مشاكسة / أحبــــك أيتهـــا الحكومـــة / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 26, 2013, 08:14:29 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكسة
أحبــــك
أيتهـــا الحكومـــة




مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com


أحبــك ايتهــــا (الحكومــــــة).
فمن يوم ان اقتحمت حياتي مثل مهرة جامحة , وزلزلت احاسيسك كياني كاعصار مجنون ' وابتسامتك الساحرة  المترعة بأروع المعاني والايحاءات والاحاسيس افقدتني اتزاني وتوازني ' وفتحت بأعماقي جروحا جديدة عميقة لذيذة رغم نزفها , وامسيت ضائعا بين الشوق واللهفة , فلا بعدك يعيد لي التوازن  والاستقرار ' ولا قربك يطفئ بأعماقي النار.
خبريني لمن اشكوك كي تطلقي سراحي وترتاحي وتريحينني ؟؟؟ لقد سجنتني مشاعرك داخل عالم مغلق لا ارى فيه الا وجهك ولا اسمع فيه الا صدى انفاسك ولا اتنفس فيه الا رائحتك ' واذا ما اغمضت عيني ' لا احلم الا بك , واينما اتوجه بانظاري اجدك امامي , حتى اصبحت بالنسبة لي الاتجاهات الاربعة وكل ما بينهما من الزوايا القائمة والساهمه والمنفرجة والحادة والمستقيمة والمتعرجة والمتشنجة والمتفرجة ' فقد جعلتني انسى الحروف والكلمات وأخطئ بالتسميات ' واهذي في الكلام ' واضيع بين فواصل الايام.
ففي النهار أيتها (الحكومة) انت امامي , ظلك يرافقني وخيالك يحيط بي وعطرك يحاصرني ' وفي الليل تملئين فواصل الاحلام واللحظات والثواني وتستوطنين اصغر جزيئيات الزمن الذي يدور بي مثل دوامة من الاحاسيس المخضبة باللهفة والاشتياق , انت مركزها وانت اتجاهات سيرها وانت افقها وانت محورها وخطوط الطول والعرض فيها ,وان اغمضت الجفن للحظات , فانت زائري الوحيد وضيف احلامي العنيد الذي يأخذني الى عوالم متداخلة والى فضاءات بعيدة وكأنني احلق في المدى بجناحي فراشة هائمة حالمة تدور حول النار ولا تعرف الاستقرار.
انت العالم المجهول الذي تاهت خطواتي فيه ' وأنا كالاسير لم اعد ادري الى اين اسير ' هل بت أتقدم الى الامام ؟ ام انني اتراجع الى الوراء؟ وهل اتوجه الى الغرب ؟ام الى الشرق الذي اشرقت منه ذات يوم ابتسامتك الملائكية واهاتك المريرة وصمتك الذي يغرقني دائما ببحار الحيرة ؟ 'فكل الاتجاهات تاخذني اليك وكل النجوم تدلني عليك وحتى الطيور المهاجرة ان حاولت اقتفاء اثرها لا تحط الا بين يديك ' أنت البحر الهائج المجنون الذي شل حركتي واغرقني بدواماته الصاخبة ودفع بي الى المجهول ' حتى ما عدت المح أية جزيرة او ساحل او ميناء الا عينيك اللتان تعداني هما ايضا بالغرق من جديد في امواج سحرهما العميقة بعد ان اغرقتني مشاعرك ببحر لا قرار له من الاحاسيس الصاخبة المجنونة ' وكأن القدر قد كتب علي ان اقضي كل ايامي وحياتي غارقا بدوامة الذوبان في حبك والاشتياق اليك واللهفة عليك.
كل اللحظات مشحونة بك وكل الثواني محملة بعبيرك وكل الصباحات والاماسي تحمل صدى همساتك وضحكاتك وايماءاتك وكلماتك واستعاراتك ولهفتك وافراحك واحزانك لتشدني اليك ' حتى اصبحت بالنسبة لي ايتها الفراشة الحالمة 'السجن والسجان في ان , فانت الضوء والعتمة والقمر والنجمة , والهمس والشمس التي تتسلل من بين قضبان سجني والقمر الذي يرسل انواره الرومانسية في الليالي المقمرة ليملأ وحدتي وانت الفضاء اللامتناهي الذي اسبح فيه والهواء الذي اتنفسه ' فالى اين اهرب منك؟ واين اختبئ وان غبت عني لحظة اتلمسك فأجدك لصق قلبي تناديني' واكاد استشعر أحاسيسك الملتهبة تسري مع قطرات الدم في شراييني.
طيفك يتراقص على اوراقي ويعبث بحروفي وكلماتي ويختطف القلم من بين اصابعي ويرسم خطوطا متعرجة ودوائر مغلقة لا مخارج لها , تماما مثل  دوامة الاشتياق واللهفة التي وجدت نفسي ضائعا بين دهاليزها وتقاطعاتها ' فكلما سمعتك وقرأت كلماتك وتنصت على نبض قلبك وتلمست دمعك تضيع الافكار وتهرب الكلمات واتيه في لجة الفوضى التي تغرق بها افكاري ولا اعود ادري مالذي اكتبه وما الذي امزقه وكيف ارتب جزيئيات حياتي ومستلزمات عملي وارتباطاتي وكيف انجز ما يجب انجازه , وانا الحائر بك والضائع معك في كل الاتجاهات حتى امسيت لي النبض والشهيق والزفير والحياة' فلا قربك مني يريحني ولا بعدك عني يعيد لي توازني 'ففي بعدك يحرقني الاشتياق , وفي قربك احس بالاحتراق. 
ارجوك أيتها (الحكومة) اطلقي سراحي , او امنحيني اجازة من حبك ولو لدقائق لاستعيد توازني واعيد ترتيب اوراقي وامنعي طيفك من مشاكستي لاغفو بسلام ولو لثوان  فقد حطمني الارق ودمرني القلق ' ورغم انك السجن والسجان , والخصم والحكم فانني ارفع شكواي اليك , واضع قلبي المعذب بين يديك وارجوك ..ارجوك اخرجي عن صمتك الذي اغرقني واحرقني ودمرني ' وحاولي ان تنقذيني من الغرق في بحر عينيك قبل ان أرحل وتفقديني.
انقذيني او اجهزي علي ولا تزيدي قلقي وتعذبيني بصمتك ولا تتركيني هكذا ضائعا في متاهات حبك ....لا تخذليني, اطلقي سراحي .. اعتقيني... رغم انني اعلم  جيدا بانك قدري' وبانني مهما عدوت هاربا منك فانني من حيث ادري او لا ادري سأعدو اليك ' ومهما تخيلت بانني سابتعد عنك فانني لن اتوجه الا اليك , فكل الطرقات والاتجاهات والمسارات والدروب تأخذني اليك فقد اصبحت لي مثل الكرة الارضية كل النقاط والمحاور التي تنطلق منك لا تنتهي الا اليك.
فانت القارب والشراع والافق البعيد ' وانت البحر والميناء والمرسى والموج العنيد , وانا كالطفل المندهش الغارق بدوامة هذه الاحاسيس الصاخبة لا يدري ماذا يريد.
ملاحظـــــــة :
ــــــــــــــــــــــــ
في الثمانينات عشق احدنا زميلته الصحفية بجنون وكان عندما يتحدث عنها يطلق عليها اسم (الحكومـة) حتى لا يشي باسمها امام الاخرين, وكنا وهي ايضا نتندر بتلك التسمية 'وعندما خاصمته يوما وغرقت بالصمت بعث لها بهذه الرسالة التي أغرقتها بالبسمات والدموع معا 'واعادت المياه بينهما الى مجاريها ' وقادتهما فيما بعد الى المأذون... , ترى ' اذا كانت رسالة رومانسية واحدة استطاعت أن تذيب جليد الخلافات العاطفية تلك ' اليس من المخجل أن تعجز الحكومة الحقيقية الحالية والبرلمان وجميع القوى والاحزاب والتحالفات والكيانات من حل   خلافاتهم واذابة جبال الجليد التي تنتصب بينهم وهم يملكون كل الامكانات من اجل توحيد الجهد الوطني وخدمة هذا الشعب الذي انهكته الازمات اليومية وطوحت بحقوقه التناقضات والانانيات السياسية؟؟؟