقة من وزير الدفاع خالد العبيدي، فإن ذلك يعزز الاتهامات الموجهة إلى البرلمان العراقي، بأنه لا يمثل غير مصالح أعضائه الذين أثبتوا أنهم لا يصلحون لتمثيل الشعب تحت قبة تشهد مساومات وابتزازا وصفقات وفق طريقة (شيلني وأشيلك) التي باتت منهجا سائدا يحكم مسار الطبقة السياسية ويفرض شروطه بالقوة والإغراء.
وليس دفاعا عن العبيدي الذي أحمل شخصيا انطباعا سلبيا عنه، كشخص بلا وفاء، لرجل لم يكن يعرفه إلا بالاسم، ساعده وأرسل إليه طائرة خاصة نقلته من الموصل إلى عمان بعد تعرضه لمحاولة اغتيال عقب انتخابات 2010، حيث تلقى علاجا واستمتع استجماما في مستشفيات ومنتجعات العاصمة الأردنية على نفقة الرجل الكريم، وعاد إلى مدينته (صاغ سليم) ولم يسأل منذ ذلك الوقت ـ مجرد سؤال ـ عمن وقف معه في محنته وتكفل بإجراء عمليات جراحية له أزالت شظايا عبوات القاعدة التي انتشرت في جسمه، من قمة رأسه إلى أسفل ساقيه، وليس أيضـا تعاطفا معه ضد خصومه، إلا أن عمليـة سحب الثقة منه في مجلس النواب، لم تكن سليمة في مقاصدها ولا علاقة لها بالمصلحة الوطنية، كما ادعت حنان الفتلاوي التي استبشرت بإقالته ورفعت إصبعيها عاليا علامة النصر، وهي صاحبة شعار (سبعة في سبعة) الطائفي الشهير، أو كما طار فـرحا نائب (القيارة) أحمد الجبوري، العضو في كتلة يقودها مموّل لأجهزة كشف المتفجرات الفاسدة في عهد المالكي.
وصحيح أن وزير الدفاع استقطب تأييدا عاطفيا من الجمهور، لكشفه مساومات أشقاء سليم الجبوري وخاصة مرافقه الخاص إياد الذي سبق له أن اعتدى على عراقي من آل طبرة في طائرة ركاب كان على متنها رئيس البرلمان وزميله محمد الحلبوسي إلى عمان قبل شهور، وكاد يتسبب بكارثة جوية، وصحيح أيضا أنه فضح ابتزاز مستشاريه التجاريين هيثم شغاتي ومثنى السامرائي، والأخير مع الأسف نجل زميل لنا عمل في الثمانينات خبير طباعة وعرف بالاستقامة والكفاءة والنزاهة في الوظائف التي شغلها والمطابع التي أدارها، إلا أن العبيدي لم يتحسب للنتائج السياسية التي اعتقد أنها ستصب في مصلحته، في الصراع مع الجبوري دون أن ينتبه إلى أن الأخير، مدعوم من الخارج (إيران وتركيا وأميركا) ومسنود في الداخل من قبل حزبه، المستعد للتعاون مع الشيطان في الدفاع عن قادته، إضافة إلى أن رئاسة البرلمان، كموقع ومكانة وامتيازات منحته سلطات حولته من نائب مغمور يمشي (جنب الحيط) إلى نموذج فظ لا يستحي من سلوك أشقائه ولا يخجل من ممارسات مستشاريه.
وما فاقم مشكلة العبيدي أمام مجلس النواب وزاد من نقمة أعضائه عليه، أنه تناول ثلاثة نواب من كتلة (الحل) رئيسها بات يملك أموالا تفرّخ أموالا، ينفق جزءا منها على ماكنة إعلامية غير متزنة، سلطها على وزير الدفاع في حملة رغم سذاجتها وسطحية خطـابها، إلا أنهـا أصـابت العبيـدي المكشـوف الظهـر سياسيـا، باستثناء دعم أسامة النجيفي وهو دعم ضعيف وغير كـاف، في مواجهة كتل غنية ومتوحشة، لديها القدرة في هذا الزمن الأغبر، على تسويق اللصوص والدفاع عن الفساد، مما جعل الأمور تسير باتجاه مضاد لرئيس ائتلاف (متحدون) ونوابه، الذين خاضـوا اللعبة دون أن يضبطوا إيقاعها، مما تسبب في ضياع أملهم في أن يكون وزيرهم العتيد قائدا لمعركة الموصل المقبلة، مع ما تحمله هذه الصفة، من رمزية وشهرة ومنزلة.
لقد رد سليم الجبوري على اتهامات العبيدي بزيارة قصيرة لزعيم حزب الدعوة نوري المالكي الذي ضغط على مجلس القضاء الأعلى لتبرئة ساحته، في حين لم يتمكن وزير الدفاع مـن الصمود أمام جمال الكربولي الذي نزل إلى الساحة بقوة رغم ارتفاع دقات قلبه المريض، للدفاع عن شقيقه النائب محمد ومساعديه النائبين طالب المعماري ومحمد الحلبوسي وثلاثتهم كانوا هدفا لمرمى مدفعية العبيدي في جلسة استجوابه.
وفي زمن انهارت فيه القيم وغابت الأخلاق، بات كل شيء له سعر في سوق العملية السياسية المهترئة، وإلا كيف نفسّر (تفهم) النائبة حنان الفتلاوي، وصفحها عن النائب محمد الكربولي الذي وصفها بعبارات تخدش الحياء في اجتماع خاص مع وزير الدفاع سبق جلسة استجوابها السابق له؟ وهل بلغ النضج السياسي بالنائبة التي بضاعتها التهييج الطائفي إلى درجة التسامح مع شتائم نائب سني، هكذا بـ(بلاش) ودون مقابل؟
وعندما يصبح النفاق السياسي سمة بارزة تهيمن على المشهد السياسي، فإن التقاليد والأعراف السياسية الرصينة تتلاشى، وتتقدم عليها الأغراض الشخصية والانتفاع المالي، وهذا ما وضح في موقف النائبين محمد تميم الجبوري (من كركوك) وصلاح مزاحم الجبوري (من ديالى) اللذين تحمسا لسحب الثقة من العبيدي، وقد نتفهم تعاطفهما مع ابن عشيرتهما رئيس البرلمان، لكن الغريب اصطفافهما مع خصمهما اللدود الكربولي، الذي مازالت أصداء اتهامه بتهريب 800 مليون دولار التي أعلنها رئيس حزبهما صالح المطلك في حوار متلفز ترن في الأذهان.
أما خطيئة العبيدي الكبرى، فإنه توهم أنه انتصر في جلسة استجوابه وخرج متباهيا إلى الأعظمية والكاظمية يستعرض عضلاته، ويُقابل في المدينة الثانية بهتاف (علي وياك علي) وما درى أن المالكي لا يسمح لهذا الهتاف بأن يتوجه إلى (واحد سني مصلاوي) ومن معسكر يزيد، فأصدر وصاياه إلى نوابه والمتحالفين معه، للتصويت على إقالة الوزير المشاغب الذي يريد أن يُصبح بطلا (بروسنا) أي على رؤوسنا (كما نقل عنه)، وهُزم وزير الدفاع بالضربة القاضية، وأخُلي من الملعب، منزوع البدلة المرقطة وشارة الطيران، وعلى وجهه مسحة حزن وآثار انكسار.
* نقلا عن "العرب"

http://www.alarabiya.net/ar/politics/2016/08/31/%D9%85%D8%A4%D8%A7%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A8%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D9%88%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D8%A8%D9%88%D9%84%D9%8A-%D9%88%D9%88%D8%B5%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8A-%D8%A3%D8%B7%D8%A7%D8%AD%D8%AA-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A.html
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة