مشـــــــاكسة البلاهــــــــــة. والنباهـــــــــــــــة/مال اللـــــه فـــرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 02, 2016, 10:58:02 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

 
مشـــــــاكسة

البلاهــــــــــة. . . والنباهـــــــــــــــة     
   


برطلي . نت / بريد الموقع
 
   مال اللـــــه فـــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
 


وسط أعنف فوضى سياسية، عصفت بالحكومة وبالمؤسسة البرلمانية بشدة، محدثة شرخا عميقا بين البرلمانيين الذين انقسموا بين مطالب بإقالة هيئة الرئاسة بدعوى فشلها وعدم شرعيتها،  وبين مؤيد لبقائها، وبين طرف ثالث من المنافقين الذين وضعوا قدما في هذا الخندق واخرى في الخندق  المضاد، مهددة في الوقت نفسه بالاطاحة بالرئاسات الثلاث جراء الازمة المالية الصعبة التي ضربت بقسوة الحياة اليومية للفقراء والمعدمين والمهجرين والنازحين، فجّرت برلمانية (حاقــدة حاســـدة)  قنبلة من العيار الثقيل بهدف إحداث موقف سلبي مريع ضد برلماننا الوديع، وإثارة فوضى شعبية ضد حكومتنا (الملائكيــــة) وضد مسؤولينا (المتواضعيــــن المتعففيــــن) لاسيما أن احدهم (إدعــــى صادقـــــا) في حوار تلفازي معه بانه لايعرف مقدار راتبه لانه لا يستلمه بيده ابدا, بل يذهب الى الفقراء والمعوزين، ويبدو ان هذا الراتب (فائــــق الذكــــــاء)، الذي ينافس صاحبه نزاهة وذكاءً، يعرف جيدا المواقع العشوائية لاكواخ المعدمين ومنازل الصفيح للمتعففين عبر خرائط الاقمار الصناعية، فيذهب اليهم مباشرة دون ان يجعل ذلك المسؤول (الانســـــاني) يشعر به.
فقد كشفت تلك البرلمانية، (الحاقـــــدة الحاســــدة)، عن حقيقة (متواضعـــــة)، مدعية ان  بذمة مكتب مسؤول رفيع (123) سيارة مما يمثل (وفـــــق تصورهـــــا) هدرا للمال العام، ناسية وربما متناسية عن قصد (ســــيئ) المستوى الرفيع من الرفاهية والامن والاستقرار والامان والتطور والعيش الرغيد الذي تحقق لشعبنا على ايدي مسؤولينا وبرلمانيينا واحزابنا وتحالفاتنا كافة ومن بينهم ذلك المسؤول الذي عنته، حيث لم يتبق من المواطنين الذين يعانون من الجوع في ظل حياة الرفاهية التي ننعم بها الا ثمانية ملايين جائع فقط، ألا يستحق مكتب ذلك المسؤول الرفيع هذا العدد (المتواضــــع جــــــدا) من السيارات الذي لا يتجاوز الــ (123) سيارة فقط؟ تكريما وتثمينا واعتزازا بما حققه وزملاؤه في مختلف مواقع المسؤولية من انجازات غير مسبوقة كان منها على سبيل المثال وفي ميدان الامن والاستقرار وبشهادة المنظمة الدولية، فجيعة العراق خلال شهر نيسان الماضي فقط بسقوط (2115) مواطناً بين شهيد وجريح، جراء اعمال العنف والارهاب والنزاعات المسلحة، حيث استشهد (741) مواطنا وإصيب (1,374) آخروين، ولو كنت مسؤولا مخولا وانا اتلمس جانبا من هذه (المنجــــزات الفــــذة وغيرهـــــا) لاستعرت من التاريخ الحديث (مكرمــــة) دكتاتـــــور رومانيا (نيكـــولاي تشاوشيســكو) لنفسه وحدثتها وطورتها، حيث يقال بإنه كان يرتدي يوميا بذلة جديدة ومن ثم يأمر بإحراقها حتى لا يرتديها سواه من عامة شعبه (المرفه) وبالتالي يمكن ان تنتقل بعض من عدوى (عبقريتـــــه) الى من سوف يرتديها، ولعملت على توفير (365) سيارة على عدد ايام السنة لكل مسؤول رفيع أسهم بأي شكل من الاشكال في بناء هذه (الرفاهيــــة) المفرطة التي نعيش في كنفها والتي حفزت الموظفين والمتقاعدين ودفعتهم للمبادرة (بالتبــــرع) بنسب من رواتبهم (الخياليــــة) لدعم خطط الحكومة الملائكية، من اجل ان يستخدم كل مسؤول رفيع كل يوم سيارة جديدة، تليق بمكانته وبعبقريته وبتفرد انجازاته، وعين هذه البرلمانية المشاغبة الحاقدة الحاسدة فيها عود.   
في ظل هذا الترف (المتواضـــع) ، تقفز من الذاكرة (انســــانية) أفقر رئيس دولة، ذلك هو(خوســـيه موخيكــــا) رئيس الأوروغواي السابق الذي لم يكن يمتلك اسطولا من السيارات الحكومية، لكنه كان يستخدم سيارته الخاصة نوع (فولكـــس واكــــن بيتــــل) في تنقلاته والتي لايتجاوز سعرها الالفي دولار  فضلا عن تبرعه بنسبة 90% من راتبه الشهري البالغ (12500) دولار للاعمال الخيرية ولمساعدة فقراء بلاده ولم يكن يتقاضى من راتبه الرئاسي الا (1250) دولارا شهريا، اما رئيسة ملاوي (جويـــس بانـــــدا) التي تولت الرئاسة في بلادها في نيسان من عام 2012 ، وكانت البلاد في حينها تمر بضائقة اقتصادية خانقة خلفت ملايين الجياع، فقد اقدمت على خفض راتبها بنسبة 30% وبادرت إلى بيع (35) سيارة مرسيدس كانت مخصصة لاستخدام افراد حكومتها، ملغية حوافز ومخصصات  مختلفة للوزراء والمسؤولين الكبار، ومقلصة اعداد الموظفين بالسفارات والقنصليات لخفض النفقات، والاهم انها بادرت إلى بيع الطائرة الرئاسية الخاصة بخمسة عشر مليون دولار لتطعم بثمنها مليون جائع بدل ان تستقطع نسبا من رواتب الموظفين والمتقاعدين لسد عجز الميزانية جراء فشل وسرقات واختلاسات بعض المسؤولين الفاسدين، ومفضلة ان تستقل الدرجة السياحية في طائرات نقل المسافرين العادية خلال تنقلاتها جنبا الى جنب مع مواطنيها من اجل اغاثة شعبها.   
في العراق يوثق السيد (فــــؤاد عــــارف) الذي كان مرافقا للملك غازي واقعة مهمة جسدت جانبا من شخصية الملك وبساطته وعفة يده، فلم تكن لديه سيارات مصفحة ولا مرافقين من القوات الخاصة ولا فيالق حمايات ينثر افرادها شتائمهم على المارة والسواق الآخرين، ولا طائرات عمودية تحوم حول موكبه اينما ذهب ولا مدافع مضادة للطائرات ترافقه، لانه ببساطة لم يكن له موكب رسمي لكنه كان يتجول مع مرافقه فقط، تحيطه محبة شعبه واحترامه، فقد اخفق الملك غازي في شراء سيارة سبورت شبابية رياضية مكشوفة اعجبته كانت معروضة في احد معارض بيع السيارات  في شارع الرشيد، لانه وهو ملك العراق لم يكن يمتلك ثمنها البالغ (1550) دينارا، خصوصا بعد ان رفض وزير ماليته اقراضه بقية المبلغ الذي يحتاجه لشرائها كون ذلك مخالفا للقانون، اما الزعيم عبد الكريم قاسم فقد كان يتنقل بسيارة فورد ستيشن موديل 1958 بصحبة مرافق واحد.         
وكان عضو اللجنة المالية في مجلس النواب مسعود حيدر، قد كشف في 30 تموز 2015، أن كلفة صيانة ووقود سيارات مسؤولي الدولة باستثناء اعضاء البرلمان تصل الى نحو 100 مليار دينار شهريا، مؤكدا أن تقليل اعداد سيارات المسؤولين سيوفر لخزينة الدولة  قرابة مليار دولار سنويا.
يبدو ان بعض مؤسسات وهيئات وتشكيلات النزاهة قد ضربها فايروس البلاهة، وشتان ما بين البلاهة والنباهة.