مواطن يتنازل عن "العراق ومن فيه" ومحلل يعزو ذلك للماركسية

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 19, 2011, 06:29:20 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مواطن يتنازل عن "العراق ومن فيه" ومحلل يعزو ذلك للماركسية



السومرية نيوز/ بغداد

طالب احد المواطنين، الأحد، الحكومة بإسقاط جنسيته نتيجة احباطه من الوضع الحالي في البلاد، معلنا التنازل عن العراق بكل ما فيه من حكومة وشعب وأرض، فيما اعتبر محلل أن ذلك يرتبط بالنظرية الماركسية التي تؤكد على غربة الانسان في حال لم تتوفر له متطلبات الحياة.

وقال المواطن ستار عبد الله سلمان، يسكن العاصمة بغداد، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إنه قرر "التنازل عن العراق حكومة وشعبا وارضا"، مطالبا "الحكومة الحالية بإسقاط جنسيتي العراقية فورا بعد الاحباطات المتكررة التي مر بها البلاد وانعدام أي مظهر من شأنه ان يسهم في تقدم العراق".

وأضاف سلمان أنه "سبق أن رفعت اللافتة نفسها امام مجلس الوزراء قبل فترة، لكن السلطات المختصة قامت باعتقالي لساعات قليلة داخل مركز شرطة الصالحية ثم تم اطلاق سراحي"، مؤكدا تقديمه طلبا الى "العديد من الجهات لإسقاط الجنسية دون جدوى".

وأشار سلمان، الذي بدأ لافتته بعبارة "هذا حدي يا عراق" ووقعها بـ"شبه مواطن"، الى أن "البعض شكك بي على أني اروم الحصول على الجنسية الإسرائيلية فأخبرتهم أن اليهود شعب الله المختار ونحن في العراق أصبحنا شعب الله المحتار".

ولفت الى أنه سبق أن اصيب بجروح "اثر انفجار سيارة مفخخة في ساحة ميسلون، شرق بغداد، مما ادى الى اعاقتي عن عملي في محلي الخاص بحدادة السيارات، وانفقت الملايين قبل تماثلي للشفاء"، مشددا على أن "أي احد في الدولة لم يعوضني ولو بجزء مما خسرت". 

وأكد سلمان "العراقيين لم يلمسوا أي تغير ايجابي في حياتهم منذ انشاء الدولة العراقية الحديثة قبل عدة عقود ولحد الان"، مؤكدا أن "الخلافات بين السياسيين في الوقت الحاضر زادت من تراجع عموم البلاد وخصوصا في المجال الخدمي".

من جانبه، اكد المحلل الاجتماعي محمد عبد الحسن في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "هناك نظرية لكارل ماركس عن الاغتراب الاجتماعي التي تجعل الانسان يبحث عن أي بديل حين تغلق الابواب في وجهه داخل وطنه".

وأضاف عبد الحسن أن "الإنسان العراقي يشعر انه غريب في وطنه بسبب الوضع الحالي، فهو يعتقد أنه محارب في بلده وأنه لا يعني أي شيء، مما يضطره الى البحث عن الذات وعن هويته"، مشددا على أن المواطن العراقي "لا يشعر بأي نوع من الاستقرار او الضمان".

وكان الملايين من العراقيين يأملون في تغيير وضعهم الحياتي بعد نيسان من العام 2003 حين تم إسقاط النظام السابق، الا أن مستوى الخدمات وعموم الحياة العامة في مختلف أنحاء البلاد لم تتغير بالنسبة التي يطمحون لها رغم العائدات النفطية الكبيرة اثر ارتفاع سعر البرميل الى اكثر من مائة دولار في بعض الاحيان، مما دعا الى تنظيم تظاهرات واحتجاجات ابتدأت بشكل منظم منذ شباط الماضي، بالرغم من الانقسامات بين الذين ينتقدون الأداء السياسي والحكومي، اذ يصر بعضهم على مواصلة التظاهر وخصوصا في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد كل جمعة، فيما يرى اخرون أن التظاهرات اخذت تتجه الى التسييس، في حين تظاهر التيار الصدري الجمعة الماضي تلبية لزعيمه مقتدى الصدر مطالبين بتحسين الخدمات وحملوا معهم الفوانيس والاجهزة الكهربائية تعبيرا عن انعدام الطاقة الكهربائية.