الكونغرس يوبخ البنتاغون لعدم نشرها "مراقبين جويين" في الأنبار

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, أغسطس 31, 2015, 11:01:31 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

الكونغرس يوبخ البنتاغون لعدم نشرها "مراقبين جويين" في الأنبار


المدى برس/بغداد
هل الولايات المتحدة في حالة حرب؟ ربما حتى كبار القادة العسكريين الاميركان لايعرفون ذلك. ففي جلسة اجتماع جرت الشهر الماضي لتعيين قائد لسلاح مشاة البحرية، وبخ السيناتور جون مكين الجنرال روبرت نيلر قائلاً "أشعر بخيبة امل لأنك لن تكون في صالحنا لاسيما ان سلاح الجو الأميركي بحاجة الى نشر مراقبين جويين في العراق".
ويعدّ الجنرال نيلر، من القادة العسكريين المشرفين على انتاج البرنامج الامني "الصحوة السنية" في الاعوام الماضية بالعراق. وقاتل ابن السيناتور مكين في العراق تحت امرة الجنرال نيلر، الذي يعتبر احد المشرفين على الجهود الاستخبارية الاميركية حينما كانت قواته تقاتل تنظيم القاعدة في الرمادي، فضلاً عن إنقاذه الآلاف من الأرواح الاميركية في تلك الفترة بعدما اعطى مهام عسكرية لقوات الصحوة، فلماذا هذا الاختلاف؟
ويعتقد السيناتور جون مكين ان نشر المستشارين الاميركان في الخطوط الامامية لمحاربة مسلحي "داعش" امر خطر جداً.
في المقابل، قال الجنرال نيلر، ان المهمة الاستشارية هي لتأمين الاهداف للجيش العراقي وتحديدها عن بعد، ويتم تنفيذها عبر ضباط عراقيين منتشرين بالميدان. وتساءل الجنرال هنا بعد قناعته بأن القوات الاستشارية لن تجدي نفعاً في محاربة التنظيم عن بعد، هل تزيد قوات التحالف من قصفها او تغيّر قادتها؟ فاجاب نفسه قائلاً "اعتقد ان نشر قوات ميدانية لتحديد اهداف الطيران الحربي هو الامر المهم".
الجنرال شرح للكونغرس كيف يعمل التحالف الدولي ولاسيما بجانبه الجوي: اولاً يتم تحديد المراقبة الجوية التي تعمل على اساس معلومات يقدمها فريق عسكري على الارض مكون من أثني عشر جندياً، بالاضافة الى انتشار المركبات المدرعة المتأهبة لكل طارئ، فضلاً عن تحليق الطائرات لغرض تأمين عمليات الاجلاء وتعزيز الخدمات اللوجستية. وهذه العوامل تم استخدامها في حرب الفلوجة التي تتطلب التزام الآلاف من الجنود.
ثم يأتي الجزء الأصعب، وهو حرب الشوارع وعادةً هذه تحتاج الى التوغل في الممرات الضيقة داخل الاحياء السكنية، ومن يقوم بهذه المهمة المراقبون الجويون انفسهم لتحديد الاهداف ايضاً. فهم ربما يبعدون عن العدو بضعة امتار وهذه المهمة لا يريد الجنرالات الاميركيون تقديمها للقوات العراقية.
وتعاني القوات الامنية من احتجاز الارهابيين للمدنيين واستخدامهم كدروع بشرية في الانبار. لذلك فان قواعد الاشتباك العسكرية تكون معقدة جداً. فعلى سبيل المثال، حينما يصرخ احد الضباط العراقيين بوجود قنبلة، ماذا يمكن ان تفعل القوات الاستشارية في هذا الحال؟، قال الجنرال متسائلاً.
وفي معركة الفلوجة عام ٢٠٠٤، اطلق المارينز في ٢٠ يوماً ٥٤٠ غارة جوية دمرت فيها المباني الحكومية الى حد كبير، واليوم دمر تنظيم "داعش" كل البنى التحتية للمدينة فضلاً عن احتلال العشرات من بيوت المدنيين.
وعرضت القنوات العربية في وقت سابق، رسوماً بيانية تبين الضرر والمشاهد الصادمة في الفلوجة وكيف ان الجنود العراقيين يتمركزون في مناطق بعيدة، فكيف بهذا الحال يمكن ان يعمل المستشارون؟. وماذا لو تم القبض على جندي استشاري من قبل مسلحي "داعش"؟ بالتأكيد سيحرقونه وهو حي. لذلك فان ارسال المراقبين الجويين للعمل الى جانب الجنرالات العراقيين وليس نشرهم بالميدان افضل.
وينظر الجنرال نيلر بعين الحذر الى مسألة نشر المراقبين الجويين، اذ يؤكد ان الجيش الاميركي اخطأ حينما نشر مراقبين جويين في عامي ٢٠٠٦ و٢٠٠٧، مشجعاً بالوقت ذاته على نشر ضباط عراقيين مختصين.
يشار الى ان الحكومة العراقية قد رفضت انسحاب المراقبين الجويين حينما بدأ الجيش الاميركي بانسحابه الكامل في عام ٢٠١١.
واليوم فان الحرس الثوري الايراني والجماعات المسلحة الموالية له، لها نفوذ كبير في العراق اكثر من الولايات المتحدة ونظراً للاتفاق النووي الايراني ـ الاميركي، فان الرئيس الاميركي على ما يبدو لايريد استعداء طهران بالوقت الحاضر، لذلك هو قرر إبقاء القوات الاستشارية في العراق بمهمة تدريب القوات العراقية فقط.
وفي ظل هذا الواقع، عرض الجنرال نيلر واقع حال المستشارين الاميركان في العراق خلال تقييمات قدمها للكونغرس، تبين ان نشر مراقبين جويين اميركان لا يكفل النصر والقضاء على تنظيم "داعش" ما لم يتوفر تنسيق هادئ وعلى مسافة ليست ببعيدة عن القوات الاستشارية الايرانية، او العمل مع اذرعها الموجودة في البلاد، وفقاً لتعبيره.
وخلاف ذلك، فان المستشارين الاميركان سيواجهون حرباً حقيقية امام تنظيم "داعش".
وختم بالقول، ان سياسة اوباما ليست صادقة بشأن محاربة مسلحي "داعش"، من ناحية القوة العسكرية فضلاً عن ان الجنرالات في البنتاغون يحاولون تحجيم الخطر لتجنب التزامهم بخوض حرب مباشرة ضد التنظيم المتطرف.
ترجمة..احمد علاء


http://www.almadapress.com/ar/NewsDetails.aspx?NewsID=54987
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة