حيدر العبادي و الوقوف بين " المطرقة و السندان "

بدء بواسطة يوسف تيلجي, سبتمبر 01, 2015, 03:36:31 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف تيلجي

                           حيدر العبادي والوقوف بين " المطرقة  و السندان "
قد كان لي وطنٌ أبكي لنكبته      واليوم لا وطن عندي ولا سكن                                                                   ولا أرى في بلاد كنت أسكنها     إلا حُثالة " ناس قاءها الزمن "
مقطع من قصيدة للشاعر / معروف الرصافي 1875 - 1945 م  ( أكاديمي وشاعر عراقي  ، ولد ونشأ في بغداد  ، من أب كردي النسب وأم تركمانية ، وعمل في حقل التعليم وله عدة اصدارات شعرية وأدبية ، بني لهُ في بغداد تمثال لتمجيد ذكراه ، من أهم كتبه / المثيرة للجدل ، الشخصية المحمدية ) .
أستهلال :
     في موضوع ذات صلة بالبيت الشعري أنفا ، الشعب العراقي الأن ، يحكم من قبل ثلة من الرجال ، كما يقول الشاعر معروف الرصافي عنهم : قد  قاءها " أي تقيأها " الزمن ..
النص :   
    هل يمكن لرجل / وأن كان حقا وطني وشريف ، أن يقاوم طابورا من خونة الوطن ، من الذين تربحوا من المنصب دون تمييز أن كان منصبا سياسيا ، أو حزبيا ، أو حكوميا أو دينيا .. ، طابورا حاول طمس العراق هوية وتأريخا وحضارة . ، ولكي نضع النقاط على الحروف ، دعونا نسرد و نشعل الأضاءات الاتية ، ونتساءل كيف سيتعامل حيدرالعبادي معها ، وهو قياديا في حزب الدعوة الحاكم :
1.   رئيس الحكومة / أي العبادي ينتمي الى حزب الدعوة ، وغالبية المناصب الوزارية من هذا الحزب .
2.   البرلمان كذلك جله من حزب الدعوة .
3.   الوظائف القيادية  كذلك يشغل حزب الدعوة معظمها .
4.   بنفس نسق النقاط الثلاث سابقة الذكر تحتل أحزاب وكتل الفئات المشاركة بالعملية السياسية في تمثيل أحزابها في بعض المناصب السابقة ، بشكل أو بأخر ، من عرب وكرد وتركمان ..
5.   حزب الدعوة ونفس الكتل السابقة يحتل أتباعها ، قيادات في الجيش و الشرطة و الأمن و المخابرات ..
6.   ثلة من الرجال / من الدعوة و الكتل المختلفة ، تشغل مناصب مهمة في المراكز الحساسة ، كالمجلس الأعلى للقضاء ، هيئات الأنتخابات  و الدرجات الأستشارية .. .
7.   أضافة الى كل ذلك وغيره ، هناك ملفات رجال الحكومة اللامركزية للمحافظات .   
8.   دور أيران بثقلها ومصالحها ، ومن تساند ومن تدعم ومن تخالف وتضادد ..
9.   المرجعية الدينية ، وتوجهاتها السابقة و الحالية ، وتأثير الخامنئي / مرشد الجمهورية الأيرانية الأسلامية ، على قراراتها ، أضافة الى تدخلات قادتها العسكريين ، أمثال / قاسم سليماني . 
10.   وكيف سيحدد / العبادي ، من دور ما يسمى " النشاط الأيراني الحر " في العراق !   
11.   للعلم قضت الجمعة الماضية 28.08.0215 دون حراك سياسي يذكر من طرف العبادي ، عدا ما يقال عن نيته فتح تقاطعات المنطقة الخضراء ..
12.   أن أي تأخير في القرارات ، يعني ترتيب أوراق الثلة المشبوهة من ناهبي ثروات العراق !!                                                             
   السؤال الذي يتبادر للذهن ، هل الدكتور العبادي  قد رتب الأمر لكي يعالج كل الملفات المعقدة السابقة ، بكل خطورتها ، وحساسيتها ، ومضاعفاتها ، وهل لديه سندا  " قويا ومخلصا ووطنيا " في القوات المسلحة يوأزروه في وثبته / كقوة عمليات بغداد والفرقة الذهبية وغيرها ، ( للعلم كانت القوات المسلحة في العهد السابق يمنع عليها الأنتماءات الحزبية لغير حزب البعث الحاكم ) ،  وهل يضمن رد فعل الكتل المتضررة ، بل بالأحرى أغلب الكتل ، وكيف سيواجه العبادي نوابه ، ونواب الرئيس / خاصة الرئيس فؤاد معصوم  لم يكن راضيا عن كل قرارات العبادي ، وكيف سيتعامل  مع وزرائه والبرلمانيين ، و كيف سيجابه الذين   ظلموا  الشعب ، وكيف سيحاسب اللصوص الذين قطعت عنهم مصادر الترزق من المال الحرام ... من الضروري أن يعلم العبادي ، أن أطلاق الكلام على رسله ، سهلا في صياغته وفي بثه ، ولكن الرجال تبان وقت الفعل و التطبيق ..  العبادي ماض في طريق ،  لا رجعة فيه ، فأما أن ينتصر لأرادة الشعب ، ويكون " مطرقة " يكمل  ما بدأ به ، وأما أن ينصاع الى ثقل ومصالح الأخرين ، ويكون " سندانا " مع الذين خانوا الشعب ، ويكون بهذا تحت " مطرقة الشعب " ، وينساق الى زاوية مظلمة في التأريخ  ذليلا خانعا ، فكيف سيكون قرارك أيها الواقف " بين المطرقة و السندان " !   

متي اسو

الأخ يوسف
كل ما ذكرته صحيح ، لذلك ، فإن مطالبة العبادي بإجراءات فورية ضد المفسدين سيكون امرا تعجيزيا ...
الدكتور العبادي حتما يعلم ما نعلمه نحن عن المحيطين به ، بل يعلم أكثر بكثير .
إن كان العبادي يؤيد مطالب المتظاهرين فقط ليُظهر للناس انه يختلف عن المالكي فأقرأ على العملية  برمّتها السلام .
لكن ، إن كان العبادي يعني ما يقول ، فليس الرجل بالساذج كي يخطو مثل هذه الخطوة بلا دراسة مستفيضة لأنها ستكون بمثابة " انتحار . في هذه الحالة حتما هناك تأييد شبه ضامن من اشخاص أو جهة او جهات ستكشف الأيام عنها . وما المظاهرات إلا الحصن المنيع الذي يتمترس فيه لانجاز ما هو عازم عليه.
التناحر الشيعي الشيعي ( السلاح الذي تستغلّه ايران ) ، يمكن ان يكون سلاحا ذو حدين والاستفادة الآنية منه في دحرجة الرؤوس التي ، لقوتها ،لا يمكن إزالتها بطريقة اخرى .
ربما هناك الدور امريكي الذي يميل بقوة في الفترة الأخيرة الى إعطاء دور أكبر للسنة  وإقامة شراكة حقيقية مع الجانب الشيعي ، وهذا لا يمكن ان يتم إلا بإزالة هذه الرؤوس التي تعمل على إبقاء وتقوية النفوذ الايراني في العراق .
النتيجة التي يتمناها حاليا اي " عراقي " هو تنحية الاحزاب الدينية من الحكم بأية طريقة كانت... ستكون خطوة جبارة لبناء مستقبل جديد للعراق.
لكن الأمر ليس بهذه السهولة.