اللوبي و الاقتصاد .........العراقيان!

بدء بواسطة حكمت عبوش, يوليو 10, 2012, 04:44:30 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

حكمت عبوش

                 
اللوبي و الاقتصاد .........العراقيان!

                                                                   حكمت عبوش

أول معرفتي بكلمة أو مصطلح الـ (لوبي) تعود إلى السنوات الأخيرة من ستينيات  القرن المنصرم حيث مجلات لبنانية عديدة كانت تزخر مقالاتها بها و موضحة أن لوبي (تكتلات أو مجموعات ضغط) صهيوني و إسرائيلي نجح في داخل الكونغرس والمجتمع الأمريكي في الحصول على مواقف داعمة لسياسة إسرائيل المتطرفة والمعادية لحقوق الشعب الفلسطيني، ولكن ما لم أتوقعه هو وجود (لوبي عراقي) يؤثر على دوائر اتخاذ القرار في الساحة السياسية العراقية كما جاء في مانشيت (قناة الديار)الفضائية- قبل نهاية حزيران الماضي بقليل - من أن السيد عبد الحسين العنبكي مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي قال:إن السبب في تعطيل العمل بالتعرفة الكمركية هو وجود لوبي يعمل بهذا الاتجاه و طبعا المستفيد الأول من هذا التعطيل هم البعض من  فئة التجار حيث يستوردون ما شاؤوا من البضائع بدون كمرك أما الخاسر الكبير فتبقى الصناعة و المنتوج العراقي أي الأقتصاد العراقي وبالتالي المواطن العراقي.لماذا؟لأن عدم تطبيق التعرفة الكمركية يعني تعويق قيام صناعة وطنية وتحجيم محاولات تجديدها وبعث الحياة في ورشها ومعاملها وجعله أمرا صعبا جدا بسبب عجز المنتج الوطني الوليد عن منافسة البضائع المستوردة من مناشئ عالمية ذات خبرة متراكمة(واسعة وعميقة)في الإنتاج والتصدير ويتربع قسم منها على قمة التقدم التكنولوجي في العالم ناهيك عن احتمال ورود مكائن و أجهزة رديئة إلى السوق العراقية وهذا ما يعاني منه قسم من المواطنين على الدوام .إن بناء و إنشاء المعامل والمصانع تكتسب أهمية استثنائية الآن لدورها الكبير في القضاء على البطالة من خلال تشغيلها الأيدي العاملة الوفيرة العاطلة عن العمل و ما سيحدثه هذا من تغيير ايجابي في مستوى دخل ملايين العراقيين يساهم في إرساء الحلول الناجعة لمشكلات العراق الاجتماعية والسياسية كما يضيف موارد أساسية أخرى للموازنة (انخفضت مساهمة قطاع الصناعة التحويلية إلى حوالي 1.7بالمائه من الناتج المحلي الإجمالي)1 لهذا العام ويساهم في إنقاذنا من الاعتماد على ريع النفط الذي يهيمن بشكل شبه كامل على إيرادات  الموازنة السنوية كل عام كما يعني إيقاف استحواذ السمة الخدمية على اقتصادنا والتي هي الآن أهم صفاته و اعتباره ضمنا اقتصادا غير إنتاجي وهذا ما جعلنا نعتمد على هذا الريع  بشكل أساسي في ترقيع الثوب العراقي الذي كان ممزقا شر مزق منذ عهد الدكتاتور الصنم ولازال إلى اليوم يعاني من وجود فتحات وشقوق واسعة فيه رغم كل التحسن الذي طرأ على معيشة العديد من الناس ولكن الإحصائيات الرسمية هي التي تقول ان نسبة الذين يعيشون دون مستوى الفقر هم 23%من سكان العراق ونسبة البطالة تجاوزت ال 28 في المائة مثلا وهذا غيض من فيض المشاكل التي يعاني منها عراقنا وهذا يعني الكثير و على الجهات المسؤولة ايلاءها جل اهتمامها .
إن الاستمرار في الاعتماد على ريع النفط لتسيير العملية التشغيلية بما فيها الرواتب والمخصصات والعمليات البعيدة عن الاستثمار و تحجيم المخصصات الأستثمارية و تعرضها للنهب والسلب كما يجري الآن وبدون محاسبة المقصرين وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل –إلا ما ندر- هو تقصير بحق  الوطن ومستقبله لأن النفط مادة ناضبة كما يعرف الكثيرون وأولهم خبراء النفط والسياسة و إذا لم نستخدم الآن وارداته الغزيرة فمتى نفكر باستخدامها؟هل بعد نفاذها؟ إن الكل مطالبون برفع الأصوات والعمل على الفور للبدء جديا ببناء الأساس الصناعي والزراعي والصحي والتعليمي والعلمي وكل جوانب الحياة قبل فوات الأوان.وهنا قال صديقي وهو يبتسم: صحيح إن المجتمعات الغربية حافلة بوجود (لوبيات و مافيات)تحاول أن تؤثر سلبا على حياة المواطن ولكن الجماهير عامة لم تترك فرادا أمام تجاوز هذه العصابات و إنما هناك من يدافع عنها بقوة حيث منظمات المجتمع المدني والصحافة ووسائل الأعلام المختلفة و الأيمان الراسخ بالعدالة و المساواة و القيم الإنسانية المتجذرة عند عموم الناس يبرز منها احترام الأخر وحقوقه وكرامته واحترام العمل والعلم إلى حد الإفراط وغيرها الكثير من القيم الحضارية، ثم قال بأسف:نحن  نتعلم بدقة كيف نستفيد من سلبياتهم ونلبسها لباسا عراقيا  ولكننا لا نتعلم شيئا من ايجابياتهم ونسأل هنا بمرارة: هل كانت ستمرر عندهم بدون محاسبة ،قضية هدر وضياع عشرات المليارات من الدولارات في مجالات وأماكن كثيرة وعدم توظيفها لبناء الأساس المادي لمستقبل ناهض وسعيد للوطن كما حدث عندنا؟


1-   التقرير السياسي للمؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي