عدالة" الفؤوس الكردية في راعي عقرة الآشوري ... في انتظار القانون

بدء بواسطة متي اليسكو, يوليو 17, 2013, 10:12:23 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اليسكو



عدالة" الفؤوس الكردية في راعي عقرة الآشوري ... في انتظار القانون






تذكيرنا بحادثة مقتل الراعي الأشوري ادورد خوشابا - وغيره من الأشوريين - في منطقة عقرة الأشورية الخاضعة لحكم الأكراد في الشمال العراقي, يعود الى ان القتلة الذين ارتكبوا عشرات من الجرائم في حق الكلدان الأشوريين لم يحاكموا حتى هذه اللحظة, ولا يزالون أحراراً طلقاء, على رغم معرفة هويتهم.
في 13 شباط (فبراير) من عام 1995, بينما كان الراعي الشاب الأشوري العراقي, ادوارد خوشابا ايشو, عائداً مع قطيعه الى قريته, بيلمند, شمال العراق, هجم عليه ثلاثة لصوص يعرفونه, لقتله وسرقة قطيعه, مصدر رزقه ورزق عائلته. وخيّر بين اثنين: الموت او الحياة. فاختار الشاب, مثل البشر, الحياة والخلاص, اي الدفاع عن نفسه. وهكذا استطاع الشاب بقوته الشبابية ان يقتل اثنين من المعتدين بينما هرب الثالث الى احضان عشيرته, ليخبرهم بمقتل اللصوص على ايدي الراعي الأشوري, ويطلب الانتقام لمقتلهم. اما الشاب الذي صدم, ولخوفه من الانتقام, التجأ الى الجبال لحماية نفسه. واتصل من مخبئه, خفية, ببعض الزعماء الأشوريين لحل المشكلة الحاصلة وإنقاذه من الورطة التي وقع فيها, لا لشيء إلا لطمع بعض اللصوص بماله وقطيعه باب رزقه.
اما أشوريو المنطقة فأصابهم الذعر والخوف من اخبار قيام عشيرة الشباب الثلاثة - وهي فرع من عشيرة البارزاني التي تسيطر على المنطقة - بالهجوم على قرى الأشوريين للانتقام منهم, في حال عدم قيام الشاب بتسليم نفسه للعشيرة الكردية, لتنفيذ حكم القتل فيه على اساس شريعة العشيرة وليس شريعة القانون. وعندما رأى الأشوريون الكلدان تفاقم الأزمة باتجاه المواجهة ما بين الأشوريين والعشيرة والكردية, قرروا تشكيل وفد يمثلهم للقاء الزعيم الكردي, مسعود البارزاني, والطلب منه التدخل شخصياً لحل المشكلة. فكان رأي السيد مسعود البارزاني للوفد, هو ان يقوم الراعي بتسليم نفسه للقضاء ليأخذ القانون مجراه, وتنتهي المسألة. وهذا ما حدث بالفعل. وقام الراعي بتسليم نفسه للسلطات الكردية في دهوك. وحالما علم الزيباريون بوجود الراعي في السجن, في انتظار المحاكمة القانونية, قرروا تنفيذ القانون بأيديهم. فقاموا بالهجوم على السجن الذي كان الشاب ادوارد معتقلاً فيه, وخطفوه الى قريتهم, باكريمان, حيث كان اهالي القرية ينتظرون الاشتراك في قتل الشاب. وقتلوا الراعي بالفؤوس, من غير محاكمة ولا قضاء ولا قانون. واحتل اهالي قرية باكريمان أراضي الأشوريين الكلدان العراقيين في منطقة نهلا الأشورية. واحتلت طلائع من العشيرة الكبيرة اراضي الأشوريين في مناطق سرسنك وشقلاوا. وأسهم ذلك, وأعمال العنف الأخرى في هجرة او تهجير 120 ألف عراقي من الأشوريين الكلدان من شمال العراق. وعندما عادوا الى قراهم, كان الأكراد سبقوهم واحتلوها.