تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

مشاكسة خرائب الدنيا السبع

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يوليو 19, 2012, 08:52:23 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

 
مشاكسة
خرائب الدنيا السبع



مال اللــه فـرج
malalah_faah@yahoo.com



في زمن مضى وانقضى لم يكن يعرف فيه الانسان التكنولوجيا الحديثة ولا قوانين الاقتصاد ولا فائض القيمة ولا حرية التجارة ولاتراكم الخبرة ولا بحيرات النفط واباره الخرافية التي تدر على  بعض القادة التأريخيين والسياسيين المحنكين والبرلمانيين العفيفين والسماسرة الدوليين , في بعض الدول المتوسلة والمتسولة والعابسة والبائسة واليائسة, المليارات دون عناء او شقاء لتضاعف ثروات القادة والمسؤولين الاذكياء والسماسرة الاغبياء , ولتعمق معاناة وماسي الفقراء , ولم يكن الانسان انذاك قد عرف بعد الطاقة الذرية واستخداماتها , وثورة الاتصالات وافرازاتها والرافعات العملاقة والبرمجة الالكترونية والابراج الخرافية  وناطحات السحاب والاقمار الصناعية والقصور الملكية تحت المياه البحرية والسياحة الفضائية ولا الطائرات والصواريخ الذكية والغبية , في ذلك الزمن الغابر العابراستطاع اجدادانا من القادة والسياسيين والبناة والمخططين والمهندسين والاقتصاديين بالاعتماد على خبراتهم الذاتية وامكاناتهم البدائية وتصوراتهم الشخصية , انتزاع اعجاب العالم ودهشة الانسانية وهم يمسكون التأريخ بجدارة واقتدار ليحفروا على صفحاته بكل عزيمة واصرار , ماثرة من اروع ماثر الابداع والفخار , فكانت الجنائن المعلقة في زمن القائد التاريخي نبوخذ نصر واحدة من عجائب الدنيا السبع التي اذهلت النظر والسمع وادهشت البلاد والعباد قبل الميلاد.
اما في عصرنا الراهن , عصر الانجازات الاعجازية بفترات قياسية , فقد استطاع الاحفاد التواصل مع ابداعات الاجداد ولكن بطريقة معاكسة , وباساليب مشاكسة , لينتزع لنا بعضهم بكل كفاءة واقتدار واحدة من مهازل وفضائح وخرائب ومصائب العالم السبع بعد ان انتزع اجدادنا العظماء واحدة من ابرز عجائب الدنيا السبع.
فقد تناقلت الاخبارعن مصادر مختلفة ان مجموع ما تم صرفه على  كهربائنا الشحيحة الكسيحة التي دخلت كما يبدو سن اليأس وفقدت كل احساس بلغ (37) مليار دولار ,  دون ان يبدو في الافق حلا موضوعيا عمليا سريعا مقنعا للازمة وسط صيف لاهب ربما ستتعدى درجة الحرارة الظريفة اللطيفة فيه الخمسين درجة مئوية لتقطع اكثر من نصف المسافة بينها وبين درجة الغليان الفعلية , دون ان تصيب بعض المسؤولين عن هذا الملف بالخجل او الغثيان والذين ربما سيعمد بعضهم وعوائلهم الى الاصطياف في في كندا او اليابان او في جزر الكناري او لبنان ولا يهم ان احترق ملايين الفقراء بنصف درجة الغليان.
ان هذا المبلغ وحده لو تم استثماره في التعاقد مع جمهورية الصين الشعبية مثلا لشراء مولدلت كهربائية منزلية متواضعة نوع (تايكر ام الحبل) سعة (اربعة امبيرات) والتي يعرفها الفقراء في بغداد وبقية المحافظات جيدا اذ كان سعرها يتراوح بين (50 ــ 60) دولارا في الاسواق المحلية, فان عقدا لشراء مليار مولدة مثلا ربما سيخفض سعرالشراء الى (37)   دولارا للمولدة الواحدة فقط من بلد المنشأ , ولو قسمنا المبلغ الذي صرف على الكهرباء لدينا وهو (37) مليار دولار على قيمة المولدة الواحدة لاستطعنا توفير مولدة لكل عائلة في العالم اذا علمنا ان عدد سكان العالم يبلغ سبعة مليارات نسمة وربما اكثر بقليل , واذا كان متوسط عدد افراد العائلة الواحدة سبعة اشخاص, اما لو قسمنا هذا المبلغ المتواضع على سكان العالم قاطبة لكانت حصة كل فرد اكثر من خمسة دولارات, اي ان بامكاننا ان نقيم وليمة عالمية وان نوفر وجبة غذاء شهية لكل  سكان العالم بسعر خمسة دولارات للوجبة , و لو تم توزيع هذا المبلغ على (25) مليون عراقي لكانت حصة الفرد الواحد من ابناء شعبنا( 1480 ) دولارا , اي ان حصة العائلة المكونة من خمسة اشخاص ستكون (7400) دولارا , اما العوائل سعيدة الحظ والتي تتكون من عشرة افراد فان حصتها ستكون (14800) دولار من هذه المبالغ التي ذهبت ادراج الرياح بسبب الحصص والنسب والهدايا والمزايدات والعقود الفاسدة والصفقات الوهمية التي نجحت في الابقاء على الكهرباء كسيحة شحيحة , دون امل او رجاء بالتحسن و الشفاء.
الى ذلك فقد ادعت مصادر خبرية ان شركات فرنسية سبق وان قامت في عام (2007) ببناء محطتين لتوليد الطاقة الكهربائية في ليبيا بكلفة مليار دولار فقط للمحطة الواحدة وبقدرة انتاجية بلغت (1300) ميكا واط لكل محطة وبسقف تنفيذي  قدره سنة واحدة فقط , اي ان المسؤولين عن قطاع الكهرباء لدينا , وفق هذه المصادر ان كانت دقيقة , كان بامكانهم بناء (37) محطة توليد كهربائية مماثلة وبقدرة انتاجية تبلغ (48100) ميكا واط , ربما كانت ستكفي لاضاءة العراق والشرق الاوسط كله ومجموعة الدول الافريقية , اذا ماعلمنا ان مجموع الطاقة الكهربائية المنتجة في العراق الان هي بحدود (4800) ميكا واط.
وفي مقارنة بسيطة مع الدول المجاورة , فان مجموع المبالغ التي تم صرفها على قطاع الكهرباء والبالغة (37) مليار دولار تفوق الميزانيات السنوية العامة لست دول مثل المملكة الاردنية الهاشمية التي تبلغ ميزانيتها السنوية بكهربائها وخدماتها ومحروقاتها المستوردة ورواتب موظفيها ومتقاعديها وتكاليف الغذاء و الدواء والبناء والاستثمارات والتنمية والدفاع والايفادات وبقية الحاجات والمستلزمات اليومية بحدود (6) مليارات دولار فقط وفق التقارير الصحفية.
في خضم هذه النجاحات الكهربائية الثورية الطموحة المتفردة والمميزة التي اذهلت الاصدقاء وفجرت سخرية الاعداء , يبدو اننا بتنا نسير على خطا اجدادنا العظماء حقا الذين اقاموا في العراق احدى ابرز شوامخ عجائب الدنيا السبع , ولكن بشكل معاكس ومشاكس , فقد نجح بعض الغيارى الكفوئين  المخلصين المتمرسين بقدراتهم الكبيرة وبعبقريتهم القديرة ومن خلال تجربة الكهرباء المريرة بتحويل العراق من وطن لاحدى عجائب الدنيا السبع , الى وطن ربما لاحدى مصائب وخرائب الدنيا السبع. 

                       

ماهر سعيد متي

ان شركات فرنسية سبق وان قامت في عام (2007) ببناء محطتين لتوليد الطاقة الكهربائية في ليبيا بكلفة مليار دولار فقط للمحطة الواحدة وبقدرة انتاجية بلغت (1300) ميكا واط لكل محطة وبسقف تنفيذي  قدره سنة واحدة فقط , اي ان المسؤولين عن قطاع الكهرباء لدينا , وفق هذه المصادر ان كانت دقيقة , كان بامكانهم بناء (37) محطة توليد كهربائية مماثلة وبقدرة انتاجية تبلغ (48100) ميكا واط , ربما كانت ستكفي لاضاءة العراق والشرق الاوسط كله ومجموعة الدول الافريقية , اذا ماعلمنا ان مجموع الطاقة الكهربائية المنتجة في العراق الان هي بحدود (4800) ميكا واط.

مشاكسة جميلة ومنطقية ... عاشت ايدك
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة