تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

مشاكسة احـراق المسـتقبل

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 02, 2012, 11:30:03 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

[center] مشاكسة
احـراق المسـتقبل
[/center]




مال اللــه فـرج
malalah_faraj@yahoo.com



كثيرة ومريرة هي المضحكات المبكيات في هذا الزمن الذي امسى بامتياز , بالاخص في الدول المسروقة والمصعوقة والمحروقة , والبائسة واليائسة  والعابسة , زمن العجائب والغرائب والخرائب ' ولعل من ابرز هذه الغرائب جهل بعض حكومات هذه الدول وربما اميتها وربما عدم مبالاتها وربما حسن نواياها  في التصرف (الثوري السلبي)  بثروات شعوبها , من خلال سياساتها الاقتصادية (الحكيمة العقيمة) التي تصب جملة وتفصيلا في عملية (اعدام الامل واحراق المستقبل) بروح تفاؤلية رياضية وتحت مظلات مزركشة بكل الوان الطيف الشمسي , من المزايدات السياسية والشعارات الوطنية والقومية والاقليمية وربما الدولية الثورية.
لذلك وفي الوقت الذي تباهت وتتباهى فيه حكومتنا الرشيدة السديدة بانجازاتها النفطية الخرافية في رفع سقف الاستكشافات والاستخراجات, ومضاعفة العائدات المالية , دون ادنى  اهتمام   بالبنية الاقتصادية , حتى تحولت الحكومة الى مجرد بائعة نفط مثلها مثل باعة النفط الاطفال الذين يجوبون الشوارع والازقة بعرباتهم البدائية المتواضعة التي تجرها خيول مسنة هدها التعب والامراض المزمنة , والفارق الوحيد بين الاثنين ان الحكومة تبيع نفطها في الاسواق العالمية ' في حين يبيع الاطفال نفطهم في الاحياء الشعبية , بعيدا عن الوساطات والرشا والعقود الفسادية والحصص والنسب المؤية , في خضم ذلك ' فجرت احدى الشركات العالمية حقائق رقمية حول حجم الهدر اليومي في ثرواتنا الوطنية.
ففي هذا الميدان الحيوي , كشفت شركة شل الهولندية ان العراق (الثوري التقدمي الاشتراكي) , صاحب اروع واعرق وادق وافضل الستراتيجيات الاقتصادية في المنطقة , يخسر500  مليون دولار يومياً , بسبب ما يتم حرقه من ثروته الغازية المتصاعدة من  حقوله الجنوبية دون الاستفادة منها.
واكد المدير التجاري للشركة ان ما ينتج من الحقول النفطية الجنوبية الثلاثة والتي تشمل حقل الرميلة وأبو غرب المرحلة الأولى والزبير يبلغ مليارا و100 مليون متر مكعب من الغاز ,  وان ما يستثمر منه هو فقط 400 مليون ، في حين يحرق 700 مليون متر مكعب بدون الاستفادة منه . موضحا "ان إحراق 700 مليون تعني تلوث بيئي بما يعادل 400 مليون طن من انبعاث ثاني اوكسيد الكاربون وبما يعادل  تشغيل ثلاثة ملايين سيارة يومياً"، مؤكداً ان خسارة العراق من حرق هذه الكمية تبلغ 500 مليون دولار يومياً.
وبعيدا عن التلوث وافرازاته المرضية الخطيرة' وفي لغة الحسابات البسيطة , ( ان كان هذا الرقم واقعا وحقيقة) , فان العراق يخسر سنويا جراء احراق هذه الكمية من ثروته الغازية وتحويلها الى شعلةاولمبية ازلية ضخمة  دائمة الاحتراق ليلا ونهارا ما قيمته (182,500,000,000) مائة واثنان وثمانين مليارا وخمسمائة مليون دولار, اي ان كل عراقي   يخسر سنويا بفضل هذه العبقرية الاقتصادية الرشيدة العتيدة (7300) دولا ر, ولو وزعنا هذا المبلغ على اليتامى والارامل الذين يبلغ تعدادهم بحدود ستة ملايين ارملة ويتيم لاصاب كل منهم (30,416)ثلاثون الفا واربعمائة وستة عشر دولارا , اما لو وزعنا هذا المبلغ المهدور بلا فوائد ولا عوائد على العوائل العراقية التي (اختارت بملئ ارادتها ) ان تعيش في القعر , تحت مستوى خط الفقر ' وهي وفق التقارير الاعلامية , بحدود ثمانية ملايين عائلة لاستطعنا ان نوفر لكل عائلة دخلا سنويا قدره (22812) اثنان وعشرون الفا وثمانمائة واثنا عشر دولارا , ربما كانت هذه المبالغ (المتواضعة) كافية لاخراجها من تحت مستوى خط الفقر ووضعها بنفس مستوى هذا الخط اللعين الجاثم فوق رؤوس الفقراء والمعدمين  , ولو انفقنا هذا المبلغ لاغاثة الجياع في العالم البالغ عددهم مليار جائع وفقا للتقارير الدولية لاستطعنا توفير وجبة طعام يومية تشبع كل الجياع بقيمة نصف دولار للوجبة الواحدة.
اما لو حولنا هذا المبلغ الى دولارات من فئة الدولار الورقي الواحد الذي يبلغ طوله (16,5) سم , وقمنا بلصق هذه الاوراق النقدية فئة الدولار الواحد طوليا , وبمعدل سبعة دولارات للمتر الواحد , أي ما يساوي سبعة الاف دولارللكيلومتر الواحد لحصلنا على شريط خرافي من الدولارات يبلغ  طوله (26,071,428) كم , ستة وعشرون مليونا وواحد وسبعون الفا واربعمائة وثمانية وعشرون كيلو مترا , ولو صنعنا من هذا الشريط حزاما حول الارض البالغ محيطها (40072) كم لاستطعنا ان نلف الكرة الارضية كلها من شرقها الغاضب الى غربها العاتب  باكثر من (650)  شريطا من الدولارات , اما لو مددنا هذا الشريط من الدولارات الضائعة حول قطر الكرة الارضية المار بخط الاستواء والبالغ طوله (12614) كم لحصلنا على (2066) خطوط من الدولارات كل منها بطول قطر الارض , و لو مددنا شريط   الدولارات بين الارض والقمر حيث تبلغ المسافة بينهما (365000) كم ' لحصلنا على طريق من الدولارات يربط بين الارض والقمر بواحد وسبعين ممرا ذهابا وايابا , وربما كنا سندخل من خلاله موسوعة غينس للارقام القياسية كاول دولة في التاريخ تملك طريقا من الدولارات, بواحد وسبعين ممرا بين الارض والقمر لاغاضة كل البشر, بعد ان اصبحنا بفضل هذا الهدر ربما العباقرة الأول في اغتيال المستقبل .   
 



برطلي . نت / بريد الموقع

ماهر سعيد متي

مشاكسات رائعة وجميلة ومعبرة .. تعكس الواقع العراقي المر..
والأنكى من ذلك فان الغاز المحروق يوميا يساهم وبشكل كبير في زيادة غازات الدفيئة والأحتباس الحراري
شكرا لك .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة