يملكون شبكات خاصة: مهربو الإيزيديين.. تجار استثمروا علاقاتهم لإنقاذ الضحايا

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يوليو 24, 2016, 08:32:54 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

يملكون شبكات خاصة:
مهربو الإيزيديين.. تجار استثمروا علاقاتهم لإنقاذ الضحايا     


ايزيديون يتوجهون الى سوريا بعد دخول داعش اراضيهم في آب 2014 (الصورة: زمناكو اسماعيل (متروغرافي))
      
برطلي . نت / متابعة
عبدالخالق دوسكي
كثيراً ما تناقل السكان المحليون في دهوك الأحاديث حول بعض الرجال الذين قاموا بشراء الايزيديات المسبيّات من قبل تنظيم داعش وهذا التقرير يسلط الضوء على بعضهم.
13.07.2016  |  دهوك
عبدالله الشريم رجل ايزيدي تجاوز عمره الخمسين عاما من أهالي سنجار كان يتاجر بالمواشي والأغنام والجلود وانواع اخرى من البضائع بين سوريا والعراق قبل ان يسيطر مسلحو تنظيم داعش على مساحات شاسعة من سوريا والعراق لكن بعد دخول داعش وقع (39) فردا من اقاربه في يد التنظيم المتشدد.



الشريم قام باستغلال علاقاته التجارية بين العراق وسوريا للوصول إلى معرفة أماكن أقربائه المخطوفين ويقول "اتصلت بأصدقائي وكونت شبكة من الاتصالات مع معارفي واستطعت من خلالها إنقاذ (253) شخصاً من المخطوفين حتى الآن اغلبهم من النساء والأطفال".



واوضح الشريم ان عمليات الإنقاذ حتى تتكلل بالنجاح تحتاج الى بذل الكثير من الجهود والاموال "لان غالبية المخطوفين يكونون في أماكن بعيدة وصعبة مثل مدينة الرقة او الرمادي او داخل الموصل، فتهريبهم يحتاج إلى عدد أكبر من الرجال والمسهلين والأموال".



الطرق التي كانوا يسلكونها اثناء عملية الإنقاذ أيضاً محفوفة بالمخاطر فهي طرق مليئة بالألغام والمتفجرات وخاصة عند نقاط التماس مع قوات البيشمركة او عند تجاوز المناطق الحدودية بين العراق وسوريا.



الشريم ليس الشخص الوحيد الذي أنقذ أفراداً من ابناء جلدته فهنالك شخص اخر يدعى (ابو شجاع الدنائي) هو الآخر انقذ عددا من المخطوفين الايزيديين ويقول : "لم استطع تحمل الألم وانا ارى واسمع يوميا ان أبناء ديانتي يبيعون في الأسواق مثل أي متاع آخر".



الدنائي استطاع انشاء شبكة سرية من المعتمدين لديه في غالبية المدن التي تتواجد فيها المخطوفات وخاصة في سوريا، ويضيف "نقوم بوضع مخطط للبيوت التي يحتجز فيها المخطوفين ثم نقوم بتهريبهم الى المناطق الآمنة سواء في تركيا او في المناطق التي يسطر عليها اكراد سوريا او يتم أيصالهم الى نقاط قريبة من مناطق سيطرة قوات البيشمركة حيث يتم تسليمهم من هناك".



العاملون داخل شبكات الإنقاذ يجب ان يكونوا حذرين جدا، فقد بين الدنائي انه خلال الفترة المنصرمة قد فقد اكثر من خمسة أشخاص من الذين كانوا يعملون معه في تهريب هؤلاء المخطوفين داخل تنظيم داعش لأن "داعش اصدر أحكاما بإعدام كل شخص يتعامل مع شبكاتنا".

الدنائي بين ان لديهم خريطة بالمواقع التي يُحتجَز فيها هؤلاء المخطوفين مبينا "أنهم موزعون في غالبية المدن السورية وبخاصة في الرقة وريف حلب إضافة الى مدن تلعفر والموصل والفلوجة العراقية".

خليل آل دخي كان يعمل محاميا في قضاء سنجار قبل سقوطها، بعد المأساة التي تعرض لها الايزيديون على يد عناصر داعش ترك مهنة المحاماة وعمل في مجال اغاثة الايزديين الذين لجأوا الى محافظة دهوك، لكنه سرعان من انخرط بدون سابق تخطيط في عملية إنقاذ المخطوفين.

يقول خليل "كنا نجمع المعلومات عن الأشخاص المفقودين والمخطوفين وطلبنا العون من جهات كثيرة فتأكدت انه لن يساعدنا احد وعلينا كناشطين ان نتحرك لإنقاذ أهلنا".


وأكد لـ"نقاش" انه استطاع بالتعاون مع مجموعة من اصدقائه انشاء عدد من الشبكات السرية في مدينة الموصل وضواحيها و انقاذ (143) شخصا.

ويضيف "بعض المخطوفات ارتباطهن وثيق بأمراء داعش ويتنقلن معهم أينما حلوا، وهن متواجدات في جميع المناطق التي يسيطر عليها داعش، لكن الاغلبية متركزة في مدينة الرقة السورية".

وأوضح خليل ان عمليات الإنقاذ لا تتم بالسهولة التي يتصورها البعض انما هي "بحاجة الى عمليات تنسيق عديدة لتأمين ممر آمن لها مع قيادات قوات البيشمركة وقوات حماية الشعب اذا كانت المختطفة قادمة من سوريا وبعض المرات يتطلب ان ننسق حتى مع طيران التحالف اضافة الى تأمين الطرق المناسبة الخالية من الألغام للمرور بها ".


يوميا  يتصل خليل بالعديد من المخطوفات فهو  بمثابة خيط النجاة لهن لكن البعض رفضن الفرار "لأسباب عديدة اولها الخوف والبعض منهن حوامل لا يقدرن على الفرار قبل التخلص من الأجنة".


يرى خليل ان عمليات الإنقاذ بحاجة الى "جهود دولية تشرف عليها وتدعمها بالإرشادات الضرورية، فهي عمليات استخبارية بالدرجة الاولى ونحن نفتقر الى هذا العلم وهذا ما ادى الى ان تنكشف عدد من شبكاتنا ونقدم الكثير من الضحايا".

الايزيديون ليسوا الوحيدين الذين يعملون في مجال إنقاذ الأطفال والنساء الايزيديات، فهنالك من المسلمين ايضا من انخرط في هذا العمل ومنهم فائز كمال وهو من أهالي مدينة الموصل الذي انقذ حتى اليوم العشرات من المخطوفين الايزيديين الموجودين داخل مدينة الموصل.


في اتصال هاتفي معه اكد انه يقوم بهذا العمل "كواجب إنساني إزاء ما لقيه الايزيديون من معاناة على ايدي مسلحي داعش".

ودعا كمال الجهات المعنية الى توفير الدعم اللوجستي والاستخباري لكل من يعمل على انقاذ المخطوفين الايزديين "لان مسؤولية حماية الايزيديين تقع على عاتق جميع العراقيين وكل محبي السلام والانسانية".

وبحسب اخر الاحصائيات المدونة لدى مديرية شؤون المخطوفين الايزيديين في حكومة اقليم كردستان  فان عددهم يصل الى حوالي الى (6000) مختطف تشكل النساء النسبة الكبيرة منهم وبحسب قول حسين كور مدير مكتب شؤون المخطوفين الايزيديين فانه تم تخليص (2593) شخصا منذ سيطرة داعش على سنجار في آب عام 2014.