مشــــــاكسة حتــى نــــارك جنـــــة / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 14, 2015, 08:08:34 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشــــــاكسة
حتــى نــــارك جنـــــة



برطلي . نت / بريد الموقع

مال اللــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

تصاعدت بشدة حرائق الفساد لتلتهم ابسط حقوق المواطنين واحتياجاتهم اليومية ولتجعل شعبا باكمله في مهب الريح ، واذا بالجماهير التي اكتوت بنيران الفساد والجوع وغياب الكهرباء وانعدام  الخدمات وتردي الامن وتفشي الارهاب والجريمة المنظمة وانفلات الميليشيات والاثراء غير المشروع للمسؤولين وابنائهم والفقر واالبطالة واستهتار بعض المسؤولين وحماياتهم واستحواذهم على المناصب الرفيعة والرواتب الخرافية والمخصصات الخيالية التي قدرها احد مسؤولي النزاهة بحوالي (600%) من رواتبهم الحقيقية وغيرها تتكاتف وتتلاحم وتتفاعل لتنفجر اعصارا من الغضب الجماهيري الذي تجسد بالتظاهرات الحاشدة المطالبة بالتغيير واجتثاث الفساد وتقديم المسؤولين الفاسدين الى القضاء،مما ارغم رئيس الحكومة الاسراع بالاعلان عن حزمتي اصلاحات في مقدمتها مساءلة الفاسدين والغاء مناصب مهمة والتلويح بحل هيئات مختلفة وتقليص حمايات المسؤولين والغاء مخصصاتهم  ومنع سفر المتهمين بالفساد وسواها.     
واذا كان  من الصعوبة التوقف خلال مشاكسة واحدة ازاء جميع محطات الفساد ، فلابد من التوقف في واحدة من اكبر محطاته التي ادت لانفجار اعصار الغضب الجماهيري تلك هي الكهرباء الكسيحة التي ابتلع المسؤولون عنها قرابة (40) مليار دولار دون ان تتقدم خطوة واحدة الى الامام وسط صيف لاهب لايحتمل.
ان من بين أوسع وأخطر المؤامرات التي تعرض لها العراق عبر تاريخه الطويل الحافل بالمؤامرات والمترع بالدماء والمغامرات والمتخم بالانكسارات والانهيارات، تبرز المؤامرة الحالية ثلاثية الابعاد والادوات لتحفر حضورها في مقدمة كل الصفحات، بعد ان استطاعت ان تختطف خلال ايام قلائل ارواح عشرات الاطفال وما تزال تهدد، ربما، المئات ليس من الاطفال حسب وانما من المرضى والنساء الحوامل وكبار السن ايضا. فقد شارك ماجد المهندس (من حيث لا يدري) مع الانواء الجوية والحكومة (عبر وزارة الكهرباء) في حياكة فصول هذه المؤامرة (الحرارية) وتنفيذها.
فالاحوال الجوية أطلقت قبل ايام رصاصة بدء ماراثونها (الحراري) لتسجيل الرقم القياسي في درجات الحرارة الاشد التهابا، واذ بها تتجاوز بسرعتها الجنونية حاجز الخمسين بزمن قياسي وهي تقترب من درجة الغليان مطيحة بالرقم القياسي العالمي المسجل باسمها قبل ثلاثين عاما، اما وزارة الكهرباء وعبر (كفاءاتها) العبقرية النادرة فقد استطاعت هي الاخرى تنفيذ المهمة الموكلة اليها بنجاح منقطع النظير من خلال تقليص ساعات تجهيز المواطنين بالكهرباء تحت مظلة ادعاءات وتبريرات مختلفة، بل وبدل الاعتذار من المواطنين لعجزها عن تخفيف مستويات ذلك (الجحيم) اللاهب، حاولت (السخرية) منهم  بادعاءات بعض مسؤوليها ان سبب شحة الكهرباء هو كثرة استخدام المواطنين للسخانات الكهربائية (الكيزرات) في هذه الاجواء الملتهبة التي تجاوزت  فيها درجة حرارة المياه العادية نصف درجة الغليان، ولا احد يدري هل ان ذلك المبرر (الخرافي) كان يمثل استهانة مقصودة بعقول ووعي وذكاء المواطن والسخرية منه؟ ام هو تأكيد لمدى غباء من اطلقه؟
من جانبه، مارس الفنان المهندس دورا فنيا (عفويا) عبر تسويق اغنيته الشهيرة التي تخفي وراء كلماتها الرومانسية والحانها المبدعة ستراتيجية عدوانية، حيث تقول كلماتها (جنة جنة جنة والله يا وطنا) وصولا للستراتيجية التآمرية المخادعة حيث يؤكد (حتى نارك جنة)، مما اسهم في دفع عشرات وربما مئات الآلاف من النازحين والمهجرين لاسيما الاطفال منهم الى التوجه وعملا بوصية المهندس نحو الوقوف تحت لهيب الشمس للتمتع (بجنـة الوطــن) التي وعدهم بها وهرب منها وبذلك اسهمت هذه (الجنة) المخادعة باختطاف ارواح العشرات منهم.
ترافق ذلك مع تأكيدات لاحد البرلمانيين بأن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة ووصولها الى 50 درجة مئوية وما رافقها من إهمال شديد في الخدمات الاساسية تسبب بوفاة عشرات الأطفال وكبار السن من النازحين وخاصة الذين يعيشون في المخيمات، معربا عن أسفه لعدم التركيز على هذه الكارثة من قبل وسائل الاعلام، مجددا دعوته للحكومة ـإعلان حالة الطوارئ لمؤسساتها وخاصة الخدمية منها لان الامر يتطلب ذلك من اجل توفير الماء والادوية والخدمات الاساسية الاخرى، مبيناً أن النازحين يعانون من الأمراض نتيجة الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، محذرا من ان بقاء الحكومة على وضعها الحالي بموقف المتفرج سوف يؤدي لحلول كارثة بهم مما قد يتسبب بوفاة المئات منهم وخاصة الأطفال، مناشدا المنظمات الانسانية والامم المتحدة مضاعفة جهودها لإنقاذ حياة الملايين الذين يعيشون في ظروف مأساوية .
وكانت مفوضية حقوق الانسان من جانبها قد قرعت هي الاخرى جرس الانذار بشدة امام الحكومة والرأي العام والمنظمات الدولية وخصوصا الانسانية منها، مؤكدة أن عدد الاطفال النازحين في العراق (بسبب رفاهية جنة النزوح والتهجير) التي وفرتها لهم الحكومة بتدابيرها الانسانية العبقرية ارتفع الى مليون و600 الف طفل، مشيرة الى ان الآلاف من هؤلاء الاطفال وفي مقدمتهم الذين يعيشون في (جنات الكرفانات والخيام التي تجري من تحتها وحولها مجاميع الافاعي والعقارب والحشرات المختلفة) مهددون بالموت بسبب ارتفاع درجات الحرارة، عملا بقول الشاعر ابن نباتة السعدي (من لم يمت بالسيف مات بغيره) حيث نجح بعض مسؤولينا العباقرة بتجسيده على الارض بحقيقة ميدانية تجاه النازحين والمهجرين تؤكد ان (من لم يمت بالافاعي والعقارب، مات بالحرارة .. تعددت الاسباب والموت واحد) وخصوصا بعد ان (نجح) الفاسدون (كالعادة) في سرقة (800) مليون دولار من تخصيصات الكرفانات (وفقا لتأكيدات مسؤول رفيع) والنجاح (كالعادة) في الهرب بها الى الخارج.
وكانت اجهزة الاعلام قد اكدت وفاة (25) طفلا في مخيمات وكرفانات المهجرين والنازحين، اربعة منهم في مخيم واحد فقط، هو مخيم (الحردانية) شمال الضلوعية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وعدم توفير مستلزمات الحياة الاساسية في مقدمتها الكهرباء والماء الصالح للشرب، وربما يفكر ذوو الضحايا بتشكيل وفد لزيارة الحكومة ووزارة الكهرباء لتقديم الشكر والامتنان والعرفان لهم بهذا الانجاز التاريخي العظيم.
الى ذلك، يدعي المغرضون والمشككون واعداء حكومتنا الثورية من الامبرياليين والاستعماريين والحاقدين والمراقبين والصحفيين ذوي الالسن الطويلة ان حوالي (40) مليار دينار صرفت على قطاع الكهرباء ذهبت هدرا، كما ذهبت ادراج الرياح وعود بعض المسؤولين (العباقرة) بالعمل على الاكتفاء الذاتي وتجاوز الحاجة الفعلية من هذه الطاقة وتصدير الفائظ منها عام 2015، واذا بالكهرباء الكسيحة تتراجع بدل ان تتقدم وتسوء بدل ان تتحسن وتنكفئ بدل ان تقف على اقدامها، واذا بالمسؤولين الكهربائيين المسؤولين عن النكبة يهربون بما اختلسته ايديهم (من المال الحلال) الى الخارج للتمتع هنالك بكهرباء مستمرة مستقرة وبضمائر نائمة لا تستيقظ ابدا دون ان يخضعوا للمحاسبة، وربما لو تعاقدنا مع اي شركة يابانية او كورية او المانية او هندية لاستطاعت ان تجعل العراق مضاء على مدار الساعة بربع او نصف المبلغ الذي التهمه الفاسدون.
الى ذلك نجحت مختلف الدول في توفير الطاقة الكهربائية من الشمس   والماء   والرياح والرقص والنفايات، ربما، لو حولنا المسؤولين الفاسدين وما نهبوه من اموال هذا الشعب المسكين الى نفايات واستخدمناهم وقودا في توليد الطاقة الكهربائية لحصلنا على طاقة مستمرة ومستقرة، اما لو استخدمنا اكاذيب بعض المسؤولين ووعودهم وتصريحاتهم وخطبهم وبياناتهم التي لا تتحقق ابدا فربما سنحصل على طاقة كهربائية قادرة على اضاءة الشرق الاوسط كله.