تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

عنتر.. نيتيات!! / جورج هسدو

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يوليو 18, 2012, 09:38:57 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مع إستلامي لإدارة تحرير جريدة "بهرا" الأسبوعية في الثلث الأخير من العام 2004، قمت باستحداث عمود في الصفحة الأخيرة وتوليت كتابته لسبعة أشهر، ومن خلاله نشرت 28 مقالاً في مختلف القضايا والشؤون الوطنية والقومية بأسلوب نقدي ساخر.. ولبقاء الحال على ما هو عليه في الكثير من القضايا لحد يومنا هذا، حيث تتطابق مواضيع العديد من تلك المقالات مع ما يجري اليوم على الساحة السياسية العراقية، وتتزامن بعضها مع أحداث وطروحات ومناسبات تلقي بظلالها على الواقع.. قررت إعادة نشر قسم من تلك المقالات، عسى أن تنال رضى القرآء الكرام.. هذا العمود نشر في العدد (279) الصادر بتاريخ (12 كانون الأول 2004).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


عنتر.. نيتيات!!     

جورج هسدو
g_hasado@yahoo.com


حاججني أحد الأشخاص يوماً بخصوص فائدة وأهمية استخدام وسيلة الأنترنت لأناس (تعبانة) لها خلفيات ثقافية بسيطة مثل ما لدينا، ويحملون أفكاراً مشوشة تفتقر إلى النضج السياسي، ويعيشون ظروفاً صعبة ومرتبكة كالتي نعيشها.. وقد كنت أنا من بدأ المناقشة مشدداً على ضرورة توفير وتسهيل (وأكيد هم ترخيص) الأجهزة والآليات التي تتيح لنا استخدام التكنولوجيا الحديثة بصورة أفضل ليتسنى لنا المشاركة فيها وعبرها بفعالية أسوة بباقي خلق الله.. وقد أستوقفني حديث صاحبي هذا لما حمله من رؤى مضادة للحالة، لا بل واستهجنت أيضاً نمطية تفكيره واستخدامه لعبارات سوقية سوداوية في التعبير، صدمتني آخرها التي قال فيها (يمعود دخلَينة هيجي أحسن.. يا أنترنت يا بطيخ).
لم يلقي كلامه هذا إذناً صاغية مني في حينها، واستمريت بنهل كل ما يفيدني من الكومبيوتر وعبره الأنترنت حتى هضمت منهما ما يكفيني بنسبة تتيح لي الاستفادة من كل ما من شأنه تمشية أموري الشخصية والمهنية بصورة أفضل (إلى أن عرفنا المخفي والمضموم).. لكنني لم أنتبه إلى أن عزيمتي في ذلك بدأت تفتر يوماً بعد يوم وأنني بت في الفترة الأخيرة لا استخدم الأنترنت إلا للبريد الألكتروني، واقتصر تعاملي مع الـ e-mail فقط بعد أن كنت من المطلعين المستمرين على المواقع النقاشية التي تعنى بشؤوننا وهمومنا، ومن الزوار الدائمين لبرامج المحادثة والمشاركين في الغرف الحوارية في الـ pal talk.
وطبعاً فأن مرد ذلك يعود إلى اصطدامي بالكلام غير الناضج الذي يصل حد السباب وإلى الترهات التي غصت بها المواقع الألكترونية، والتي حولت هذه الوسيلة الإتصالية الرائعة إلى ساحة للطعن والتجريح.. يصول فيها أحدهم ويجول على مزاجه دون رادع أو حياء ويبلينا (فوك ما إحنة مبتلين) بدونكيشوتياته وعنترياته ويحارب وينازل ويقاتل طواحين الهواء التي يخالها رجالاً مسلحين وفرساناً مدججين.. ويتحفنا بمداخلاته الرنانة وآرائه (العنجوقية) ونقاشاته البيزنطية، ويا ريت بأسمه الصريح (جانت أهون) بل بأسماء وكنى مستعارة ظاهرها عملاق وباطنها قزم، تتماشى مع المثل العراقي القائل -مع التصرف طبعاً- ( من برة هلَة هلَة ومن جوة بلوة الله).. أما غرف الشات والماسنجر (النصية والصوتية) فحدث و(تحرّج)، فمن غرفة تحولت إلى برلمان متنقل للعراقيين يقرر ويشرع من يديرها على هواه (وبكيفة) ولم لا؟، خصوصاً ونحن لا نملك بلداً مستقلاً ولا برلماناً شرعياً رسمياً ديمقراطياً منتخباً.. إلى غرفة أخرى تختص بالحب والرومانسية ولا يدخلها غير العزاب والعشاق، وثالثة للمناقشات والإختلاف في كل الأمور إلا الفكرية، ورابعة عنوانها عدم الإلتزام بأي شيء (روح طربك بكيفك بيهة).
والأكثر أسفاً هو مشاركة مواقعنا الكلدوآشورية في ذلك وترك الحبل على الغارب أمام كل من هب ودب لينفث سمومه ضد هذا الحزب أو تلك الشخصية بحجة حرية الرأي وو.. حقيقة إنه واقع مؤلم (بس الواحد شيحجي.. صايرين مثل تفّال السما).. هذا وغيره الكثير جعلني (أتفاجع) وأتراجع عن إهتماماتي ومواقفي الأنترنيتية السابقة.
إلا أنني ورغم كل ذلك ما زلت غير متفق مع صاحب النظرة السوداوية السالف الذكر سوى بأمر واحد فقط وهو (البطيخ).. شرط أن يكون من (بشيلى دالقوش) ومن (برزرا دبى سكماني) المزروع في (ورزا) حقل البطيخ الذي يقع في (عقارا دبى سينا).. وعسى أن يشفي طعمه الحلو اللذيذ من في فمه مرارة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليق مضاف:
لا أدري لماذا تستخدم بلداننا الأنترنت في ما يزدري ماضيها ويربك حاضرها ويهدم مستقبلها؟!، بينما البلدان المتحضرة تستخدمه في ما يحافظ على ماضيها ويخدم حاضرها ويبني مستقبلها.. ولا أدري لماذا شعبنا يتخذ من الأنترنت وسيلة للتناحر في ما بين أبنائه وبث الفرقة بينهم؟!، بينما الشعوب الواعية تتخذ منه وسيلة للتواصل وتقريب المسافات في ما بين أبنائها.. ولا أدري لماذا يصر السياسيون في بلدنا على النظر إلى الأنترنت بأعتباره نافذة للتهجم على من يختلف معهم بالرأي وتهديدهم؟!، بينما السياسيين في الدول الديمقراطية ينظرون إليه بأعتباره واسطة لتوضيح أفكارهم ورؤاهم السياسية لمن يختلف معهم بالرأي.. فهل تدرون أنتم لماذا؟.


برطلي . نت / بريد الموقع

ماهر سعيد متي

الأنترنيت نوع من العولمة فيه الصالح كما وفيه الطالح وعلى الأنسان الأختيار بينهما ... شكرا على المقال .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

ARAMI

#2
كلام استاذ ماهر صحيح وبالاضافة لهذا ارجو من كاتب المقال الانتباه الى ان
استخدام الانترنيت قد يكون رد فعل على بعض الممارسات والتهميش الذي يمارس ضد اشخاص او جماعات من قبل احزاب او منظمات او اشخاص لغرض خنقهم ومنعهم من التعبير وهو اضعف الايمان لديهم
ان من تتهمهم بالعنتر نيتيات هم من عامة الشعب ويحق لهم التعبير عن انفسهم بطريقة او اخرى وان لم يرق لك شي او كلام معين صادر من شخص او جهة معينة لا يعني انه على خطأ، طبعا هذا لا يعطي الحق لاي احد بالتجاوز مهما كان نوعه
في بلد تكون فيه الطبقة السياسية الحاكمة هي عبارة عن مجموعة اشخاص غير ناضجين سياسيا و فكريا (ولا اقصد الكل) ونراهم على الفضائيات ومختلف انواع الاتصالات يسبون ويتهمون من يعارضهم دون مسؤولية واثبات، فكيف تعتقد حال المواطن العادي؟ اذا كانت ما يفترض انها القمة منحدرة لهذه الدرجة فماذا تعتقد بشعب تنقصه الثقافة؟
اخذا بنظر الاعتبار انك لا تستطيع اتهام شخص بثقافته والطعن بها ولكن ما ينتج عنه يثبت ويوحي لك بمستواه الثقافي والاخلاقي احيانا