في أول نشاط ثقافي لمدينة محررة : شكرا لأدباء نينوى , وعذرا لمثقفي بغديدا

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أكتوبر 20, 2017, 09:56:38 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

في أول نشاط ثقافي لمدينة محررة : شكرا لأدباء نينوى , وعذرا لمثقفي بغديدا     

         
برطلي . نت / متابعة
كتابة : نمرود قاشا

في أول  نشاط ثقافي تقيمه المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية خارج اربيل - عنكاوا , احتفالية توقيع كتاب " امشي وعلى راسي قنديل " لمحب بغديدا شاكر مجيد سيفو , هذا الكتاب من  إصدار وزارة الثقافة والشباب , وتحت رقم ( 42 ) سلسلة ألثقافة السريانية , والذي لم يتمكن ممثلها من الحضور وكذلك وفد اتحاد الأدباء السريان وكاتب هذه السطور بعد انتظار طال لساعات حتى قيل لنا : إلى الوراااااااااء دُرْ , عااااااادةً سِرْ , نعم عدنا إلى اربيل وتركنا شاكر سيفو , هذا المجنون بالشعر والخمرة  والنساء البدينات ' ولكي يعوض عن الفراغ الذي تركه محبيه في قاعة المطران عمانوئيل بني في دار ما بولس للخدمات الكنسية مساء الاثنين 16 تشرين الأول 2017 غنى لمطرب العراق الأول ناظم الغزالي مقام مع أغنية اختتم فيها  المقطع الأخير من قصيدته , فكان شاكر الغزالي وناظم سيفو .

الدكتور الناقد محمد يونس الجريسي قدم هذه الأمسية بدلا من نمرود قاشا الذي شملته " إلى الوراء در " فكانت مناسبة لان يقول الجريسي ما في قلبه لمدينة أحبها وأحب مثقفيها .

الأوراق النقدية التي قدمت في الأمسية لكل من : الأستاذ الدكتور الناقد محمد صابر عبيد , والأستاذ الدكتور الناقد خليل شكري هياس , قرأت نيابة عنهم من قبل الدكتور جاسم خلف الياس .

أعود إلى الحضور لأقول : في أول تظاهرة ثقافية تشهدها المدينة وكجزء من الوفاء لها ولمحبيها , ولهذا الذي تغنى بها في اغلب نصوصة :

أنت تحبلين بقوس قزح

يشع على العالمين

وأنا أفك بأطيافه

خرس سطور قصائدي

واطرد عنها الأنين

آمين ...

نعم كان حضورا خجلا , ربعه من أحبتنا في اتحاد أدباء نينوى , فعذرا وشكرا .

شكرا من القلب لكل من : أ . د محمد صابر عبيد , د. خليل شكري هياس , د . جاسم خلف الياس , أ . عبد المنعم الامير ,  د . احمد جارالله ياسين , د . محمد يونس الجريسي , د . جاسم محمد جاسم العجة , أ . حميد عبدالوهاب

..........

التقديم الذي كان من المقرر ان القيه في بداية الأمسية

" الشعراء مجانين

لا مأوى لهم ,

ولا ربطات أعناق ..

ملوك المنطقة السوداء

ولا بطاقات الدخول إلى الملاهي

مشردون كالمطر

لكن قلوبهم كالثلج ..."

وكما هي قلوب الشعراء كالثلج , فمساؤكم بياض كما هي صلعتي وشَعر شاكر سيفو , ونحن نحتفي به هذا اليوم ومجموعته الشعرية الجديدة والتي تحمل الرقم ( 14 ) من مجموع إصداراته , والرقم ( 42 ) من سلسلة الثقافة السريانية التي تصدرها المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية التابعة لوزارة الثقافة والشباب والراعية لهذه الأمسية .

مرة أخرى , أقولها لكم أيها الحضور الجميل , باسم اتحاد الأدباء والكتاب السريان في أول نشاط ثقافي يقام في بغديدا , هذه الخيمة الدافئة والملونة ... والتي كانت وستبقى عنوانا للسلام والمحبة رغم البثور التي تركها الفكر ألظلامي على جسدها .

شاكر مجيد سيفو , ترنيمة حزن مرمية في طريق شَحًّ عدد سالكيه , فصار مُوحشا , يكتنفه ظلام لن يتبدد , يحمل صليبه ليلامس خاصرات الوطن , ويطرز شاله بحروف سريانية يختصر فيها هذا الهم الكبير .

سيفو , إنسان يتسكع في الوجع العراقي , ليقول للجميع : أننا ملح هذه الأرض , وعطر ترابه , وهو يحلم بوطن ابيض , وفي تجلياته الشعرية , ثمة ثلج يشبه شيبة رأسه الموغلة بالبياض .

شاكر مجيد سيفو , هذا العراقي المعطر بحناء الفاو , المرصع بندى كردستان , المشبع بملح سوق الشيوخ , حاملا صفاء دجلة لينثر على الواقفين على ضفافه , حروفا جميلة لا تشبه إلا بلدته ( بغديدا ) .

ف " الباء " ينثرها على شط الحلة , و " الدال " لبغداد ... حيث المربعة والمقهى البرازيلي وفندق الشرق الأوسط والباب الشرقي وعلاوي الحلة .

و " الألف " ولأنها ممدودة فهي تعانق الفضاء والغيوم , وقد اختارها ممدودة ليرى من خلالها محلة دمرحانا , نادي المعلمين , مار بولص , مقهى مجيد ججو والسمقو .

و " الياء " ولأنها تشبه البطة , فيقدمها مشوية مع مزمزاتها لأصدقاء يصاحبها الخمر المعتق والعرق الرديء لجارتنا بعشيقة لأصدقائه : حسين رشيد , زهير بردى , موفق محمد , محمد صابر عبيد , اديب كوكا .

شاكر مجيد سيفو , ماذا تقول للسنوات التي ثقبت ذاكرتك , هل تؤرخ لها " هلوسات في زمن القهر " ؟ هل ستضيف رقما آخر إلى بندي دبغديدي , يوم تقف في هوائها النظيف , ونكتب قلائد افروديت , واليوم الثامن لآدم , واسمك السعيد بنقاطه ... ام ستبقى مجنونا بجغرافيتك السعيدة .

( العالم كله ظلام

وحدي امشي في هذا العالم

وفوق راسي قنديل

ولا أرى أحداً سواي

أنادي ولي بَحة كبيرة

نبتت في حلقي

منذ سبعة ألاف وطن

أنادي , أصيح اصرخ في وجه هذا العالم

أصيح على الأشجار

والحمائم والعصافير

والأنبياء والريح  )

تصيح على من - يا شاكر سيفو - ؟

تصيح على من ؟

وقد وصل السوس إلى ما تحت أحزمتنا

وما كان عصيا على الضوء

أصبح متاحا لكل ما هب ودب

اوووووووف لقد سقط الملك

عاش الملك

مااااااات الملك

خر صريعا ..ولم يترك لي غير صلعتي

ولك هذا البياض ..

قم يا سيفو ؟

وانثره على محبيك

سلاما لكم أيها الحضور

ومساؤكم جمال وبياض