الشماس الانجيلي كوركيس القس الياس ميخا/ بقلم / الشماس بهنام دانيال حسقيل

بدء بواسطة برطلي دوت نت, فبراير 20, 2018, 05:41:44 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الشماس الانجيلي كوركيس القس الياس ميخا     




بقلم / الشماس بهنام دانيال حسقيل

الشماس الانجيلي كوركيس القس الياس ميخا هو كوركيس بن القس الياس ميخا قريو، هاجرت عشيرته من قرية باصخرة وسكنت برطلي، واسم امه سيدي ابنة حنوق، ولد في برطلي بحدود سنة 1888، تزوج من مسكنتة ابنة يعقوب ايليا بن القس ابراهيم، درس اللغة السريانية على والده القس الياس ميخا قريو.

لما بلغ الثامنة من عمره اخذ يرافق المرحوم والده القس الياس الى الكنيسة صباحاً ومساء، فأتقن اللغة السريانية قراءة وكتابة وتفسيراً، والالحان الكنسية والطقوس البيعية اتقاناً تماماً. وكان يعرف اللغة التركية والكردية واللغة الروسية لمكوثه في روسيا فترة طويلة وكذلك العربية.

أثناء نشوب الحرب العالمية الاولى سنة 1914 وكان العراق لا يزال تحت حكم العثمانيين تم تجنيده مع شبان القرية قسراً وتسفيرهم حالا للانضمام الى الجيش العثماني، ونظراً لمعاملة الاتراك القاسية والسيئة استطاع ان يهرب متجهاً شمالاً على غير هدى حتى بلغ الحدود الروسية فتلقاه حرس الحدود الروس وتكلموا معه بالروسية فلم يستطع ان يجيبهم لعدم معرفته بلغتهم، ونظراً لحسن نيته أطلق سراحه وتم نقله الى احدى المدن الروسية، فأخذ يعمل بأعمال حرة ، إلا أنه وضع في المعتقل للتحقيق معه واطلق سراحه، وبعدها مكث في روسيا ثمان سنوات تعلم خلالها اللغة الروسية قراءة وكتابة، ولما قرّر العودة الى اهله جُرِّد من مقتنياته وما كان قد حصل عليه نتيجة عمله عند الحدود الروسية، ولدى وصوله خرج اهله واقرباؤه للقائه.

ولأجل زيادة معلوماته بالسريانية كان يقصد المرحوم الخوري بطرس سابا ويدرس عليه، كما كان يذهب الى بحزاني ويلتقي المرحوم القس سليمان البحزاني والقس ابلحد لإتقان الألحان الكنسية.

ولدى زيارة الطيب الذكر البطريرك الياس الثالث الى برطلي عام 1928 أنشد امامه بصوته الرخيم بعض الميامر والتخشفتات فنال حظوة لديه فرسمه قارئاً، وأراد أن يرسمه شماساً انجيلياً لكنه أبى بحجة صغر سنِّه.

وتقديراً لجهوده وخدماته فقد رسمه المطران زكا بشير عيواص مطران ابرشية الموصل آنذاك ( المثلث الرحمات البطريرك زكا الاول بعدئذٍ ) شماساً انجيلياً في كاتدرائية مار توما بالموصل يوم الاحد التاسع من نيسان سنة 1967، والقى خلالها قصيدة باللغة السريانية التي كان يجيدها إجادة حسنة.

كان طيب القلب كبير النفس ذو صوت جهوري رخيم، وكان يخدم شماساً في كنيسة السيدة العذراء في برطلي مواظباً على الصلاة في أوقاتها، كان ايضا عارفاً بحقائق الايمان الارثوذكسي يجادل بكل جرأة ويدافع عنه، وكان في مقدمة الشمامسة لا بل يفوقهم وليس من يدانيه، سريع الإجابة عن أي سؤال يوجه اليه.

قرّر زيارة الأماكن المقدسة والتبرك من القبر المقدس فبعد ان حضر وشارك في حفلة النهيرة في كنيسة العذراء مريم في برطلي عام 1967 سافر بعد ان تسلّح بسلاح الايمان ووصل الى هناك وشارك المؤمنين أسبوع الالام والجمعة العظيمة وسبت النور واحد القيامة وأدهش سامعيه بصوته الرخيم وحنجرته الذهبية القوية. وبعد ان تبارك من الاماكن المقدسة وهو في طريق رجوعه الى دياره توقفت السيارة التي كانت تقلّه فنزل لقضاء بعض الحاجات وأثناء عبوره الشارع صدمته مركبة قادمة ونقل على اثرها الى المستشفى في اربد حيث فارق الحياة لإصابته الشديدة، وحضر الى المستشفى المثلث الرحمة مار ديوسقورس لوقا شعيا اذ كان مطراناً لأبرشية القدس آنذاك، والاب الخوري بطرس توما، فنقل جثمانه الى عمان وقام نيافته بمراسيم التجنيز والصلاة عليه ووري الثرى هناك مأسوفا عليه.

ومن الذين درسوا عليه اللغة السريانية والحانها الشماس بهنام دانيال مؤلف هذه المقالة مدة أربع سنوات من سنة 1963- 1967 .

كان له من الاولاد ابنين هما: المرحوم الشماس ميخا والشماس الانجيلي ابلحد، وبنتين المرحومة نوني والدة القس كوركيس كاهن كنيسة مار افرام في كركوك سابقاً، ونجيبة. واخويه انطانيوس وجبرائيل، وكان له شقيقة واحدة هي المرحومة سوسن وكانت شماسة تمتاز بصوتها العذب.