مشاكسة أزمـــات دوليــــة / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 18, 2013, 07:12:28 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكسة
أزمـــات دوليــــة



مال اللــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com




شعرت في لحظة تجلي وطني بأن قامات كل العراقيين من حقها ان تطاول القمر والنجوم '   وتطرق ابواب الشمس ' لتصرخ بها ان هذا هو زمن العراق قد اشرق ' وان موقعنا وتأثيراتنا العالمية اصبحت ابعد من كل الخيالات واعمق 'وامسىى حضورنا في حل الازمات الدولية اسرع من الجميع وأسبق' حتى لو كانت بلادنا في بحار الازمات تكاد تغرق.
فبعد ان انجز معظم مسؤولينا الاكفاء ,الذين يعملون كفريق عمل وطني اقتحامي بطولي واحد واعد حل كل الازمات والمعضلات والمشاكل والتحديات' واعلنوا نظافة العراق من الفقر والجوع والبطالة والفساد والتسول والسرطان والعنف والمفخخات والكاتمات والامية ' ومن الاعتقالات الكيفية والتعذيب والتغييب والميليشيات والسجون السرية ,وأزالوا اكواخ الطين والصفيح واقاموا بدلها ارقى وأحدث المجمعات السكنية ' وهدموا كل خطوط الفقر بارادة وطنية ' وأنجزوا اروع مهمة تأريخية بالتوزيع العادل للثروات بمنتهى العدل والانصاف والشفافية والمساواة ' فقد ان لهم التفرغ لمسؤولياتهم الاقليمية والدولية.
فبمنتهى الاعجاب والفخر والخيلاء' تناقلت وكالات الانباء جوانب من المواقف المبدئية لمسؤول رفيع تجاه واحدة من اعقد واهم واخطر المشكلات والمعضلات والازمات الدولية ' ممثلة بالملف النووي لجيراننا 'الذي اشاع (رغم اهدافه السلميه التي أكدتها مختلف المستويات الرسمية) وبدون أي مبرر الخوف والذعر والهلع غير المنطقي في منطقتنا الاقليمية ' وبالاخص في دول الخليج العربية والاسرة الدولية ' باستثناء العراق الذي لا يأبه بمثل هذه الاخطار المزعومة ' التي يدعي البعض (بغبائه) بأنها ربما ستكون محتملة في لحظة ما جراء أي تسرب اشعاعي غير محسوب او غير مسيطر عليه او غير متوقع ( وهذا يمكن ان يحدث ربما لغالبية المفاعلات النووية في العالم وبالاخص جراء تأثيرات الظواهر الطبيعية كالزلازل مثلا) ' ؛حيث يستند اطمئنان العراق في ذلك الى العلاقات الستراتيجية والى المصالح المشتركة مع الجارة العزيزة 'التي اثبتت دائما سلامة نواياها تجاهنا وحرصها على مصالحنا قبل مصالحها.
ووفقا لذلك وانطلاقا من (حسن النوايا ) فان أي تسرب اشعاعي ولاي سبب كان سوف لن يصيب العراق باي خطر استنادا لحقيقتين رئيسيتين ' الاولى تتمثل في قدرة التكنلوجيا المستخدمة في هذه المفاعلات الحديثة وفائقة الحساسية التي تستطيع ربما برمجة الاشعاعات النووية واخضاعها لسيطرتها وفق نظام الكتروني دقيق قادر على التحكم في اتجاهاتها ومساراتها وبالتالي فلن يكون بامكانها قطعا ان تعبر حدود (الاصدقاء ) اطلاقا ولن تتوجه اليهم ' أما الحقيقة الثانية وهي الاهم فتكمن في ان هذه المفاعلات النووية تستخدم اشعاعات عالية الذكاء تنافس بذكائها الخارق احدث الاسلحة والصواريخ الدولية الذكية عابرة القارات والمحيطات ' وبمقدورها حتى وان افلتت من الرقابة والبرمجة الالكترونية ان تميز ذاتيا بين الاعداء والاصدقاء بمنتهى الشفافية ' وبذلك لا اخطار جدية علينا وعلى بيئتنا حتى لو اقيمت سلسلة من هذه المفاعلات (السلمية الصديقة )على حدودنا 'ما دامت تنافس بوداعتها وطيبتها وشفافيتها براءة ووداعة الاطفال والقطط والكلاب المنزلية الاليفة.
وبذلك فقد اكد المسؤول المعني خلال اجتماعه ومباحثاته الستراتيجية مع سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وسفير الاتحاد الاوربي على ضرورة اعتماد حلول تضمن (حــــق) جيراننا في امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية كما تنص القوانين الدولية ' مشددا في الوقت ذاته على مسؤولية جيراننا مع الشركاء الدوليين والاقليميين في الحفاظ على عوامل امن واستقرار المنطقة' وضرورة اعتماد الحلول السلمية التي تحفظ حقوق الجميع , كما جرى خلال اللقاء استعراض معمق للتطورات السياسية في المنطقة والاقليم والعالم ' فضلا عن التطرق للازمة السورية' وربما لبقية الازمات العالمية كون بلدنا احد ابرز الخبراء النشطاء واللاعبين الاساسيين في ساحة الازمات الدولية .
الى ذلك فقد غابت مشاكل العراق الهامشية ' ولم تجد لها موطأ قدم في دقائق وتفاصيل تلك المباحثات الدولية المشتركة ' وربما كان جدول ذلك الاجتماع مخصصا حصرا لذلك الملف الحيوي مما تعذر معه طرح همومنا الوطنية' وبذلك لا عتب على المسؤول المعني, اما اذا كان جدول اعمال الاجتماع مفتوحا على كل القضايا                                                                      ولم يرغب ذلك المسؤول الرفيع ازعاج سفراء الخمسة الكبار والاتحاد الاوربي بأزماتنا الوطنية , وبدعوة دولهم وشركاتهم  للمساهمة في اعادة بناء اقتصادنا المتهدم وتاهيل صناعتنا المشلولة وزراعتنا الكسيحة مما ادى لارتفاع نسبة البطالة الى 35% والقى بحوالي ستة ملايين عراقي الى تحت مستوى خط الفقر ' ولا ان يطلب مساعدتهم في المشاركة باليات ازالة الالغام الارضية من البلاد' حيث يتصدر العراق لائحة الدول التي تعاني من وجود الالغام الارضية في اراضيها بوجود نحو (26) مليون لغما في اراضيه تمتد على مساحة (1730) كيلومترا مربعا مما يهدد حياة وسلامةحوالي ستة ملايين مواطن ' كما لم يطلب المساهمة الفعلية او الرمزية على الاقل لاغاثة الاف العراقيين   الذين شردتهم السيول والامطار والفيضانات الاخيرة التي قدرت اضرارها الغذائية الاولية فقط بفقدان العراق ما بين (25-30%) من محصول القمح , ولم يطلب مواقف داعمة ضد تدخل بعض دول الجوار في شؤوننا الداخلية وتأجيجهم للصراعات الطائفية وخروقاتهم لحرمة اراضينا الوطنية وتجاوزاتهم على حصصنا المائية وتلويث مياهنا واغلاق المجاري المائية المشتركة او تحويل مسارها ' و لم يتطرق ايضا لجهود دولهم في العمل من اجل رفع العقوبات الدولية عن العراق واخراجه من تحت طائلة البند السابع من ميثاق الامم المتحدة' لان الامور والقضايا والمعضلات الدولية باتت اهم واخطر من ماسينا ومعضلاتنا ومصاعبنا الوطنية , فان الف علامة استفهام كبيرة ستحفر اعمق التساؤلات الوطنية.
وأخيرا... و نظرا لعدم وجود اية اضرار فعلية من قبل هذه الاشعاعات الصديقة (السلمية الداجنة المسالمة) لماذا لا نؤكد عمق احترامنا وتشبثنا وتمسكنا بهذه الصداقة النظيفة النزيهة الحيوية الاخوية المبدئية الستراتيجية مع جيراننا جميعا ونبادر تأكيدا لحسن نوايانا وتجسيدا لقيم الصداقة المشتركة لاستضافة النفايات النووية السلمية (الصديقة) لمن يرغب منهم في اراضينا عملا بالمثل الشعبي (الصديق وقت الضيق) ' بالاخص وان هذه الاشعاعات (الصديقة المسالمة) لاتؤدي الا لأصابات هامشية منها سرطانات الدم والعظام والالياف والكلى والرئة والثدي وتشويه الكروموسومات والاجنة وتلويث الماء والهواء وتهديد النباتات والحيوانات والثروة السمكية كما ان تأثيراتها الاشعاعية لا تدوم الا مئات الالاف من السنين فقط' بالاخص وأن سياستنا تنطلق من  ستراتيجية ( حق الجارعالجار).