الوجود التاريخي الآشوري في رواية هولير حبيبتـــي/ شميران خوشابا

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 10, 2013, 09:40:53 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الوجود التاريخي الآشوري في رواية  هولير حبيبتـــي

                     
شاميران خوشابا -  نينوى

برطلي . نت / بريد الموقع


شيء مفرح للغاية عندما نقف أمام كاتب منصف يقول الحقيقة دون أي اعتبارات أيديولوجية ، وهذا ما يكسب هذا الكاتب المصداقية في ما يكتب . في الفترة الأخيرة امتلأت وسائل الإعلام العراقية والكردية بأخبار عن صدور رواية
الأديب الكردي الشهيرعبد الباقي يوسف (( هولير حبيبتي )) وقد دفعني ذلك إلى السعي للحصول على نسحة من هذه الرواية رغم أنني مقيمة في نينوى والرواية صدرت في أربيل عن مكتبة التفسير للنشر 2013. بعد قراءتي لهذه
الرواية رأيتني أمام كاتب منصف بحق وأنا أرى الحضور الآشوري يتغلغل في عمق مدينة أربيل  ، وقد بهرتني تعابير الكاتب ، وها أنا أقتبس بعضاً مما ورد في هذه الرواية على سبيل المثال :
يقول الكاتب على لسان مدينة أربيل : كرمني الآشوريون عندما قطنوني بأن جعلوا في ربوعي عرش عشتار المقدسة ، وكللوني  في كتابات مسمارية :  / أي -  كشان -  كلاما /  وقالوا لي : أنت بيت سيدة الإقليم ، فاكتسبتُ بذلك
رمزية دينية  لسائر أبناء وحفدة آشور من بعده الذين يعتبرونني محجاً ، ويأبون فراقي حيث مازالوا يقطنون في رحابي ، يشمّون من جدراني ، ومن ذرات تراب قلعتي روائح أجدادهم .ص 101 0 102 الرواية وما ورد على صفحات هذه الرواية الجديدة أيضاً حول إسهام الآشوريين في قلعة أربيل التاريخية :
عادت كلمات هولير إليه وهي تروي له كيف أن الملك الآشوري سنحاريب بذل كل ما بطاقته حتى يمدّ المياه إلى ربوع القلعة التي تعلق فؤاده بها ، وعبّر عن دفق مشاعره بهذا الإنجاز كاتباً بلغته المسمارية ذات يوم على ضفاف نهر بستورة :
أنا سنحاريب، ملك بلاد آشور
حفرت ثلاثة أنهر من جبال خاني التي في أعالي مدينة أربائيلو
وأضفت إليها مياه العيون التي في اليمين واليسار
من جوانب تلك الأنهار
ثم حفرتُ قناة إلى وسط مدينة أربائيلو
موطن السيدة الجليلة
الآلهة عشتار
وجعلتُ مجراها مستقيماً. ص 112  الرواية
كذلك ما ورد :  قالت : ذات يوم قلت لآشور بانيبال : ما الذي جعلك تترك
الدنيا قائمة ، وتأتي
إلي ؟
قال : لأنني هنا فقط أشم رائحة الحياة .
قلت له : لكنني لن أدوم لك ، ولا لأبنائك
أجاب وهو يحاول مقاومة مشاعر الهزيمة في حضرتي : سأسعى إلى ذلك مااستطعتُ
إليه  سبيلا .
ثم قال بزهو: الموت في سبيلك ياتاجي النفيس ، حياة .
عبارته هذه تركت لدي أثرها حتى اليوم، ولم أخبر بها مخلوقاً قط غيرك .
كنت ألمح معالم الإنشراح بادية حتى على نبرات صوته وهو يحب أن يدلعني بـ
/ أربائيلو / .
كان بانيبال شبيهاً بالملك الاشوري الرقيق دان الثالث ، كانوا عندما
يريدون الذهاب إلى حملاتهم العسكرية ، لم يقدموا على ذلك قبل أن تحجني
جيوشهم ، وتطلب مرضاتي ، ثم ينطلقوا ليحققوا لي المغانم ، وسعة الملك . ص
175 – 176  الرواية  .
في واقع الأمر فقد أعجبت بشهادة هذا الأديب الكردي في أحدث رواياته خاصة وقد لاقت الرواية رواجاً إعلاميا ضخماً منذ صدورها حيث تتوالى الدراسات والأحاديث حولها في مختلف وسائل الإعلام . وطبيعي أنني أسجل مؤاخذتي العميقة على الأديب الكردي لأن كان عليه أن يسمي حبيبته التي هي مدينة أربيل المتمثلة بهيأة امرأة  أربائيلو  وليس هولير كما يرى الكاتب فاروق كيوركيس ولكن علينا ألاّ ننجرف كثيرا كما يكتب بعض الأدباء الآشوريين عن رأيهم
بهذه الرواية ، وعلينا أن نشكر الكاتب رغم أنه قال جزءا من الحقيقة ولم يقلها كلها ، وأرى أن نقوم بتكريم هذا الأديب الكردي بدل أن نطالبه بالمستحبل وكتابة كل شيء في رواية واحدة . وقد قرأت ما أثارته مقالتي التي نشرتها عن الحضور الآشوري في رواية الكاتب الكردي عبد الباقي يوسف  المسماة (( هولير حبيبتي ))  وقد أردت أن أسجل كلمة شكر لهذا الكاتب وهو وفق رأيي ووفق قراءتي للرواية يستحق الشكر والتكريم الآشوريَين معاً ، لكن فوجئت ببعض الأدباء والأديبات من أبناء جلدتي يتشددون في الأمر ويطالبون بأن على الكاتب أن يقول كل شيء عن التاريخ الآشوري في مدينة أربيل ، بل ذهب البعض بأن الكاتب كان عليه أن يجرد أربيل من الناس جميعا سوى من الآشوريين وقد ورد ذلك بقلم البعض  . إن كل هدفي هو أن نقدم الشكر لأي شخص يقول عنا ولو كلمة صدق واحدة من مائة كلمة ، ثم في اليوم التالي نقنعه كي يقول كلمة ثانية .