مشـــــاكسة / وأمطــــرت الســــماء دمــــــــا!/مال اللــه فـــــرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 18, 2016, 12:20:03 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشـــــاكسة

وأمطــــرت الســــماء دمــــــــا!     
   


برطلي . نت / بريد الموقع

  مال اللــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com



إهتزت بغداد على وقع دوي الانفجارات مترنحة بعنف من عمق جراحاتها، وتحول نزيف دمائها شلالا من الادانة بوجوه حكومات فاشلة وسياسيين فاسدين، ومسؤولين أمنيين غارقين في مصالحهم  وصفقاتهم وامتيازاتهم، واشتعلت حرائقها هنا وهناك، لاسيما في مدينة الصدر المظلومة المكلومة، لتصيب العالم كله بالصدمة والذهول من هول الفاجعة راسمة علامات استفهام كبيرة مريرة، (ما جدوى بقاء حكومة وبرلمان  لا يستطيعان ان يحققا للشعب الاستقرار والامان؟)، (وما ذنب الابرياء ليكونوا وقودا لخلافات بعض السياسيين المرفهين الفاسدين الذين حولوا المواطنين إلى رسائل ملغومة يتبادلونها في تقاطعاتهم وخلافاتهم ومعاركهم واستعراض عضلاتهم؟) و(لماذا لا تطفو حرب المفخخات ودوي انفجاراتها على سطح المشهد السياسي الا عندما تتفجر الخلافات السياسية والبرلمانية والطائفية بين هذه الجهة وتلك وبين هذا المكون وذاك؟)، والاهم هل جاءت موجة التفجيرات المجنونة الملعونة هذه ردا على اجتياح البرلمان من قبل المتظاهرين والمحتجين (الزومبيين)؟ وثأرا (لمأساة) الكنبة البرلمانية ولشرفها المنتهك بعد ان تلطخت ببضع قطرات من الدماء؟
فقد أثار اهتمام مختلف المسؤولين (بشرف) القنفة البرلمانية المنتهك اسـتهجان وسخرية العالم كله لعمق ذلك الاهتمام الحكومي والبرلماني والسـياسي الذي فاق اهتماماتهم بمأسـي الجوع والفقر والبطالة والتشـريد والتهجير التي أصابت العراقيين, وبحرب الابادة الجماعية التي شـنها ويشنها ارهابيو داعش ضد المواطنين، والتي ضربت وهجرت واعدمت وعذبت وانتهكت شرف وحقوق وحرمات الملايين، فهل هب اعصار المفخخات وحرائقها ليكون الثأر المناسب لـ (انتهاك شرف) تلك الكنبة اللعينة؟ ثم لماذا لم تستهدف حروب المفخخات ومصائبها وحرائقها وكوارثها ومآسيها يوما ما المنطقة الخضراء اسوة ببقية المناطق الفقيرة السوداء؟
بعيدا عن اتهام أي جهة فإن ذلك يفرز احتمالين منطقيين، اما أن من يديرون حرب المفخخات ويحولون الفقراء والمعدمين الى وقود والى رسائل دماء وموت ودمار يتبادلونها مع غرمائهم السياسيين, هم من سكنة المنطقة الخضراء! أو ان الحكام والمسؤولين المعنيين لاسيما الامنيين منهم من سكنة هذه المنطقة الملعونة المأفونة التي تحولت الى منطقة شؤم وبلاء، لاعلاقة لهم بأمن وسلامة واستقرار البلاد بقدر اهتمامهم بأمنهم وامن عوائلهم وأمن وسلامة المنطقة السوداء، وبالتالي فانهم لا يمتلكون شرعية تمثيل شعب فشلوا في حمايته مما يعني استحالة توقف امطار الدماء التي ينزفها يوميا المعدمون والفقراء ماداموا متمسكين باسنانهم واظافرهم بكراسيهم .
إن فساد الاجهزة الامنية وغض الطرف عن مساءلتها بسبب خضوعها لاوامر ومصالح وتوجيهات وإرادات وحماية تكتلات وتحالفات ومكونات سياسية, لم يفرغها من موضوعيتها وحيويتها وشرعيتها وقدرتها على مواجهة الارهاب والعنف والجريمة المنظمة وحسب، وانما وفر المناخات الملائمة امام القتلة الارهابيين لاحداث أفظع الانهيارات الامنية وبالتالي إحداث  اخطر الكوارث الانسانية، ومن منا لا يتذكر واحدة من اضخم صفقات الفساد الامنية' ممثلة بأجهزة الكشف عن المتفجرات (السونرات المحمولة) التي تجاوز سعر استيراد القطعة الواحدة منها الخمسة آلاف دولار وفقا للتقارير الصحفية آنذاك في حين ان سعرها الحقيقي وفقا لادعاءات مصادر رسمية بريطانية كان بحدود الخمسة والعشرين دولارا فقط؟ وقد فشلت فشلا ذريعا في الكشف عن أي مفخخة أو عبوة ناسفة باستثناء العطور والتوابل ومواد التجميل وحبوب الفياغرا ومكياج السيدات، ومع فشلها فشل المعنيون ايضا في مساءلة ومحاسبة ومقاضاة المسؤولين عن تلك الصفقة الفاسدة السوداء التي ربما كانت السبب في هدر الكثير من الدماء.
  من جانب آخر، سبق للبرلمان ان تعاقد قبل سنوات مع شركة امريكية للكلاب البوليسية تابعة لاكاديمية (كلوبــــل) الامنية لتوظيف احد كلاب الحراسة المتمرسين لحماية البرلمان ووفقا للعقد تم تحديد الراتب الشهري للكلب المعني بخمسة آلاف دولار فقط ولثماني ساعات عمل في اليوم، حيث بلغت حصة ذلك (الكلب ابن الكلب) ثلاثة آلاف دولار ينفقها على نفسه وعلى زوجته وجرائهما الذين يواصلون دراساتهم العليا في ارقى الجامعات الحيوانية، في حين تستقطع الشركة المعنية بالتوظيف الفي دولار من مبلغ العقد لتوفر للكلب السعيد السكن والطعام والفواكه والحلويات والمعجنات والكبتشينو والكافيار والمنشطات الجنسية واجهزة الرشاقة والعطور الباريسية وأجهزة الايفون والايباد للتواصل مع اصدقائه الكلاب عبر الفيس بوك، فلماذا لم يوفر المسؤولون عددا من تلك الكلاب المدللة المدربة لحماية مداخل العاصمة ومخارجها لضمان سلامة الانسان أسوة باعضاء البرلمان.
بيد ان الادهى والامر ما أكده برلماني امني بوجود (40) جهازا امريكيا حيويا للكشف عن المتفجرات في مخازن وزارة الداخلية سبق شراؤها منذ فترة ربما بملايين الدولارات, لكن لم يتم توزيعها على الشوارع والتقاطعات ومداخل العاصمة ومخارجها للكشف عن المفخخات, فما الفائدة من استيرادها ومن وجودها وهل ينوي البعض توزيعها على التشكيلات السياسية بدل حماية القطاعات الشعبية؟   
الى ذلك كشف احد ابناء مدينة الصدر المنكوبة حقائق مريرة على الفيس بوك جديرة بالتوقف ازاءها انقل بعضا مما جاء فيها: (ليش مدينة الصدر دائماً تتكرر بيهة الانفجارات؟  تتكرر بسببنا احنة اهل المدينة! لان عدنا بالمدينة داعش بس من نوع اخر، مثلاً بمدينة الصدر الشرطي ما يگدر يحاسب اي شخص!! وما يگدر يفتش اي سيارة مضللة او سيارة بدون ارقام!! والجندي ما يگدر يطبق القانون ويلقي القبض على شخص مشتبه به او يطلع مداهمة على اهداف معينة!! لان راح تنفتح عليهم ابواب جهنم) .
  مضيفا(في آب الماضي طلعت دورية لمحاسبة اهل العشوائيات والمتجاوزين على الارصفة وصارت مشادة، و واحد من الشرطة حتى يفرقهم اطلق النار (جوة الرجلين)، واصيب احدهم برجله، عشيرة هذا المصاب بظرف ربع ساعة (وگدام عيني) اجوي طوقوا مركز الشرطة (قطاع ٦١) وتقريباً (نص ساعة بس رمي) والا ياخذون هذا الشرطي، وبالاخير راحو لبيت الشرطي وحرگوه وكتلوا اختة وصوبوا بنتة، وبنفس الشهر وقرب سوق الاولى بعيني شفت صاحب سيارة نزل على شرطي المرور بالمسدس وكسر رجلة بطلقتين، والسبب لانه اخذ سنويتة، وقرب سيطرة الحبيبية من جهة (سچة القطار) شفت خمسة جنود شاردين بالفروع ووراهم جماعة يرمون عليهم والسبب ان الجندي موگف سيارتهم المظللة ومحاسبهم).
اخيرا، وفي ظل واقع كهذا مضحك مبكٍ، ستظل السماء تمطر علينا كوارث ودماء  مادامت ضائعة الحكومة بين ميليشيات منفلتة وقوى سياسية مشؤومة، وبعد ان اضاعت الحكومات حوالي الف مليار دولار دون ان تستطيع تحقيق الامن والاستقرار.