القديسة تقلا

بدء بواسطة sarmadaboosh, فبراير 04, 2011, 04:32:44 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

sarmadaboosh

القديسة تقلا

دير القديسة تقلا: يقع في الجانب الشرقي من معلولا(اسمها الآرامي الذي يعني الفج في الجبل.سكنها الإنسان القديم أسفل المنحدر وفي بعض الكهوف الطبيعية. ثم تعاقبت عليها حضارات آرامية وهلنستية ورومانية وبيزنطية. وحوالي 175ق.م. وذكرت فيها عبادة هيليوس رب الشمس. وبفضل القديس بولس انتشرت فيها المسيحية وكثرت فيها الأديرة والمزارات.)
اما دير القديسة تقلا فقد شيد في القرون الأولى الميلادية ويضم مغارة تحوي ذكريات القديسة تقلا التي اعتنقت المسيحية وهربت من أبيها في الأناضول متجهة إلى سورية فوجدت في معلولا الأمان. وفي هذا الدير كنيسة واسعة تعلوها قبة عالية وفيه عدة غرف سكن لإيواء الزائرين
ولدت القديسة تقلا في مدينة ايقونية (آسيا الصغرى /تركيا)، من أبوين وثنيين. وما أن بلغت الثامنة عشرة من عمرها حتى خطبها ذووها إلى شاب اسمه تاميريس. لكنها لم تتزوّج لأن الرسول بولس مرّ برفقة برنابا بمدينة إيقونية مبّشرا بالإنجيل، فآمنت بالمسيح يسوع مخلصا ونذرت له عذريتها. وقد اعترفت تقلا لأهلها بأنها لم تعد ترغب في الزواج وأنﻬا قد نذرت عذريتها للرب يسوع المسيح، فحاولت أمها ثنيها عن عزمها، ولكن دون جدوى. تحدّثت إليها بالحسنى فأبت. أشبعتها ضربا فثبتت. حرمتها الطعام أياما فأصرّت. أخيرًا اهتاجت الأم هياجا شديدا وودّت لو قتلتها. فتمحو عار ابنتها بين الناس !؟ فأخذها إلى والي المدينة. وحاول هذا، بكل الطرق الممكنة، أن يردّها عن قرارها، فواجه فيها إرادة صلبة ثابتة لا تلين، فتهدّدها بأن يلقيها في النار حيّة فلم تأبه، فأمر بإيقاد نار شديدة وألقاها فيها فحفظها الّله سالمة من كل أذى. وبتدبير إلهي، فرّت تقلا من المدينة وتبعت الرسول بولس، ثم جاءت وإياه إلى مدينة أنطاكية.
في أنطاكية، واجهت تقلا استشهادها الثاني إذ وشي بها لدى الوالي أنها مسيحية، فحكم عليها الوالي بالموت، وألقاها للوحوش فلم تمسّها بأذى. وحاول ثانية وثالثة فكانت النتيجة إيّاها. إذ ذاك تعجب الوالي جدًا من القوة الفاعلة فيها وسألها : "من أنتِ وما هي هذه القوة الفاعلة فيك؟ !" فأجابت تقلا : "أنا أمة الإله الحي"، فأطلق الوالي سراحها. بعد هذا، كرزت تقلا بكلمة الّله، ثم انسحبت، ببركة الرسول بولس، إلى سلفكية الشام أي معلولا حيث أقامت ناسكة في مغارة. وقد أعطاها الرب الإله هبة شفاء المرضى، فتدّفق عليها الناس، وكثيرون اهتدوا إلى المسيح بواسطتها. لكن الأمر لم يرق للأطباء في سلفكية وقد بدأ مرضاهم يغادرونهم إليها. وإذ ظنّ الأطباء أن سحر تقلا هو في عذريتها، أرسلوا رجالا أشرارا يذلوها. هؤلاء طاردوها فهربت منهم فحاصروها فرفعت الصلاة إلى الرب الإله واستغاثت، فانشقت إحدى الصخور فدخلت فيها، فكانت الصخرة مخبًأ لها ومدفنًا. ويظن أن رقاد تقلا كان حوالي العام ٩٠ م، وهي أولى الشهيدات المسيحيات. يحفظ تقليد كنيسة اللاذقية المكان الذي عاشت فيه القديسة تقلا ردحًا من الزمن في اللاذقية أثناء انتقالها من انطاكية إلى معلولا وهو المكان المسمى اليوم مغارة القديسة تقلا. تحتفل الكنيسة بتذكار القديسة تقلا أولى الشهيدات في 24 ايلول/ سبتمبر.
وأعطاها الرب موهبة شفاء الأمراض، وأصبحت لها شهرة واسعة، واستطاعت أن تشفي الكثير من المرضى من علات مستعصية فنالت الحظوة، ومن هنا يقتبس اسم معلولا معناه الثاني أي المكان الذي يقصده المعلولون

وما يزال جسدها موجود في معلولا إلى اليوم ويفيض ينابيع الأشفية في ديرها إلى يومنا هذا

كثير مـن الإبـاء القديسين اعتبروا تقلا القديسة مثالاً للعذارى والقديسات، فقال فيها القديـس يوحــنا الـذهبي الفـم: " يبدو إني أرى هذه العذراء المباركة تذهب الى المسيح ممسـكة بعـذريتها فـي يـد وباستشهادهـا بـــالأخــــرى

Sissy Gaisberger

مرسى على هذه السيرة الجميلة ... ربنا يباركك اخى