تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

الاستاذ يوسف الو وسعد البزاز

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, يوليو 23, 2012, 03:46:33 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 2 الضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

الاستاذ يوسف الو وسعد البزاز


موقع عينكاوة/موفق حــداد

قرأت مقالة الاستاذ الفاضل يوسف الو عن الصديق والاخ سعد البزاز وقناة الشرقية ورأيت فيها أمورا تستوجب التوقف وتسليط المزيد من الضوء على محتواها وساوردها بتسلسل كتابتها ..سعد البزاز لم يكن ولن يكون مهزوما بمعنى الانحدار ولا مهزوما بمعنى الهروب ..فقد غادر العراق بملء إرادته متحديا الرقابة الصارمة في حينها على كل عراقي يحاول السفر مهما كانت مكانته الوظيفية أو الإجتماعية وكان حينها يشغل منصب مدير عام في وزارة الاعلام  بل المدير العام المميز فيها و(المدلل) كما وصفه وزيرها في حينها حامد يوسف حمادي في معرض ردّه على عدي صدام حسين حين اتهمه بالتستر عليه وفسح المجال له للهرب من العراق .. وفي منفاه أصدر مؤلفاته التي أدان فيها نظام الحكم والتي زادت من نقمة السلطة عليه فأرسلت له من يحاول اغتياله في الاردن ..وقد حدثني شخصيا الفنان الاردني محمد العبادي بتفاصيل الحادث قائلا بأنه كان في زيارة للبزاز في الفندق الذي يقيم فيه في عمـّان وكان الفنان الراحل سامي السراج موجودا أيضا ، وعند مغادرة السراج للغرفة ..عاد مسرعا ممتقع الوجه وأخبرنا بوجود اشخاص غرباء في الممر تغلب عليهم السحنة العراقية فعلم البزاز بأنهم فرقة اغتيال تترصد به ..وغادر السراج، يكمل الفنان العبادي: سالني البزاز ما العمل ؟ أقترحت عليه أن يطلب إجراء مقابلة صحفية لشخصية كبيرة في الحكومة الاردنية وسيصل فريق أمني لمرافقته إلى مكان اللقاء وسينصرف المترصدون ثم يتصرف بما يراه الافضل ..يكمل الفنان العبادي فطلب البزاز عبر جماعة له معرفة بهم مقابلة الملك الراحل الحسين ..وحصلت الموافقة فورا  وما هي الا أقل من نصف ساعة إلا وحضرت مجموعة من دائرة مراسم القصر الملكي ترافقها مجموعة أمنية حيث غادر العراقيون المشتبه بهم الفندق ونقل البزاز إلى القصر الملكي وأجرى مقابلته المنشورة لاحقا مع الراحل الحسين بن طلال تمكن بعدها من السفر إلى تونس وبقية القصة معروفة للمتابعين .
وبالإشارة إلى نشاط البزاز في المناطق السنية فقط فاذكـّر الاستاذ (الو) بأن تجهيز المواطنين بالمياه كانت في البصرة بادئ ذي بدء ثم توالت في مناطق أخرى ولكن يبدو أن انقطاع التيار الكهربائي المستمر كان السبب في عدم متابعة الاستاذ يوسف لبرامج قناة الشرقية.. وحتى إن كانت تلك المياه من نهر دجلة الخالد أليست أفضل من لاشئ؟..نعم لقد شيدت الشرقية مجموعة بيوت لاتحل أزمة السكن في العراق وهي ليست أكثر من محاولة (رمزية) عسى أن ينتبه إليها من له القدرة على إتباعها وتحقيق المزيد منها وأعني بهم المتنفذين في الحكم بتسلسلاته منذ احتلال العراق لغاية اليوم وهذه المبادرة مع غيرها من دفع بدلات ايجار العديد من دور الفقراء وتقديم منح مالية كبيرة للمرضى والمحتاجين مبادرات تستحق الاحترام من قبل كل منصف أم هل يجب على البزاز أن يشيد دورا بالآلاف لامتصاص أزمة السكن لينال رضاكم؟..فقد شاهدنا عوائل  في المحافظات الجنوبية (وهي محافظات غير سنية) تسكن بيوتا من الصفيح والكارتون وتشرب  المياه الآسنة (مجبرة) كيف نقلتها الشرقية من حال إلى حال وأعادت اليها آدميتها المهانة في بلد يعوم على بحر من النفط ..وأما عن تكريم المتفوقين دراسيا وإشارتكم لعدم  تكريم الحاصلين على المرتبة الثانية والثالثة فأقول ..وماذا عن الرابع والخامس والسادس ...الخ ؟اليس الفرق بين هذه النتائج درجة واحدة أو درجتين او ثلاث ؟ ولماذا التذمر؟ ماذا قدمت الدولة بشخص وزير التربية فيها للمتفوقين قياسا إلى ماقدمته الشرقية؟  لقد كرّم البزاز عشرات الفنانين والمثقفين والمبدعين وتولى علاج عشرات آخرين حافظا لهم ماء وجههم من العوز والفاقة والإستجداء في غربتهم الإجبارية بعد أن حرّم  أصحاب القرار الجدد حتى إقامة احتفالات مهرجان بابل الدولي الفنية الغنائية واقتصرت على (الاناشيد والتراتيل) وتفننت في  ممارسات خنق والثقافة والفن والفنانين بإسم الدين والأخلاق وهم منهم براء ..
حين تقدم طعاما لجائع ..هل تتوقع أن يسألك عن مصدره إن كان حلالا أو حراما أم سيتلقف ماتجود به عليه بالشكر والإمتنان ؟ (ألحق أقول لكم إن هذه الأرملة الفقيرة ألقت في الصندوق أكثر مما القاه الاخرون كلهم ..مرقس 44:12) والشرقية بالقياس الى ما تمتلكه الدولة العراقية من إمكانيات مادية ستكون كتلك الأرملة الفقيرة .
ختاما وبالحديث عن التمويل ..أليس المفروض أن يوجه السؤال الى جميع الفضائيات ومحطات التلفزة الارضية ومحطات الاذاعات العراقية ومئات الصحف التي لاتصلح إلا لمسح زجاج نوافذ البيوت عن مصادر تمويلها ؟ قناة الشرقية كان من المقرر أن تنطلق باسم (قناة العراقية الفضائية) ولكن حتى التسمية سـُلبت من البزاز فغيـّر إسمها إلى (الشرقية) ..ويبقى الحكم على سعد البزاز وقناة الشرقية للعراقيين ولن تختزل مكانتهما في رأي مشاهد واحد ..وقافلة شهداء الشرقية سطرت بدمائها تاريخ ومسيرة قناة الشرقية بحروف من زمرّد ..مع فائق إحترامي للاستاذ يوسف الو ؟

                                                   موفق حــداد
                                                  22/7/2012 
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير