بين ثقافة العطاء وثقافة الاستجداء

بدء بواسطة philip hadayee, يناير 31, 2018, 01:28:47 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

philip hadayee

                                                       بين ثقافة العطاء وثقافة الاستجداء

اثبتت الأحداث التأريخيه ان القضاء على اي مجتمع دون استعمال اي سلاح هو نخره من الداخل وتفكيك كل مقوماته وتدمير حضارته وقتل كبريائه بحيث يفقد كرامته وهويته بهدف انهاء وجوده وشل وايقاف عجلة حياته ، وقد مورست بحق شعبنا المسيحي عبر التاريخ عدة محاولات لأبادته وبمختلف الاساليب والطرق الأ انه كان ينهض في كل فتره من جديد ويشكل مساراً للبناء في ارضه ويعيد صنع الحضاره لكن هذه المره ( الأخر ) غيّر اسلوبه في الأباده وطمس الهويه فعمد الى الخداع والخبث في تفتيت وتحطيم مقومات ومعايير وثقافة وحضارة هذا المجتمع فعمد اولا الى تهجيره وقلعه من ارضه ثم هجرته الى دول الشتات ليجعله  تائها جائعا محتاجا ذليلا مهانا تتصدق عليه المنظمات الانسانيه فتغير نمط حياته بعد ان كان في داره وبلدته سيد نفسه واصبح الغني والفقير في دائرة الاستجداء ، فالذي بقي في البلد اعتاش على المساعدات طيلة فترة النزوح التي تجاوزت الثلاث سنوات اما الذي هاجر الى خارج البلد فالبعض منهم مازال يعيش على ما تقدمه الكنائس والمنظمات والهيئات الدوليه في بلدان الانتظار وحتى الذي وصل منهم الى دول الشتات فهو يتقاضى مبالغ ماليه لأعانته لتلأفي نفقات المعيشه الصعبه .
فلو عقدنا مقارنه بسيطه بين حالة العطاء التي كان مجتمعنا متميزا فيها والفرح والسعاده التي كان الأنسان يشعر بها والأحساس بالسلام الداخلي ومحبته للأخرين والثقه بمكانته وكرامته  واواصر التعاون والتكاتف بينه وبين افراد مجتمعه     وبين حالة الأخذ الطارئه علينا التي اصبحت قريبه من الاستجداء التي انتجت انعدام الفرح وطغيان البؤس والقلق في سلوك الأنسان وانعدام التعاون   فتزعزعت مكانته في المجتمع وتدهورت كرامته  كما  برزت ظاهره جديده لدى البعض  هي الأدعاء المستمر بالفقر  وغلبت عليهم الأنانيه وحب الذات وللأسف اصبح هذا السلوك هو السائد في مجتمعنا وعُزز بالتبريرات اللأزمه فكنا نرى مئات الاشخاص وهم واقفين في طوابير طويله لأستلأم المساعدات والأنتظار لساعات رغم برودة اوحرارة الجو صيفا اوشتاءاً وسوءاً في داخل البلد او خارجه وتحولت هذه الممارسات الى مشاهد يوميه مألوفه لأنها استمرت لعدة سنوات فرسخت ثقافة وسلوكا اجتماعيا مغايرا لما تربينا عليه واصيب المجتمع بالكسل والأتكاليه وعدم الرغبه في البحث لتوفير موارد ماليه لشراء الغذاء لأنه مؤمن من المنظمات الأنسانيه  وبمرور الزمن غلبت المصلحه الشخصيه والانانيه وحب الذات والحسد على المصلحه العامه فهذه الصور والحاله التي نحن فيها الأن هي الغايه او الهدف التي خطط لها (الأخر) ونفذها فأهتزت القيم والثوابت والتقاليد الأجتماعيه واصبحنا شعب مغلوب على امره  كما ترسخت ظاهره سيئه مفادها ( على الكنيسه ان توفر كل شىء لأبنائها ) رغما عنها ووصل الأمر بالفرد المسيحي ان يعتقد بأنه افضل من غيره وعلى الكنيسه  تأمين كل متطلباته لأنه صاحب فضل ومنّه عليها كونه احد ابنائها دون ان يصرف اي جهد او عناء لتغيير هذا الواقع وان يبحث عن بدائل لتعيده الى وضعه ومكانته الاولى  ويعيش بكرامه وثقه بالأخرين وخاصة بعد ان تم دحر داعش وشروره  وهنا نتذكر قول يشوع ابن سيراخ "كثيرون اضلهم بطلان ارائهم " بن سيراخ 3/26
وختاماً اتمنى الموفقيه للجميع والعيش بكرامه وارجو ممن يدلي برأي او مداخله او تعليق على المنشور ان يكون شجاعاً ويعترف بالحقيقه رغم مرارتها بحياديه وبعيدا عن الانتقاص من الغير مهما اختلفت الاراء.










[/size][/size][/size]

بهنام شابا شمني

اصبت كبد الحقيقة استاذ فيليب هذه المرة ايضا من خلال نقلك للصورة التي اصبح عليها شعبنا المسيحي بهد التهجير. لقد انتظرنا ان تنتهي محنة التهجير ونعود الى الديار علها نتخلص من هذه الصورة القاتمة التي ارادها لنا الاخر كما اسميته ولكن يبدو ان انساننا قد تعود على هذه الحالة ووجدها مريحة تجعله لا يصرف جهدا في الحصول على قوته غير ساعات الوقوف في الطوابير. الاشارة دائما الى مثل هذه الحالات السلبية تجعل الانسان يراجع نفسه ويتخذ القرار الصحيح.
شكرا مرة اخرى.

ماهر سعيد متي

احسنت الوصف استاذ ابو فادي .. في الماضي القريب وحينما صرفت مبالغ كبيرة على مناطقنا مصدرها شمال العراق حينها اقترحت ان تقام بها مشاريع انتاجية لا ان تصرف على المباني والحجر فقط انطلاقا من المثل الصيني القائل ( بدلا من ان تعطني سمكة .. علمني اصطياد السمك) لكن مقترحي هذا جوبه بالتجاهل كالعادة .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة