بطريرك السريان الأرثوذكس للنهار الشرق يحتاج إلى المسيحيين... والحلّ هو البقاء

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 18, 2014, 09:17:19 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

بطريرك السريان الأرثوذكس يعود من العراق بـ (تعزية كبيرة دخلت قلبي) أفرام الثاني للنهار: الشرق يحتاج إلى المسيحيين... والحلّ هو البقاء


برطلي . نت / متابعة
النهار
"بتعزية كبيرة دخلت القلب"، يعود بطريرك انطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني من العراق، بعد "زيارة فجائية" اصرّ عليها غداة التطورات الامنية في الموصل. "ذهبت الى العراق لأعزي أهل العراق. غير انهم هم الذين عزوني بايمانهم القوي وتمسكهم بأرض آبائهم وأجدادهم... ورأيت فيهم ارادة الحياة القوية، فضيلة الصبر، والعزيمة على البقاء"، يقول لـ"النهار"، عقب وصوله الى بيروت مساء الاثنين.

العصا باليد، يتقدم البطريرك بين مستقبليه، واثقًا، متّقدًا. الكلام كثير، ويستعيد فورا مَن عاد من عندهم. وفقا للمعلومات، هُجِّر مسيحيو الموصل، "غير انهم تجمعوا في مجتمعات صغيرة في بلدات وقرى كثيرة شمال العراق"، يفيد، "حيث فتح لهم محبو السلام والناس الطيبون بيوتهم وكنائسهم. وساهمت ايضا حكومة اقليم كردستان كثيرا في استقبالهم، فلم يشعروا بانهم في غربة او تهجر، بل بين اهلهم، بحكم وجود أبرشيات لنا هناك".

"المضحك المبكي" ان أهل الموصل المهجرين يجدون انفسهم اليوم بين "جيران سابقين" مهجرين بدورهم. "الامر محزن، وبال الابناء مشغول على منازلهم وكنائسهم"، يقول البطريرك. قبل مغادرته العراق، بلغه "انه لم يتم التعرض للكنائس في الموصل. لقد ترددت اخبار عن حرقها. غير انه وفقا لمعلومات من مسؤولين، لم يحصل ذلك".
في العراق وسوريا وغيرهما، يُستَهدف المسيحيون، يُضطهدون، على غرار اتراب مسلمين. ايا يكن، "فان الهجرة ليست الحل"، يؤكد البطريرك، "لان الشجرة التي تُقتَلع من جذورها تموت على مرّ الزمن. صحيح انه قد يكون لنا نوع من الراحة في الغرب. غير انه لن نستطيع هناك، ككنيسة وجماعة مسيحية مشرقية، الحفاظ على هويتنا وتقاليدنا. الحل اذًا هو البقاء. ويسألنا ابناؤنا: كيف نبقى في هذه الارض ونحن مضطهدون، مهددون؟".

■ وقد يكونون حتى شهداء مستقبليين ايضا.
- في الحقيقة، مشروع الكنيسة مشروع شهادة. لكن الحل ليس بالمغادرة اطلاقا. يجب ان نطمئن ابناءنا الى ان الشرق يحتاج اليهم، كما يحتاجون هم الى البقاء في ارض الآباء والاجداد. والى ذلك، علينا ان نحاول تأمين ما يحتاجون اليه، ليبقوا في هذه الارض...
الى "البقاء المرجو من كل مسيحي"، يطلب البطريرك ايضا من الحكومات "المساعدة في اعادة بناء، ليس البيوت والكنائس والاديرة والمدارس والجوامع فحسب، انما ايضا الانسان... علينا، مسيحيين ومسلمين، ان نلتجئ الى الخطاب الوسطي، الى قبول الآخر، الى رؤية وجه الله في الانسان الذي امامنا". ويتدارك: "اكبر مشكلة لدينا هي الجهل. من يجهل الآخر، يخافه...".
في رأيه، "التطرف الاسلامي الذي تشهده المنطقة غريب عنها. انه فكر مستورد... وهو ليس موجها ضد المسيحيين فحسب، انما ايضا ضد اي انسان لا يقبل هذا الفكر الاقصائي، التكفيري. هناك ايضا تطرف ضد الشيعي، وحتى ضد السنّي". وبحزم، يجيب: "نعم، اؤمن بالتعايش مع المسلمين، ولا خيار آخر لدينا. اذا اردنا البقاء في هذه الارض، علينا ان نعمل مع الجميع، وفي الدرجة الاولى اخوتنا المسلمين...".

■ رغم الازمات العاصفة بالمنطقة، هل تؤمن بغد افضل، خصوصا للمسيحيين؟
- بالتأكيد، انا متفائل. من دون تفاؤل، لا نستطيع ان نعيش. لكن تفاؤلي حذر، لان المحنة التي نمر بها لم تنته، وتتطلب مزيدا من الوقت. اتمنى ان تنتهي اليوم قبل الغد، غير ان ما نشهده حولنا يبين أن المحنة ستطول في كل الشرق.
المصارحة حول وضع الكنيسة تتطلب جرأة القول. "الكنيسة في كل الشرق منكوبة. لا تمييز بين طائفة واخرى. المسيحي في كل الشرق بلغ حالة تعتير"، يقول البطريرك. في سوريا، يتعرض المسيحي والمسلم معا "لتدمير الانسان فيهما، لاغتيال اخلاقه وقيمه وتقاليده، الى تدمير البيوت ودور العبادة".
من اليوم الاول لانتخابه بطريركا قبل نحو شهرين، عاد افرام الثاني الى سوريا. "هذه العودة طبيعية، اولا لان مقر الكرسي البطريركي في دمشق، ثانيا لان واجبي الروحي والراعوي والاخلاقي ان اكون مع ابنائي خلال محنتهم. لذلك وجودي ضروري جدا هناك. بالطبع، ثمة تحديات. لكن عندما تكون هناك ارادة، يمكن عندئذ مواجهتها، بمعونة ربنا ومساعدة اصدقائنا.
حتى الساعة، "لا اخبار اكيدة" عن مصير المطرانين يوحنا ابرهيم وبولس يازجي. "خطفهما رسالة موجهة ضد وجود المسيحيين. ونحاول ان نرد عليها برجوعنا الى سوريا، بمطالبتنا الناس بالبقاء في الارض... نسمع، ونسعى الى الحصول على اخبار عن المطرانين، وتصل الينا، خصوصا عبر وسطاء في لبنان يتواصلون مع جهات في قطر. ورغم كل التطمينات التي نسمعها، لا خبر اكيدا. لكننا لم نفقد الامل. واملنا في انهما حيّان وسيرجعان".