الداخلية والدفاع.. بين مصغٍ لـ"لسان الشارع" ووزير هادئ

بدء بواسطة برطلي دوت نت, فبراير 17, 2018, 02:59:55 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت


  الداخلية والدفاع.. بين مصغٍ لـ"لسان الشارع" ووزير هادئ   

         
برطلي . نت / متابعة

بغداد/ الغد برس:
شهدت التشكيلة الحكومية لرئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، الكثير من اللغط في بداية طرحها على مجلس النواب، حتى جاء تفجير منطقة الكرادة وسط بغداد في 3 تموز 2016، أحد أضخم التفجيرات في العراق، والتي راح ضحيته المئات فيما أصيب وفقد المئات أيضا، ليدفع وزير الداخلية محمد الغبان الى الاستقالة من منصبه، بعد أن دخل الوزارة ضمن التشكيلة الحكومية لرئيس الوزراء حيدر العبادي في عام 2014.

استقالة الغبان لم تكن الوحيدة في حكومة العبادي، التي عاشت فترة حرجة من الاستقالات والإقالات، فوزير الدفاع خالد العبيدي، تمت إقالته بعد "تفجير" ملفات فساد كبرى داخل قبة البرلمان، خلال جلسة استجوابه من قبل النائبة عالية نصيف.
"تفجيران" احدهما دموي وأخر معلوماتي، أديا إلى سقوط وزيرين شغلا العبادي والبرلمان خلال طرح التشكيلة الحكومية، وتم الضغط في وقتها (2014) على العبادي لاختيار من يشغل هاتين الحقيبتين حتى لا يتكرر سيناريو إدارة الداخلية والدفاع بالوكالة، كما حدث مع سلفه نوري المالكي.

ما بعد الاستقالة والاقالة
خروج الغبان والعبيدي من الحكومة، دفع العبادي إلى اختيار بدلاء لهم لا تختلف عليهما الكتل السياسية، ليحقق مبدأ التوافق، فطرح أسماء قاسم الاعرجي للداخلية وعرفان الحيالي لوزارة الدفاع.
وبعد أكثر من جلسة برلمانية حضرها العبادي لطرح الوزراء البدلاء، صوت البرلمان في (الـ30 من كانون الثاني 2017) على اختيارهما، لتبدأ رحلة جديدة عنوانها "استتباب الأمن" في البلاد.
وبعد ان كانت الوزارتان غارقتين بملفات فساد ليس لها اولا ولا آخر، والمحسوبية هي الأساس، وسط وضع أمني متردي، حيث داعش ما زال يسيطر على المناطق التي احتلها في العراق، الامر الذي جعل مهمة الأعرجي والحيالي أهم من مهمة العبادي والبرلمان لإسناد هاتين الوزارتين لتحقيق ما يبتغيه المواطن منهما.
ملفات عدة كشفت وتمت معالجتها، خطط وأجهزة أمنية كانت متروكة تم تفعيلها، حيث قام الأعرجي والحيالي بإزالة "التراب" عن كل ما تم ركنه في الوزارتين ومن شأنه أن يقدم خدمة مباشرة للمواطن

الأعرجي.. المصغي للسان الشارع
وهو من مواليد 1964 والحاصل على بكالوريوس علوم عسكرية وبكالوريوس تجارة من جامعة مطهري، وبكالوريوس علوم إسلامية، إضافة لكونه ما زال طالبًا في العلوم السياسية.
التحق بصفوف المعارضة (منظمة بدر) في إيران عام 1986 وتلقى عدة دورات عسكرية هناك، ودخل إلى العراق سنة 2003 بعد الاحتلال الأمريكي، دخل البرلمان وأصبح زعيم الكتلة النيابية لمنظمة بدر.
وشغل الاعرجي عدة مناصب في الحكومة المحلية لمحافظة واسط، فيما اصبح ممثلا لها في الحكومة التشريعية لينتهي الامر وزيرا للداخلية.
حيث تمكن الاعرجي من إبعاد كل ما زرعته الإدارات السابقة ممن كانوا يتحكمون بمصير البلد ووضعه الأمني، وأقدم على تفعيل ما تم إيقافه، سواء سيارات السونار وغيرها من الأجهزة الامنية المهمة، كما حجم دور المنتسبين، ليحد من استغلال المناصب واسم الوزارة في الشارع والاعتداء على المواطنين من قبل بعض العناصر المسيئة.
أقترب الأعرجي كما هو متعارف عليه من المواطن، وأصغى لما يقوله، وبات على تماس مع كل ما يطرح في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، ليحدث نقلة نوعية في طريقة إدارة الوزارة، ويكون أول وزير بعد إسقاط النظام السابق يستجيب لكافة النداءات ولكل ما يشكل قضية رأي عام.
استجابة الاعرجي كانت "شبه فورية"، حتى يصدر الأوامر بمعالجتها والوقوف على ملابساتها، وأدت توجيهاته المباشرة إلى السيطرة على الوضع الأمني المتدهور، حيث تم ضبط مئات العصابات خلال الفترة الماضية، سواء عصابات السرقة أو الخطف أو المتاجرة بالمخدرات وغيرها من الجرائم.
توجيهات الأعرجي بمحاربة الفساد، طالت أيضا ضباطا ومراتب في الوزارة ومنتسبين، حيث تم إحالة الكثير منهم للتحقيق بقضايا الفساد والرشوة.
وقام الأعرجي في محاربة ظاهرة "السحر والشعوذة" في المجتمع تحت ما يسمى بمراكز "العلاج الروحاني" وشن حملة كبرى للقضاء على هذه الظاهرة التي يدفع المواطن البسيط ثمنها غاليا، فضلا عن معالجته لمئات الحالات الخاصة لبعض المواطنين الذين لم يستطيعوا أن يروجوا معاملاتهم بصورة طبيعية لاسباب كثيرة، وتم ذلك عبر لقاءات في مكتبه.
كما شهدت الأجهزة الأمنية الأخرى المرتبطة بالوزارة نشاطا كبيرا في مكافحة الجرائم والقضاء عليها في العاصمة منذ تولي الأعرجي لمنصبه، نظرا لانتهاء عهد المحسوبية والرشاوى التي كانت هي الحاكم الأول لجميع مفاصل الوزارة.

عرفان الحيالي.. وزير هادئ وقائد عسكري
وزير الدفاع اعرفان الحيالي ، هو مرشح (كتلة متحدون للإصلاح بزعامة أسامة النجيفي)، مواليد الأنبار قضاء حديثة سنة 1956، متخرج من الكلية العسكرية، حيث صدر بحقه حكم الإعدام إبان النظام السابق، بسبب اشتراكه بتنظيم عسكري كان ينوي الإطاحة بنظام صدام عن طريق انقلاب عسكري، إلا أن نتيجة تدخل عشيرته استطاع الحصول على العفو من هذا الحكم.
في سنة 2006 عاد إلى الخدمة في وزارة الدفاع بوظيفة مدنية، وفي 2007 تم تحويلها إلى وظيفة عسكرية وبرتبة عميد، ثم ترقى إلى رتبة لواء في جهاز مكافحة الإرهاب لحين ترشيحه لمنصب وزير الدفاع.
الحيالي لديه العديد من الخبرات العسكرية منها خبرة عسكرية في مختلف المناصب القتالية والتدريبية والادارية، وايضا خبرة في العمل الميداني والاستخباري من خلال العمل في جهاز مكافحة الارهاب لمدة كبيرة وايضا لدية الخبرة في القيادة والسيطرة وادارة الموارد البشرية في السلم والحرب.
باشر وزير الدفاع عرفان الحيالي، مهام عمله في وزارة الدفاع، بلقاء كبار الضباط وهيئات ركن الوزارة، خاصة وان الظروف التي كان يمر بها البلد "صعبة"، وزار المحافظات التي كانت تدور بها معارك التحرير من تنظيم داعش، فيما اوعز الى الجنود بالتعامل الانساني مع المواطنين هناك.
ففي الايام الاولى لتسلمه منصبه فضل التواجد على خطوط التماس ليشرف على قطعات الجيش التي كانت تخوض معارك التحرير، حيث تواجد على جبهة الموصل ليعلن من هناك التحضير لعمليات تحرير غربي الانبار بعد تحرير الموصل.
واذا كانت تشكيلة الحكومات العراقية منذ العام 2003 لم يسمع من احد وزرائها انه اعتذر عن خطأ ما، فالحيالي تقدم باعتذار للشعب العراقي حيث قال الحيالي "اعتذر للشعب العراقي عن اللبس الذي حصل عند كلامي عن معاملة أسرى داعش كأسرى حرب ولم أقصد المعنى الحرفي لهذا المصطلح".
وأضاف ان مسلحي داعش "قتلة ومجرمون وهم تنظيم إرهابي لا تنطبق عليه بنود واتفاقيات الأمم المتحدة، بل يعاملون وفق القوانين العراقية النافذة".
ومضى قائلا "كان قصدي أن نتعامل وفق القانون وأن لا تكون تصرفاتنا ردة فعل لإجرامهم".
الحيالي، ركز على استمرار التعاون الدولي والاقليمي في مجال تدريب وتسليح وتجهيز القوات المسلحة العراقية، ووجه القوات العراقية بتكثيف الجهد الاستخباري في المناطق المحررة من داعش.