ضجيج "كتاب" الموسوعة ...!

[MATTIPKALLO]

ضجيج "كتاب" الموسوعة ...!

متي كلو
mattikallo@hotmail.com

"القراء ليسوا أغناماً، وليس كل قلم يغريهم"..
فلاديمير نابوكوف

اعلانات مبوبة، وضجيج اعلامي واعلانات تغطي مساحات شاسعة من بعض الصحف تعلن البشرى لميلاد كتاب جديد، بل موسوعة تكون مصدرا  للباحثين والباحثات والقراء والقارئات وينتظر الكثيرين من امثالي عن "الكتاب المعجزة" ويزداد الضجيج كلما اقترب موعد الاحتفالية بتوقيع الكتاب والذي يحتوي ما لا يعرفه احد عن شخصيات عربية ثقافية وفنية وسياسية واجتماعية وصحافية في المغترب! وكنت احد التواقين والمتلهفين لكي احصل على نسخة من الكتاب"الموسوعة" وخاصة عنوانه الذي يجذب انتباه كل مثقف!  مصدر مهما لكل كاتب او باحث او ناقد او قارئ عندما يبحث في "ثقافة الاغتراب" واصبح الاعلان عنه حديث الساعة ولكن لسوء حظي لم يتسنى لي حضور حفل توقيعه وشعرت بالأسف الشديد لأسباب كانت خارج إرادتي ولكن اتصلت بأصدقاء كثيرين لكي احصل نسخة منه ولكن كل جهودي ذهبت سدى وأصابني اليأس عندما علمت بان كافة النسخ قد نفذت، وهذا النفاذ جعلني اكثر تلهفا لمطالعة الكتاب.
وبعد اكثر من  عدة  اشهر جاء الفرج وتنفست الصعداء عندما اعلمني احد الاصدقاء من الذين ورد اسمه في هذا الكتاب"الموسوعة" لا مانع لديه من استعارة الكتاب، وبالرغم من بعد داره عن مسكني، قررت ان اقطع المسافة  بحدود 86 كم ذهابا وايابا، وعدت الى منزلي وانأ مغتبطا لاني سوف اضيف الى معلوماتي ما لم اعرفه، ربما احاول ان انسخ الكثير من صفحاته وجعله ملفا ليكون  مصدرا مهما لأي مادة ثقافية افكر بكتابتها.
جلست على مقعدي في صالة داري، وتناولت الكتاب، انه كتاب انيق، ورق صقيل، طباعة غاية الاتقان وجهد في الاخراج من خلال التقنية الحديثة للطباعة ، ابهرتني صفحاته من حيث التبويب واختيار نوع الحرف، والالوان وشعرت بسعادة كبيرة بعد ان حصلت على هذا الكتاب بعد اشهر من الانتظار وسالت نفسي كيف تكون سعادتي وغبطتي وكيف يكون فرحي وسروري، عندما احصل عليه ليكون من ضمن مكتبتي المتواضعة.
وضعت "الكنز" جانبا، وارتديت "دشداشتي" وجلبت قدحا من الشاي"المهيل" وتمددت على "تختي الشرقي" وبدأت بتصفح ألكتاب وبحثت عن الذين أعرفهم عن طريق الفهرست وبدأت بأولهم، صدمت، مفاجأة  أصابتني، احقا ان هذا الصديق  الذي تربطني به صداقة ومودة واصدر كتابين ولم يعلمني بهما او باحدهما! وضعت الكتاب جانبا، وهرعت الى الهاتف لاتصل بصديقي  واعاتبه.
اعتب عليك يا صديقي لأنك لم تعلمني بإصدار كتبك!
اي كتب؟
اللذان ورد ضمن  بعض السطور التي وردت عنك على متن احدى صفحات الكتاب الفلاني،
ضحك قائلا: لم اصدر اي كتاب وهذا الذي كتب عني ليس له اساس من الصحة، ولكني بصدد انجاز  احد كتبي قريبا وتكون انت اول المدعوين.* عندما احتفل بتوقيعه.
عدت الى "الكتاب الموسوعة"مرة اخرى، ومن خلال صفحاته علمت بان الكثير مما ورد فيه لا يمت الى الواقع بصلة، واسماء دونت على متن صفحات"الكتاب" لا تربطها بالواقع الثقافي او الادبي او الاعلامي اي رابطة سوى رابطة"تقبيل اللحى" او حشو الصفحات! وعندما سالت احد المقربين من مؤلف الموسوعة" ضحك قائلا:
-"بدون تعليق"
وبعد اسبوع جمعتني جلسة مع بعض  الاصدقاء الذين يهتمون بالثقافة وهمومها في دول  الانتشار العربي، وكان احد مواضعينا عن هذا الكتاب "الموسوعة" فقال احدهم:
ان الركود الثقافي في المغتربات ادت الى ظهور مثل هذه الكتب التي تحتوي الى المعلومات
الخاطئة او المزيفة ونشم منها رائحة النفاق "الاعلامي" .
اما الثاني فقال: للاسف اصبحنا محل سخرية لكي نقرا كتب فارغة .
والثالث فقال:اصبحت اخشى على بعض الاعلاميين بان يفقدوا مصداقيتهم وان يسخروا اقلاهم من اجل التميز  على حساب شرف المهنة.
اما الصديق اللبناني الذي كان من الحاضرين، فقال عن الكتاب: من برة هالله .. هالله .. ومن جوة يعلم الله.
واضفت قائلا :
وبالعراقي "من برة ,,, ومن جوة صخام!!
مضى على تلك المحادثة الهاتفية اكثر من سنتين ولم يصدر كتابه لحد الان، كما هناك كتاب ومطبوعات دورية لم  تذكر في "كتاب الموسوعة".

http://panoramanews.com.au/oldsite/index.php?option=com_content&view=article&id=2359:-qq--&catid=36:mati-kalo-articles&Itemid=80