مشاكسة / حتى السمج بالماي يبجي على حالي / مال الله فرج مشاكسة

بدء بواسطة matoka, نوفمبر 24, 2012, 08:02:07 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

مشاكسة
حتى السمج بالماي يبجي على حالي





مال الله فرج
Malalah_faraj@yahoo.com



قبل عشرين عاما لم تكن زميلتنا هيفاء في المؤسسة التي كنا نعمل بها انذاك من اكلي لحوم البشر او الخراف او الدجاج او البقر ' لكنها كانت من المدمنات على شراء وشي وطبخ واكل السمك , لفوائده الجمه , رغم ان رائحته قد تطرد الخالة والعمه. 

وتبعا لذلك كانت تعشق اغنيتا صديقة الملاية (يا صياد السمج صيد لي بنيه) , والهام المدفعي( اشلون انام الليل وانت على بالي حتى السمج بالماي يبجي اعلى حالي ) ' وتحفظ عن ظهر قلب اسماء معظم الاسماك وانواعها من البني والشبوط والزبيدي والبز والحبار والتونة والسلفر والكطان والكارب والسردين والرنجة والروبيان والميزوري والصبور' وطريقة شي وطبخ ونكهة وطعم كل منها , كما كانت تحفظ جميع الامثال المتعلقة بالاسماك بدءا من ( مثل السمج مأكول مذموم .. مرورا بالسمكة فاسدة من رأسها وليس من ذيلها .. ومن أكل السمك ملك , و مثل السمج حاير لا هو حاط ولا هو طاير 'والسمك مثل الفريك لا يحب الشريك , ومثل السمك لا صاحب ولا صديق , والسمك دواء وغذاء , ويتقلب مثل السمكة , والاسماك الكبيرة تاكل الاسماك الصغيرة , وقلبه قلب السمكة), وتستطيع ان تحدد بدقة الذ جزء من جسمها الذي يطلق عليه (لقمة الصياد) ' وكانت ترى في السمك العراقي الحي دواء وغذاء وشفاء ' وتعد السمك المستورد المجمد' نقمة وبلاء ' وتبعا لذلك كانت على استعداد للتحدث عن الاسماك منذ الصباح حتى المساء دون كلل او عناء.

بيد ان الألطف والأظرف انها كانت تطلق على الزملاء والزميلات اسماء الاسماك ' فرئيس التحرير كان بالنسبة لها سمكة قرش لا يتورع عن التهام كل من يقف في طريقه او يحاول ازاحته عن موقعه رغم تواضع كفاءته المهنية ' وعندما كانت تستمع لوقع قدميه صباحا وهو متوجها لمكتبه كانت تشبه خطواته بالغارات الجوية المعادية الخطيره التي ادمنا عليها في تلك الايام المريرة وتهمس هازئة محذرة وكأنها تذيع بيانا حربيا (غارة .. غارة .. انتباه القرش يتوجه الى مكتبه .. القرش يتوجه الى مكتبه ..حول) , وكان الجميع بالطبع يغرق بهستيريا من الضحك الصاخب مما لفت انتباه سمكة القرش المعنية مرة وبدل ان تتوجه الى مكتبها توجهت الى  قسمنا الذي كان غارقا بعاصفة من الضحك تحولت اعصارا ونحن نشاهد القرش المعني امامنا ' اما هيفاء فقد راحت بكل هدوء تراجع المقالة التي بين يديها وكأنها لم تكن مسؤولة عن تفجير عاصفة الضحك تلك ' وعبثا حاول القرش معرفة سبب هستريا الضحك تلك رغم تلويحه بالعقوبة الجماعية ' فقد خمن كما يبدو ان اعصار الضحك ذاك كان يمسه شخصيا.

  اما مدير التحرير فقد كان بالنسبة لها مثل سمكة التونة , ومثل بعض المسؤولين المدجنين(لا يحل ولا يربط)' في حين وصفت رئيس احد الاقسام بالكوسج الذي لا مانع لديه من التهام الجميع وخلعت على زميلة اخرى فائقة الاناقة لقب السمكة الذهبية التي تسر الناظرين شكلا لكنها فارغة مضمونا ' وحسب تعبير زميلة اخرى: (الله يستر عليها من برة هلله هلله ومن جوة يعلم الله)' اما أي نوع من الاسماك كانت تطلقه علي شخصيا فلم تبح به لي لحد الان رغم علاقتنا الوثيقة وصداقتنا العميقة ' لكن الجميع بالنسبة لها كانوا اسماكا في بحيرة واحدة.

قبل ايام التقيتها صدفة قرب قلعة اربيل ' بعد ان فرقتنا الظروف (الديمقراطية) ' وكان فرحنا فرح سمكتين التقيتا فجأة بعد ان اطاحت بهما الاعاصير وفرقتهما دوامات البحر العاصفة , وعندما سالتها مازحا عن حال واوضاع الاسماك هذه الايام ' اجابت بحسرة ان هنالك طفرة سمكية وراثية سياسية خطيرة ومريره ' ادت بتغيراتها الجينية الى تحول بعض الاسماك المجهرية الطفيلية الشريرة الى حيتان شرسة خطيرة راحت تلتهم بشراهة كل الاسماك الصغيرة , أما كواسج الفساد لم تبق شيئا للعباد.

ونحن نقلب صفحات لذيذة من تلك الذكريات السمكية ' سألتها بخباثة   صحفية (هنالك مثل سمكي كنت ترددينه دائما يؤكد ان السمكة فاسدة من رأسها وليس من ذيلها , فاين موقع العملية السياسية من مثل هذه الامثال السمكية؟).

  اطلقت زفرة طويلة قبل ان تجيب :(هذا المثل لا ينطبق على العملية السياسية لدينا لانها والحمد لله ليس لها رأس  ولهذا تجدها ضائعة تتخبط في جميع الاتجاهات وتضرب بزعانفها يمنة ويسرى مثل السمكة التي التهمت سم الزهر لكنها مع الاسف وبدل الرأس اصبحت تمتلك مئات وربما الاف الذيول).

ثم راحت تدندن دامعة العينين (اشلون انام اليل وانت على بالي .. حتى السمج بالماي يبجي اعلى حالي)' ولم اعلم هل كانت تبكي متألمة لانها استذكرت مرارة الماضي الذي رحل أم فرحا بالحاضر (الــــــرائع) الذي أطل؟ 





برطلي . نت / بريد الموقع



Matty AL Mache