مشاكسة مطبـــات سياســـــية / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مارس 02, 2013, 12:07:50 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكسة
مطبـــات سياســـــية



مال اللــه فرج
  Malalah_faraj@yahoo.com

كثيرة ومختلفة ومتنوعة ومتداخلة هي المطبات التي باتت تحاصرنا في حياتنا اليوميه لتضحكنا مرة ولتدهشنا مرة ولتسرنا مرة , ولتحزننا وتبكينا ربما الاف المرات , حتى امست حياتنا مجموعة متشابكة من المطبات العائلية والاجتماعية والمهنية والسياسية وغيرها الكثير والمثير , بدءا من المطبات الاصطناعية التي دأبت الاجهزة المرورية على اقامتها في مختلف الشوارع والتقاطعات بكثافة غير اعتيادية للسيطرة على تهور بعض المراهقين في قيادة سياراتهم بسرع جنونية , وبذلك ساهمت عمليا باحداث اسوأ الاختناقات المرورية بدل توفير انسيابية مرورية عالية , مرورا بالمطبات التجميلية التي اصابت وتصيب عدد كبير من النساء والفتيات اللائي يدخلن صالات العمليات في المراكز والمستشفيات التجميلية وهن يحلمن بالخروج منها وقد تحولت وجوههن المتعبة التي تركت عليها عجلات الزمن ومصاعب الحياة وافرازات الخلافات الزوجية تضاريسها الى وجوه طفولية نظرة متألقة جذابة تنافس وجه نانسي عجرم والى قوام ينافس قوام اليسا او هيفاء وهبي ,لكنهن سرعان ما يصبن بخيبات امل مريرة عندما يفاجئن بطبيعة التشويهات التي لحقت بهن, وان بعضهن اصبحن ربما اقرب شبها بشارلي شابلن او باسماعيل ياسين ,ليتجرعن بعد ذلك سخرية ازواجهن وتعليقاتهم وتندرهم وهم يواسونهن بمقولة (ضاعت فلوسك يا صابر).
ومن بين المطبات اليومية الطريفة الكثيرة المتداخلة ' ان احد المسؤولين الذي كان معجبا ' بسكرتيرته المثيرة ومفتونا بمؤهلاتها الحيوية وبمميزاتها البارزة وبمشاعرها الانسانية وسرعة استجابتها لمستلزمات الاعمال الاضافية خارج اوقات الدوام الرسمي , كثيرا ماكان ينسى نفسه اثر اندماجه بالعمل وينادي(بعفويـــة بريئـــــــة)  زوجته باسم سكرتيرته ,مما اشعل حرائق الخلافات الزوجية التي دفعت زوجته          بوضعه امام خيارين , اما فصل السكرتيرة الجميلة الانيقة المثيرة التي لا ذنب لها , واما ابغض الحلال , وهكذا خسر ذلك المسؤول المتهور مادة السكر من مفردات بطاقته التموينية, في حين ادى مطب عائلي اخر الى اشتعال نيران معركة ضارية بين رجل وزوجته عندما  اكتشف صدفة بانها بدل ان تسجل اسم والدته امام رقم هاتفها في موبايلها الخاص وضعت(ببراءة وحسن نية) امام الرقم صورة (غوريلا مفترسة).
  ومن بين ما تختزنه الذاكرة مطبا فريدا حدث لاحدى زميلاتنا في التسعينات من القرن الماضي ,حيث اضطرتها ظروفها العائلية ذات صباح انتظار خط المواصلات الذي يقلنا الى دائرتنا قرب احد المطبات الاصطناعية وعندما اخبرت السائق بانها ستنتظره قرب المطب الصناعي في ذلك الشارع غرق بموجة من الضحك وسألها مداعبا هل اختفت كل اماكن وعلامات الدلالة ليصبح ذلك المطب اثرا تاريخا او معلما حضاريا بارزا , لكن المفاجأة كانت لدى وصولنا الى الدائرة ونحن ما نزال نتندر بذلك المطب العريق حيث تسلمت امرا اداريا بتعيينها مسؤولة للقسم الذي تعمل فيه 'وبذلك تحول المطب الى موقع للامنيات حيث دأب السائق بتعمد الوقوف عنده يوميا اثناء مرورنا به للحظات وهو ينادينا ضاحكا (وصلنا مطب الامنيات , اطلبوا من الله ان يحقق امنياتكم) ' بل ان احدهم اقترح عليها ان توقد شمعة قرب ذلك المطب وان تصلي صلاة الشكر لله كلما مرت به,بينما نصحتها زميلة اخرى ان تقدم طلبا الى الحكومة لتحويله الى موقع اثري او سياحي , ومن ثم فقد اطلقنا على ذلك المطب اسم زميلتنا .
الى ذلك فان المطبات السياسية ما تزال وسوف تبقى من اشد المطبات استغرابا ودهشة وسخرية ' بالاخص عندما يضع مسؤول رفيع نفسه في مطب المبالغة وهو يدعي استقرار الامن ورسوخه ليستيقظ المواطنون بعد ساعات على دوي عشر مفخخات توقع مئات الشهداء والجرحى' وان يطالب مسؤول اخر بالالتزام بالدستور وهو اول المتجاهلين له ' وان ينجح دائما المسؤولون الرفيعون المطلوبون للقضاء بالهرب الى الخارج   بجوازاتهم الدبلوماسية , وان يلوح مسؤول معني بالتوزيع العادل للثروات وتمر السنوات دون ان يلمس الفقراء أي التزام حقيقي بتنفيذ تلك الادعاءات , وان يتم بعد عشر سنوات اكتشاف ان مسؤولا قضائيا رفيعا مطلوبا للقضاء بعد ان اصدر عشرات وربما مئات القرارات المصيرية ومع ذلك يستطيع الافلات ولا احد يستطيع التكهن بمصير ما اتخذه من قرارات وهل كانت صائبة وعادلة ونزيهة ام لا, وان يعيش مواطنوا واحدة من اغنى الدول النفطية على(مكارم) البطاقة التموينية , وان ترفع التظاهرات الشعبية  يوميا من سقوف مطالباتها الجماهيرية , حتى ماعاد البعض يفرق بين المشروعة منها والممنوعة.
بيد ان اخطر وامر كل هذه المطبات الخلافات والاختلافات والاتهامات والسجالات بين رئاسة الحكومة ورئاسة البرلمان , فما تريده الحكومة يرفضه البرلمان , وما يصدره البرلمان ترفضه الحكومة , فرئيس البرلمان وكتلته يسعى لاستجواب رئيس الحكومة وسحب الثقة عنه ,ورئيس الحكومة وكتلته يسعون للاطاحة برئيس البرلمان , والشعب بين الاثنين ضائع وحائر وتعبان.
وما بين فوضى العملية السياسية التي ابتلعت كل الجهود والوساطات واطاحت بالمبادرات , تبرز حقيقة موضوعية تلخص اسباب كل هذه المازق والفوضى الميدانية , ممثلة بغياب الثقة بين معظم اطراف حكومة الشراكة الوطنية والكتل البرلمانية ومرجعياتهم السياسية والتي وصلت لمستوى مطالبة البعض بضمانات مكتوبة اثر تنصلهم من تعهداتهم المطلوبة.
لقد قال السيد المسيح عليه السلام (أحب لاخيك ما تحبه لنفسك) اما بعض المسؤولين والسياسيين فان مأزقهم الحقيقي يكمن في تطبيقهم المثل القائل (أحب لاخيك ما تكرهه لنفسك , واكره لاخيك ما تحبه لنفسك) , ولعل هذا هو احد المطبات الخطيرة الذي بات يدفع بالبلاد الى الهاوية , وبذلك فان خلافات السياسيين باتت السبب الرئيسي  لكوارث البلاد والعباد ولمعاناة المعدمين والمتعففين والمسحوقين.   


ماهر سعيد متي

مطبات جميلة .. وخصوصا مطب الزوجة .. متى نرى العراقي وهو يتجاوز الأزمات دون ان تولد المزيد قبل حلها ..شكرا لك تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة