مشكلة المسيحيين مشكلة العراق

بدء بواسطة برطلي دوت نت, فبراير 01, 2011, 09:21:13 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشكلة المسيحيين مشكلة العراق

نصيف جاسم
هاجم مسلحون «مدعومون» برجال الشرطة –قبل ايام- ناديا ثقافيا مسيحيا بدعوى وجود مشروبات كحولية فيه، وأتى هذا الحادث في ظل وصخب الأحاديث الرسمية وغير الرسمية ، المحلية منها والعالمية، حول ضرورة حماية المسيحيين في العراق بعد الأحداث التي تعرض لها عدد منهم من قبل قوى الارهاب المختلفة المعلن منها والخفي.
تختلف العادات الاجتماعية باختلاف الثقافات والعوامل المؤثرة في تشكل الوعي بما في ذلك الأعراف الاجتماعية التقليدية، فما يكون دارجا وتقليديا عند فئة ما، يختلف تماما عما هو دارج وتقليدي لفئة أخرى حتى ضمن الدين الواحد، وتأتي مسألة تناول النبيذ في الاحتفالات والمناسبات بالنسبة للمسيحيين –وغير المسيحيين- ضمن ما هو دارج وتقليدي في احتفالاتهم ومناسباتهم شأنه شأن ما أصبح دارجاً وتقليدياً في قتل كل من يختلف مع بعض القوى المتطرفة ، ومنع كل ما يختلف مع معتقداتها وقناعاتها بطرائق شتى ابتداءً من الترهيب والتخويف وانتهاءً باستخدام القوة المسلحة- التي تعني ما تعني- لاجبار الاخر على الخضوع لما يمليه عليه منطق القوة، وليس الحجة القانونية او الدستورية او الأدبية مثلما يجب في دولة تحترم دستورها وتحترم تقاليد ابنائها وعاداتهم الاجتماعية.
من أهم ما يجب عمله لحماية الناس –كل الناس- هو خلق بيئة مسالمة لا يعتدي فيها القوي على الضعيف، تحترم فيها تقاليد الجميع، ولا يتم التجاوز على تقاليد فئة ما واجبارها على الخضوع لتقاليد الأكثرية لمجرد كونها أكثرية، لأن الخضوع لهذا المنطق يعني افراغ العراق ليس من مسيحييه فقط بل من تنوعه الثقافي الذي طالما اعتز به، ويجعل حاضر العراق ومستقبله رهين من يمتلك القوة والقوة فقط، الأمر الذي حاربه الجميع سابقا سعيا لتحقيق الديمقراطية التي من ابجدياتها احترام رأي ومعتقد الآخر.
لقد تم خلق بيئة طاردة للمسيحيين في العراق بمساهمة بعض الجهات الرسمية وتحت أنظار الحكومة المركزية بـ«رئاساتها الثلاث» عبر بعض الاجراءات والممارسات، وتأتي في مقدمتها المحاصصة الطائفية التي استحالت الى محاصصة سياسية قتلت عند المسيحيين الأمل في ايجاد مكانهم ومساهمتهم في بناء بلدهم وحتى في الحصول على فرص العيش الكريم والامن. وكانت الخطوة الثانية المرتبطة بالأولى انعدام المنافسة بين المواطنين على الأسس العلمية والكفاءة عند التقدم للحصول على وظيفة في القطاع العام لتحل محلها الولاءات الحزبية والمحسوبية، وجاءت الخطوة الثالثة التي تمثلت بالتجاوز على تقاليدهم الاجتماعية واجبارهم على تغييرها بما يتوافق مع ما يعتقد ويؤمن به من يؤمن ويعتقد بالسلاح والقوة المسلحة طريقا لفرض ارادته على الناس لتضيق عليهم الخناق في بلدهم الذي يفترض أن يهيئ البيئة «الجاذبة» لهم وليس العكس.
مشكلة المسيحيين في العراق هي مشكلة البلد بصورة عامة، حيث حريات الجميع مكفولة بـ«الدستور» وغير مكفولة على أرض الواقع، والتجاوز على الحريات صار يأخذ مديات خطيرة دون أن يحظى بالاهتمام المطلوب من قبل المسؤولين، بل صار بعض المسؤولين جزءا من المشكلة وأول من ينتهك الدستور وأول المساهمين في خلق البيئة غير المسالمة للناس عبر خلق الذرائع المختلفة التي تبيح لهم التجاوز على الحريات العامة بدواعٍ شتى، وتبرز الحاجة هنا الى تنشيط دور الادعاء العام للقيام بمسؤوليته في النظر بانتهاك القوانين أو الحريات التي يكفلها الدستور دون تحفيز أو طلب من أي جهة أخرى ضمانا للأمن والسلام الأهلي وحفاظا على حياة الناس وكرامتهم التي كفلها الدستور.


http://www.alfayhaa.tv/articles/alfayhaa-exclusive/50746.html

matoka

                      شكر برطلي دوت نت  على  نقل الخبر
Matty AL Mache