شظية كبيرة في ظهره، جعلته ينزف، وافقدته الوعي... كنت حاضرا... الخوري روفائيل قط

بدء بواسطة matoka, نوفمبر 01, 2011, 06:52:22 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

شظية كبيرة في ظهره، جعلته ينزف، وافقدته الوعي...
كنت حاضرا... الخوري روفائيل قطيمي الذي كان يقيم قداس سيدة النجاة اثناء تعرضها للهجوم يروي قصة الجريمة









عنكاوا كوم - اميل حبش – باريس

تمر علينا هذه الايام الذكرى الاولى للمجزرة الدموية التي حدثت في كنيسة سيدة النجاة تلك المذبحة الاليمة على جميعنا وعلي شخصيا كوني عشت اغلب تفاصيلها وانا مصاب والدماء تنزف مني واول ما سألت عنه بعد افاقتي من العملية كان الاهل والكهنة ولم استطع حجب دموع الالم لفقدان الشهيدين الاب ثائر عبدال والاب وسيم القس بطرس وكنت دائما اسأل ابي عن صحة الاب الخوري روفائيل قطيمي وبعد ان جئنا الى فرنسا كان الجميع يسال عنه وعن صحته لما يشكل من رمز للكنيسة ولنا كجرحى الكنيسة ولهذا وجدت انه من الضروري ان يكون اول عمل اقوم به في هذه الذكرى هو الالتقاء بابونا الخوري الذي عمذني قبل 48 سنة حيث التقيته بابتسامته الحلوة وكان هذا الحديث :


- ابونا الخوري ما هو شعوركم الداخلي حاليا وانتم تعيشون الذكرى الاولى للمجزرة التي حدثت في كنيسة سيدة النجاة ؟
حقيقة ان هذه الذكرى مؤلمة تماما لي وللاخرين لاننا فقدنا فيها اصدقائنا واخوتنا واحبائنا وقدمنا شهداء ودماء كثيرة وجرحى كثيرين لا لشئ بل مجرد لانه كنا نصلي للرب ويجب ان ناخذ من هذه الحادثة الدروس والعبر في حياتنا الانسانية والمسيحية لي ولكل المؤمنين ولا تجعلنا هذه الحادثة منكمشين على انفسنا بل شهود حقيقيين للمسيح .

بعد مرور عام على حدوث مجزرة كنيسة سيدة النجاة ونجاتكم منها , كيف هي صحتكم الان؟
نشكر الرب على كل حال فالصحة افضل وفي تحسن مستمر بفضل الذين اهتموا بي في بغداد اولا ومن ثم في فرنسا من اطباء ومستشفيات واصدقاء يساعدوننا هنا بشكل دائم وكل الذين اهتموا بمعالجتي وما زلت تحت المعالجة لحد الان وانا مستمر على تناول الادوية صباحا ومساء بحسب وصف الاطباء وستلازمني لمدة سنتين على الاقل على امل استرجاع صحتي ونحمد ربنا على كل شئ.

- هل كانت اصابتكم مؤثرة وشديدة وهل هي نتيجة اطلاقة نارية ام نجمت عن شظية قنبلة؟
انا اعتقد ولكني لست متأكدا بانها كانت شظية كبيرة وقوية لانها اصابتني بجرح كبير وطويل في ظهري وعلى الاثر وقعت فورا على الارض ولاحظت ان الدماء تجري من ظهري بكثرة ولكن ربنا كان رحيما بي لان الاصابة وقعت لي في اخر ربع ساعة من وقت الحادث الارهابي الذي استمر لاربع ساعات متواصلة وبعد ذلك تم اخلائي من قبل رجال الاسعاف اللذين اجروا لي اللازم قبل وصولي الى المستشفى اذ اجريت لي عملية رفع للطحال وايضا تم ايقاف النزيف الدموي من خلال معالجة مسبباته كذلك فقد اصبت بكسر في ثلاثة اضلاع صدرية هذا بالاضافة الى الضعف الذي اصابني في حاسة سمعي نتيجة الاصوات المرعبة والقوية التي تعرضنا لها خلال الساعات الاربع في الكنيسة.

علمت بانك كنت واقف في وسط الغرفة(السكرستية)تصلي طيلة الاربع ساعات ولم تجلس مع ان الكثيرين طلبوا منك ذلك؟
نعم كنت واقف اصلي في وسط الغرفة حتى احافظ على الموجودين في الغرفة لانهم كانوا يبكون وفي حالة هلع وصراخ وخاصة النساء فكنت اشجعهم حتى يسكتوا قليلا وكنت اقول لهم صلوا حتى يرفع عنا الله هذا الهم والظلم وايضا انا كنت اصلي طيلة الوقت الذي كان الارهابيون يتحركون فيه داخل الكنيسة وكانت دائماعلى لساني العذراء مريم سيدة النجاة حيث كنت اردد ياسيدة النجاة صلي لاجلنا وابعدي عنا الشر وكررت عدة مرات تلك العبارة ولربما كان هذا الدعاء ودعاء الكثير من الجرحى هو ما خفف علينا هول الماساة .

سمعت البعض يقول لماذا سيدة النجاة لم توقف عمليات الارهابيين في الاعتداء على كنيستها بمعجزة مثلا فما هو جوابك لهؤلاء؟
هذا سؤال عام يسألون عنه لماذا الذين ارادوا ان يصلبوا المسيح الله لم يوقفهم ولماذا الله لا يوقف الشر الذي في العالم, الحروب والاضطهادات والمصائب التي تحدث لبني البشر في كل انحاء العالم , هذا السؤال اجاوب عنه واقول ان الذهب الخالص لا يتبين الا بالنار ودائما لا تظهر البذرة الطيبة الا بعد موتها وتاريخ الكنيسة منذ الجيل الاول ولحد الان حافل بالاضطهادات والالام والصعوبات ولكن النتيجة هي دائما لمصلحة الانسانية والمسيحية فالقول دم الشهداء بذار الحياة هو حقيقة فهؤلاء الذين اعطوا دمائهم وشبابهم لم يذهب دمهم سدى بل هناك ثمرة ونتيجة لها في المستقبل ورسالة ابونا ثائر وابونا وسيم وبقية الشهداء لم تنتهي بموتهم والعراق سيقطف ثمرتها الطيبة في المستقبل انشاألله.

- لشهداءنا منزلة مهمة لدينا وكثيرا ما نذكرهم خاصة اولئك اللذين عشنا معهم وانت عشت مع الشهيدين الابوين ثائر ووسيم فما هي منزلة الابوين الشهيدين بالنسبة اليك وهل تشعر احيانا انهما معك ؟
بالنسبة لي فخسارتي هي كبيرة بفقدان الابوين الشهيدين لاني خسرت اثنين من احسن الكهنة المساعدين لي في الرعية فالاب ثائر 30 سنة قضى معي ثلاث سنوات اما الاب وسيم وعمره 27 فقد قضى سنتين والحقيقة ان اجمل الايام التي عشتها كانت معهما قضيناها بالمحبة والتعاون وكنت اشعر انهم مثل اولادي حيث كانوا يلبون كل ما اطلبه منهما في ما يخص خدمة الكنيسة والرعية او خدمتي بسبب صحتي وعمري وهذا شئ يقدّرون عليه, واستشهادهم ليس خسارة لي فقط بل لاهلهم وللرعية كما اشعر بانهم يعيشون الان معي فنحن كبشر مسيحيين مرتبطين مع بعضنا البعض ونقول دائما ان هؤلاء اللذين فارقونا في هذا الحادث الاثيم هم شهداء في الجنة ويتمتعون بسماء ربنا فبحسب ايماننا المسيحي من سفك دمه لانه مسيحي هذا يعوضه عن كل شئ ولهذا فان ابونا ثائر وابونا وسيم وبقية الشهداء هم في السماء يعرفون احتياجاتنا وامورنا ومرتبطين بنا روحيا ومسيحيا وهم معنا ودائما اقول الله يرحمنا نحن ولا اقول الله يرحمهم.

- ابونا هل تواجهكم اية صعوبات هنا في فرنسا؟
انا شخصيا ليس لدي اية صعوبات لاننا جئنا بدعوة من الحكومة الفرنسي وكل المسئولين والاخوان والمنظمات ساعدوني على قدر الامكان وهي ليست المرة الاولى لي في فرنسا فقد حضرت عدة مناسبات فيها ولاني اتكلم الفرنسية فلا اجد صعوبة تذكر ولكن الجرحى اللذين رافقوني يجدون بعض الصعوبات والمفروض ان يكيفوا انفسهم مع الوضع الحالي.

- ما هو الدور الذي تقدموه للجرحى بوصفكم ابا روحيا ومرشدا دينيا لهم خاصة وهم يمرون بهذه الصعاب؟
انا لم اترك الجرحى لحد الان رغم اني ايضا جريح وعلى اتصال دائم معهم على قدر الامكان فبالبداية وبعد ان تحسنت صحتي قليلا بدأت بزيارة الجرحى واقمت عدة قداديس بالطقس السرياني في كنيسة صغيرة قرب مكان تواجدهم الذي خصصته لهم الحكومة الفرنسية كما تناولت الطعام مرارا معهم ولحد الان انا على اطلاع باحوال الموجودين هنا في باريس واحوال الاخرين من خلال السيد اليش سكرتير جمعية اقليات الشرق الذي يزودني بكل اخبارهم.

- هل تشعر ان رسالتك قد تغيرت الان عما كانت عليه سابقا؟
انا خدمت الكنيسة لمدة خمسين سنة في ابرشية بغداد للسريان الكاثوليك في عدة كنائس اخرها كخوري في كاتدرائية سيدة النجاة وكنت مسئول الكنيسة وخوري الرعية ولدي كهنة وكانت رسالتي رسالة رعوية اعتيادية اما الان فرسالتي تغيرت تماما عما كانت عليه لانه ليس لدي رعية الان وانا اعتبر ان رسالتي الان هي ان اشهد للمسيح في كل الاماكن التي ازورها وابلغ عن الحادث الاليم والاعتداء الظالم الذي حدث علينا وابلغ عن النتائج الوخيمة المترتبة عليه كما علي ان اثبت الايمان على الجميع وعلى اولئك اللذين اتوا معي من الجرحى وذوي الشهداء.

- هل تتذكر ايامك في العراق وتشتاق اليها ؟
طبعا فلا يستطيع احد ان ينسى اهله وبلده فهذا شئ مطبوع داخل الانسان فهو البلد الذي ولدت وعشت ودرست وخدمت لاكثر من خمسين سنة به ولدي اقرباء واصدقاء ورعية اشتاق اليها ولكن فقط هي الظروف الاستثنائية التي جعلتنا نترك البلد وناتي الى هنا.




Matty AL Mache