مسيحو الموصل "عالقون في واقع مجهول"

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, أغسطس 30, 2014, 07:16:47 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

مسيحو الموصل "عالقون في واقع مجهول"


المدى برس / سليمانية
مسيحيو الموصل، الذين تركوا مدينتهم لاول مرة منذ مئات السنين، على وقع "التكبيرات الداعشية"، عالقون في واقع مجهول" بعد ان فقدوا ممتلكاتهم ومنازلهم في مناطقهم وباتوا لا يشعرون بالامان في البلاد التي يقولون انهم سكانها الاصليون، وبسرعة فائقة، تحول اصحاب الارض والتاريخ كما تصفهم الكنيسة، الى نازحين تتقاذفهم المدن المختلفة.
ويقول عامر ايشو نازح من قره قوش في حديث الى (المدى برس) "لم استطع ان اجلب معي شيئا كان كل شيء قد حصل بسرعة، لقد تفاجئنا عند الساعة الثانية عشرة من منتصف ليل السبت، المصادف 19 تموز، بدخول قوات داعش الى البلدة خرجت العوائل مسرعه، كانوا على مقربة منا كنا نسمع صوت اطلاق نار كثيف واصواتهم وهم يكبرون الله اكبر".
واضاف ايشو "كنا خائفين جدا وشعرنا بالموت يقترب منا، خرجنا وكانت الاف السيارات في طوابير طويلة تتوجه باتجاه مخيم الخازر في اربيل" مبينا ان "حكومة الاقليم فتحت سيطراتها وادخلتنا بدون المستمسكات الرسمية لاغلبنا".
وبين ايشو ان "هناك من الاسر من استقر في اربيل سواء في الكنائس او الاديرة، او لدى اقاربهم، ولكني فضلت القدوم الى السليمانية، والان اقيم في كنيسة ماريوسف التي تحتضن مئات الاسر المسيحية، كما هو الحال في بقية الكنائس في المحافظة"
ويتابع ايشو ان "المصير مجهول والحياة تبدو صعبة حاولت الحصول على عمل ولكن دون فائدة، فالمدينة تكتظ بالنازحين من مختلف المدن والقوميات والمذاهب، وفرصة الحصول على عمل تبدو مستحيلة، كما انني لا اجيد التحدث باللغة الكردية وهذا عامل مهم للحصول على عمل".
مضيفا  "لا يوجد امامي غير الهجرة ولكن كيف يمكنني اصدار جواز سفر بدون مستمسكات، بالاضافة الى انني لا املك المال اللازم للسفر والوصول الى فرنسا البلد الوحيد الذي يمنح اللجوء للمسيحيين بعد ان اغلقت تركيا والاردن ابوبها بوجه النازحين العراقيين لكثرة اعدادهم".
  ويشير ايشو ان "الكنيسة توفر لنا الاقامة والطعام ولكني الان لا املك حتى ثمن السكائر اوثمن قطعة من الملابس، ولا املك من الملابس سوى ماخرجت به في تلك الليلة".
من جانبها تقول ليزا حنا نازحة من الموصل في حديث الى (المدى برس) "لقد خرجنا من مناطقنا قبل اسبوع من هذا الحادث بعد ان سمعنا وجود تهديدات للمسيحيين ذهبنا الى اربيل ثم قررنا العودة كونه لم يحصل شيء".
وتضيف حنا "عند سماعنا بتهديد داعش لنا كنا نعتقد انها كما في المرة السابقة لذلك لم نصدق، في تلك الليلة بقينا في المنزل ولم نخرج رغم مغادرة معظم الاسر".
وتابعت بالقول "دخلوا علينا للمنزل وكانت مجرد رؤيتهم صدمة كنت في ايام حملي الاخيرة، وكان وضعي الصحي صعب للغاية، قالوا لنا اخرجوا واتركو كل شيء حاولت اخراج مصوغاتي الذهبية التي تعود لوالدتي المتوفية، وتوسلت لهم ان اخذها لكن دون فائدة ثم اخذوا كل الاموال التي معنا وعندما طالبنهم باجرة الطريق على الاقل قالوا هذه الاموال اصبحت ملك للدولة الاسلامية".
وتشير حنا "خرجنا ونحن نحمد الله انهم لم يقتلونا وذهبنا الى اقارب لنا في الموصل، والان بعد ان انجبت مولودي الصغير جئنا الى السليمانية".
وتقول حنا "كلما نظرت الى ولدي اتسال ماذا سيكون مصيره، اذا كنا نحن عالقين هنا لا نعرف مصيرنا بعد هل سنعود الى مناطقنا، واذا عدنا ماذا سنجد غير جدران المنازل التي نهبوها بالكامل وقاموا ببيع منازلنا وممتلكاتنا ".
من جانبه يقول شوان جميل عضو لجنة الخوارنه المشرفين على اوضاع النازحين المسيحيين في السليمانية في حديث الى (المدى برس) ان "الكنيسة وبالتعاون مع الجهات الامنية ومحافظة السليمانية وجهت باستقبل النازحين المسحيين القادمين للمحافظة وتحويلهم مباشرة الى كنيسة ماريوسف في السليمانية".
واضاف جميل "استقبلنا الى الان اكثر من 400 اسرة نازحة موزعين الان على ثلاث كنائس في المدينة ومدرسة للراهبات والنادي الثقافي الكلداني كما تمكنا من توفير سكن تبرع به بعض الخيرين ل175 اسرة نازحه" مبينا ان "هناك عده مشاكل ابرزها عدم وجود المساعدات سوى القليل من مساعدات من بعض المنظمات والتي تقتصر على تقديم جزء بسيط من الاغذية وبعض المواد العلاجية والادوية".
ويتابع جميل ان "مشكلة فقدان المستمسكات تمثل مشكلة كبيرة امام النازحين خاصة من يريد الهجرة، فحكومة الاقليم مشكورة قامت بتوجيه مديريات الجوازات بتخصيص يوم السبت لاصدار الجوازات للمسيحيين ولكن اغلبهم لا يملكون مستمسكات رسمية بسبب سلبها منهم من قبل سيطرات داعش التي انتشرت على الطريق في تلك الليلة وسلبتهم الاموال والمصوغات الذهبية او بسبب خروج اغلب الاسر بسرعه لم يتمكنوا معها من جلب اي شيء".
مبينا ان "الاغلبية اليوم منهم يريد الهجرة بعد ان فقدوا ممتلكاتهم ومنازلهم في مناطقهم وباتوا لا يشعرون بالامان في البلاد".
وكان شهود عيان من أهالي نينوى اكدوا، في (الـ18 من تموز 2014 الحالي)، بأن عشرات المسيحيين "يهربون"، من مدينة الموصل،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، بعد تلقيهم تهديدات "بالقتل من قبل تنظيم داعش"، إذا لم يغادروا المدينة حتى ظهر يوم أمس السبت،( 19 تموز 2014)، وفي حين بينوا أن عناصر التنظيم كتبوا على منازلهم عبارة "عقارات الدولة الإسلامية"، أكدوا أن عناصر "التنظيم ومناصريهم" من أهالي المدينة، بدأوا "عمليات المصادرة لأموال المسيحيين".
كما استنكر بطريرك الكلدان في العراق والعالم، لويس رؤفائيل الأول ساكو، تهديد تنظيم (داعش) للمسيحيين في الموصل بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو النزوح من أماكنهم، وفيما  بين ان هذه الدعوات تأتي عكس ما نادى به الدين الاسلامي، أكد ان العراق مقبل على كارثة انسانية وحضارية وتاريخية في حال عدم معالجة هذه الظاهرة، داعيا المسيحيين الى فهم ما يخطط للمنطقة ويتكاتفوا بالمحبة ويلتفوا حول كنيستهم لعبور "العاصفة".
يذكر أن تنظيم (داعش) قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، في (العاشر من حزيران 2014)، واستولى على المقار الأمنية فيها ومطارها، وأطلق سراح المئات من المعتقلين، ما أدى إلى نزوج مئات الآلاف من أسر المدينة إلى المناطق المجاورة وإقليم كردستان، كما امتد نشاط داعش بعدها، إلى محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى.
ويتعرض المسيحيون في العراق إلى أعمال عنف منذ سنة 2003 في بغداد والموصل وكركوك والبصرة، من بينها حادثة خطف وقتل المطران الكلداني الكاثوليكي بولس فرج رحو في آذار 2008، كان أبرزها حادثة اقتحام كنيسة سيدة النجاة من قبل مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة في سنة 2010.
وكان المسيحيون يشكلون نسبة 3.1 بالمائة من السكان في العراق وفق إحصاء أجري عام 1947، وبلغ عددهم في الثمانينات بين مليون ومليوني نسمة، وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينات وما أعقبها من حروب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية، كما هاجرت أعداد كبيرة منهم إلى الخارج بعد أحداث غزو العراق.


http://www.faceiraq.com/inews.php?id=3016950
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة